الحكم الشرعي في من أمسك بالمصحف «ناسيا» وقرأ القرآن وهو على غير طهارة من المسائل التي تشغل بال الكثير من المسلمين، خاصةً مع تزايد الاستفسارات عن مدى تأثير هذا الفعل على صحة القراءة وجواز إعادة ما قرأه الشخص أم لا، إذ يبحث الناس في هذا الموضوع عن توضيح شرعي دقيق يحكم الحالات التي يقع فيها الإنسان دون قصد أو نسيان.
توضيح الحكم الشرعي في من أمسك بالمصحف «ناسيا» وقرأ القرآن وهو على غير طهارة
أعلنت دار الإفتاء المصرية بوضوح أنه لا حرج على من أمسك بالمصحف وهو ناسٍ لعدم طهارته، أو قرأ القرآن في تلك الحالة، مؤكدة أن النسيان يرفع الحرج في هذا الشأن، ولا يستوجب إعادة القراءة، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف: «إِنَّ اللَّهَ قد تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» رواه ابن ماجه، مما يدل على سماحة الشريعة في هذا الجانب وعدم معاقبة الإنسان ناسيًا أو مخطئًا في الأمور التي لا تعمد، وهو ما يشمل مس المصحف أو القراءة على غير وضوء بنسيان.
حكم مس المصحف لغير المتوضئ عند نقل المصحف من مكان فيه نجاسة
بينت دار الإفتاء أن هناك موقفًا خاصًا يتعلق بنقل المصحف من مكان يحتمل أن يكون فيه نجاسة، حيث يجب حيطة وحفظ حرمة الكتاب، ولذا فإنه لا يجوز ترك المصحف في مكان مضر أو ملوث بالنجاسة.
وعند نقل المصحف وأنت على غير وضوء، فلا بد من إمساكه بحائل يمنع التماس مباشرة بين اليدين والمصحف، لأن الجمهور من العلماء ذهبوا إلى أن مس المصحف بدون وضوء لغير العذر غير جائز. ولهذا، يجب أن يؤخذ في الاعتبار ما يلي:
- إذا كان المصحف في مكان فيه نجاسة، لا بد من نقله فورًا حفاظًا على حرمة القرآن
- عند النقل وأنت على غير وضوء، يجب إمساك المصحف بحائل وضمان عدم التماس»
- عدم ترك المصحف في أماكن ملطخة أو ملوثة بأي نجاسة أو أذى
وهذا الأمر يعكس أهمية احترام المصحف وضرورة الاعتناء به سواء من حيث حفظه بعيدًا عن النجاسة، أو التعامل معه بأدب وخشية في جميع الأحوال.
تعامل المجتمع مع مس المصحف على غير طهارة ناسياً وأثره على قراءة القرآن
من خلال الآراء الشرعية، يتبين أن مس المصحف على غير طهارة ناسياً لا يوجب إعادة قراءة القرآن، ولا يلزم صاحب الفعل أن يتحسر على ذلك، إذ أن الشريعة تتعامل مع العباد برحمة وتراعي حالات النسيان والإكراه.
وقد أجمع العلماء أن الخطأ أو النسيان يُعفى منه الإنسان، فلا يُطلب منه الإعادة في أمور كالقراءة أو مس المصحف، إلا إذا حصل عمد واعترف الإنسان بذلك.
هذا ويجب على المسلم أن يعتاد على حال الطهارة عند القراءة، لكن إذا حدث العكس ناسيًا، فلا يشكل ذلك خطأ يستوجب الإعادة أو الجزع، لأن الأصل هو التيسير والتحفيز على حفظ القرآن وقراءته، لا التشدد على الظروف التي يمر بها القارئ.
| الحالة | الحكم الشرعي |
|---|---|
| مس المصحف ناسيًا على غير طهارة وقراءة القرآن | لا إثم ولا إعادة قراءة |
| نقل المصحف من مكان فيه نجاسة وأنت على غير وضوء | يجوز ولكن مع إمساك المصحف بحائل |
يبقى التأكيد على أن التعامل مع المصحف يجب أن يكون بعناية دائمًا، حفاظًا على قدسية كتاب الله، ولا يشترط أن يكون الإنسان في طهارة تامة بشكل دائم لكن مع وجود النيّة والاشتغال بالطهارة الأصلية، مع فهم أن النسيان من الأمور التي رحمة الله وسعة رحمته تسبق فيها الأحكام الشرعية.
