إرث الخوارج وتأثيره المستمر في تشكيل الفكر الديني المعاصر

إرث الخوارج وتأثيره المستمر في تشكيل الفكر الديني المعاصر

كتاب «أبناءُ ذي الخُويصرة.. إرث الخوارج في الفكر الديني المعاصر» يقدم دراسة معمقة حول أفكار الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تتبنى توجهات منحرفة ومذاهب ضالة، مستندة في ذلك إلى فكر الخوارج الأوائل، ولكنه يوضح كيف تجاوزوا أصولهم القديمة إلى توليد فروع جديدة باتت تشكل أصولاً خطيرة في الفكر الديني المعاصر. صدرت هذه الدراسة عن دار كنوز للنشر والتوزيع، وكتبها الدكتور مصطفى الأفقهصي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مسلطًا الضوء على الإرث الفكري للخوارج وتأثيره في الوقت الحاضر.

دراسة شاملة لفكر الجماعات المتطرفة في كتاب «أبناءُ ذي الخُويصرة.. إرث الخوارج في الفكر الديني المعاصر»

يتناول كتاب «أبناءُ ذي الخُويصرة.. إرث الخوارج في الفكر الديني المعاصر» تحليلاً دقيقًا للأفكار التي تتبناها الجماعات الإسلامية المتطرفة، والتي تروج لأقوال وانحرافات دينية باسم الشرع الشريف، بينما في الواقع تحمل تلك الجماعات منهج أسلافها من الخوارج وتطوراتهم، متجاوزين حدود الفكر الأصلي للخوارج عبر توليد أفرع وتوجهات امتدت لتصبح أصولاً راسخة في العصر الحديث؛ الأمر الذي يعكس خطورة انتشار أفكارهم وأدواتهم الجديدة، والتي قد تسبب أضرارًا اجتماعية ودينية أكبر.

الربط بين فكر الخوارج الأول والجماعات المتطرفة المعاصرة

يركز الدكتور مصطفى الأفقهصي في دراسته على المقارنة بين فكر خوارج العصر وفكر الخوارج الأول، مستعرضًا السمات المشتركة فيما بينهم، وكذلك الفروق في الأدوات والوسائل التي يستخدمها كل منهما. فقد أشار إلى أن الفكر المتطرف الحالي يُظهر تطورًا في منهجية التعامل، مما يجعل خطره أعظم وأعمق في التأثير على المجتمعات خاصة مع تعقيدات العصر وتنامي وسائل الاتصال الحديثة. استفاد المؤلف من تحليله لتوضيح كيف أن جذور هذا الفكر العنيف متجذرة في إرث قديم، لكنه في نفس الوقت أدى إلى نشوء فروع جديدة تفاقم من أزماته.

الأسباب الحقيقية وراء ظهور إرث الخوارج في الفكر الديني المعاصر

يبحث الكتاب أيضًا الأسباب التي أدت إلى بروز فكر الخوارج في العصر الحديث، انطلاقًا من الحديث النبوي الشريف الذي يؤكد ضرورة أن يحمل هذا العلم من كل جيل عدول ينفون عنه التحريف، والانتحال والتأويل الخاطئين. ولا يكتفي المؤلف بتحديد تلك الأسباب؛ بل يحرص على التمييز بين ما هو خبيث وبين ما هو طيب من هذا الإرث الفكري، بحيث يُمكن للقارئ فهم أبعاد هذه الظاهرة بشكل دقيق. وفي هذا الصدد، يمكن تلخيص أبرز الأسباب كما يلي:

  • استغلال الظروف السياسية والاجتماعية لانتشار الأفكار المتطرفة
  • الخلفيات التاريخية والإرث الفكري للخوارج الذين قاوموا السلطة الشرعية
  • غياب دور التوعية الدينية الصحيحة ومواجهة الانحرافات الفكرية
  • توظيف المنصات الحديثة وأدوات التواصل لنشر وترويج الأفكار المتطرفة

يسلط هذا الكتاب الضوء على أهمية فهم الإرث الفكري للخوارج والتعامل معه بطريقة موضوعية بعيدًا عن التعميم أو التجريم، مع التركيز على التطورات التي طرأت على الفكر المتطرف في العصر الراهن. فهذه الدراسة تكشف النقاب عن تنامي نزعات الخوارج المعاصرة، وهو ما يستدعي المزيد من البحث والتحليل لتعزيز الفكر الديني الوسطي ونبذ الانحرافات التي تُهدد الاستقرار المجتمعي والديني في آن واحد.

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.