مرض إخناتون الذي أبعده عن محبوبته نفرتيتي كشف عن أزمة صحية ونفسية حادة عاشها الفرعون في بدايات حكمه، مؤثرًا بصورة واضحة في حياته الشخصية والعامة، وداخل القصر الملكي الذي شهد تبدل صورته أمام أعين الجميع، خصوصًا أمام زوجته التي أبهرت الجميع بجمالها الذي ازداد تألقًا بمرور الوقت؛ وما عاشه إخناتون مع نفرتيتي يعكس قصة حب عميقة مرت بلحظات ضعف لم تضعفها الظروف.
مرض إخناتون وتدهور حالته الجسدية الغامضة
نشرت الكاتبة الفرنسية فيولين فانويك في كتابها «غرام الفراعنة» سردًا لتفاصيل المرض الغامض الذي أصاب أمنحتب الرابع أو إخناتون في عامه الرابع على العرش؛ إذ بدأ الجسد يتغيّر بشكل مقلق وأصبح يعاني من نحالة شديدة في الذراعين والساقين، وانتفاخ في منطقة الصدر وترهل في الخصر، ما جعل جسمه يبدو أوسع بطريقة غير طبيعية؛ بينما ظلت نفرتيتي تزدهر جمالًا مع كل سنة تمر، اليوم عن الآخر ازداد ضعف إخناتون، وزاد الفارق بين الزوجين وضوحًا في الشكل، فترددت الهمسات داخل القصر حول تغير مظهر الفرعون الذي بدأ يتهرب من الظهور في المناسبات العامة، وهو يرصد نظرات الشفقة أو الاستغراب التي تباغته، في حين كانت نفرتيتي تزداد قربًا منه، تملأ فراغ ما فقده من عافية.
تغيرات سلوكية وانهيار هدوء إخناتون بسبب مرضه
لم يكن مرض إخناتون مجرد معاناة جسدية، بل انعكس على طباعه وسلوكه؛ إذ صار سريع الغضب؛ يثور لأسباب بسيطة، ويعاني نوبات اكتئابية طويلة تعقبها حالات كسل وفتور؛ هنا حاولت نفرتيتي مرارًا أن تواسيه وتعيد إليه طبيعة قلبه الطيب والهادئ التي كانت معروفة عنه: كان معروفًا بحبه للسلام ورفضه للحروب، وكان يرسم جدران القصر بمناظر الحب ونشر السعادة حوله؛ لكن نظرته تغيرت، وأصبح كما يصفه المؤرخون تمثالًا جامدًا لا يستجيب لأي مشاعر، يبتعد عن الفنون والموسيقى ويعزل نفسه في كثير من الأحيان حتى عن عائلته، حتى تناول طعامه بحرية بعيدًا عن الأعين التي باتت تنظر إليه برقة أو ازدراء؛ كما بلغ به الأمر أحيانًا إلى رفض رؤية بناته، مما زاد من غموض حالته النفسية المتغيرة التي رافقت مرضه.
اعتراف إخناتون المرير وردة فعل نفرتيتي الحانية
عبر إخناتون بمرارة في لحظة ضعف قائلاً: «لقد أصبح شكلي بشعًا… منفّرًا»، عكس هذا الاعتراف مدى تأثير المرض عليه، لكنه وجد في نفرتيتي سندًا لا ينضب؛ فقد لمست وجعه واحتضنته بدفء يفوق الحنان الزوجي، وقدمت له كلمة غرست فيها الأمل والطمأنينة: «لا تلتفت لمظهرك الخارجي، فالإله من وهبك الحياة، وأنت تملك روحًا طيبة وعظيمة، وهذه هي الثروة الحقيقية»؛ ومن خلال هذا الدعم المتبادل، يظهر جانب من قصة حب إخناتون ونفرتيتي التي لم تكن مجرد علاقة غرور أو سلطة، بل روابط إنسانية تحمّلت خسائر المرض والضغط النفسي، لتحافظ على عمق مشاعرها رغم التحديات.
- ظهور المرض في عام حكم إخناتون الرابع وتأثيره على حياته
- التناقض بين تدهور صحة إخناتون وجمال نفرتيتي المتألق
- الانعكاسات النفسية والسلوكية للمرض على شخصية الفرعون
- دعم نفرتيتي ودورها في مواجهة الأزمة الصحية والعاطفية
| العام | الوصف |
|---|---|
| العام الرابع من حكم إخناتون | بداية ظهور علامات المرض الجسدية والنفسية |
| فترة لاحقة | تزايد ضعف الجسم وظهور تغيرات سلوكية حادة |
هذه القصة تلقي الضوء على الجانب الإنساني العميق في حياة شخصية تاريخية عظيمة، حيث اجتمع المرض والاكتئاب مع مسؤوليات الحكم، لتشكل خلفية مفعمة بالتحديات التي واجهها إخناتون مع محبوبته نفرتيتي، في تجربة حب وثبات روحي يتردد صداها عبر العصور.
