اليوم يصادف الذكرى الثانية عشرة لرحيل أحمد فؤاد نجم، الشاعر المعروف بلقب «الفاجومي»، الذي يعد من أبرز رموز الشعر العامي في مصر، وصوتًا صادقًا عكس هموم الواقع المصري وتحدياته عبر سنوات طويلة؛ إذ احتفظ بكلماته كمرآة حية تعكس أحاسيس ومشاعر المجتمع، مما جعل إرثه الشعري خالدًا ومؤثرًا.
معنى سر إطلاق لقب «الفاجومي» على أحمد فؤاد نجم
لقب «الفاجومي» الذي اشتهر به أحمد فؤاد نجم لم يكن مجرد اسم عابر، بل كشف عنه من خلال ابنته نوارة نجم في حوار مع الإعلامية مني الشاذلي، حيث أوضحت أن أصل الكلمة يأتي من «فجم»، التي تصف الشخص الذي يتحدث بسرعة واندفاع يتسبب أحيانًا في خروج رذاذ من فمه أثناء الكلام، وهذا ما يعكس الجرأة والاندفاع والتهور التي تميزت بها شخصية الشاعر وأسلوب شعره. كذلك، وصفه المخرج مجدي أحمد علي بأنه رجل حر لا يخشى التعبير عن رأيه، بل يسير خلف مشاعره ويعبر عن أفكاره بلا تردد، مما يجعل اللقب «الفاجومي» هو التعبير الأمثل لشخصيته وأعماله الأدبية.
حياة أحمد فؤاد نجم ومسيرته قبل الشهرة بلقب «الفاجومي»
ولد أحمد فؤاد نجم يوم 22 مايو 1929 في قرية كفر أبو نجم بمحافظة الشرقية، لأم ريفية وأب ضابط شرطة، وكان من بين 17 ولدًا لم يبق منهم سوى خمسة بعد مرور السنوات، وقضى مراحل طفولته بين كتاب القرية وبيت خاله في الزقازيق بعد وفاة والده. في 1936 انضم نجم لملجأ الأيتام حيث التقى عبدالله حليم حافظ، وخلال عودته لقريته عمل كراعي ماشية قبل انتقاله إلى القاهرة للعمل لدى شقيقه الذي طرده فيما بعد، مما اضطره للعودة مجددًا إلى قريته. تنقل في بدايات حياته بين عدة مهن مختلفة وعمل في معسكرات الجيش الإنجليزي، حيث تعرف على عمال المطابع الشيوعيين وشارك في المظاهرات الوطنية عام 1946، التي أسفرت عن تأسيس اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال.
التحديات المهنية والسجنية التي شكلت حياة «الفاجومي» أحمد فؤاد نجم
شهدت فترة عمل أحمد فؤاد نجم بين سنوات 1951 و1956 نشاطًا في السكك الحديدية، ثم انتقل إلى وزارة الشؤون الاجتماعية كموظف بريد في القرى، وفي 1959 تعرض لاتهام بالاختلاس أثناء عمله في قسم النقل الميكانيكي بالعباسية مما أدى إلى سجنه 33 شهرًا، بعد خروجه استأنف العمل في معسكرات الجيش الإنجليزي، حيث قدم الدعم للفدائيين. عقب إلغاء المعاهدة المصرية الإنجليزية، ترك نجم العمل بالمعسكرات وتولى وظيفة عامل في ورش النقل الميكانيكي، لكنه واجه مشكلات مع بعض المسؤولين الذين تورطوا في سرقة معدات، مما أدى إلى اتهامه بتزوير استمارات والعودة إلى السجن لمدة ثلاث سنوات في قرة ميدان.
- شارك خلال سجنه في مسابقة الكتاب الأول التي نظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون
- فاز بالجائزة وصدرت له ديوانه الأول «صور من الحياة والسجن» بالشعر العامي المصري
- كتب الناقدة سهير القلماوي مقدمة للديوان، مما ساعده على اكتساب شهرة مبكرة رغم ظروف السجن
| المرحلة | التفاصيل |
|---|---|
| ميلاد ونشأة | 22 مايو 1929 في كفر أبو نجم – الشرقية، طفل ضمن 17 ولدًا، تربى في بيئة ريفية |
| تعليم ومؤثرات | التحق بكتاب القرية وملجأ الأيتام، وتأثر بالفنان عبدالحليم حافظ |
| مشاركات سياسية | شارك في مظاهرات 1946 وتعرف على الحركة الوطنية والعمال الشيوعيين |
| العمل والسجن | عمل بالسكك الحديدية والبريد، تعرض للسجن مرتين بتهم مختلفة |
| إصدار الديوان الأول | صدر ديوان «صور من الحياة والسجن» خلال فترة السجن، وحقق شهرة واسعة |
يمثل أحمد فؤاد نجم، المعروف بـ«الفاجومي»، أحد الأصوات الشعرية الجريئة التي عبرت عن قضايا ومعاناة الناس عبر سنوات طويلة، حيث شكّلت تجاربه الحياتية، بدءًا من طفولته وحتى سني السجن، مادة خصبة لتجسيد آلام الواقع المصري واحتياجاته الاجتماعية والسياسية؛ لذا بقي اسمه مرتبطًا بكيان شعري حقيقي ينبض بحرية وصدق، في حين يحافظ لقب «الفاجومي» على روحه التي ترفض التقييد والتردد، حامية لفكرة التعبير الصادق والمباشر التي جسدها بأفضل صورة طوال مشواره الأدبي.
