قضية استخدام سم نادر في الطب الشرعي تكشّفت بأدق التفاصيل عندما قادت التحريات لاعتراف طبيبة صيدلانية باغتيال شقيقها الطبيب باستخدام مادة سامة لا تُكشف في التحاليل الروتينية، بل ظهر أثرها الوحيد بشكل واضح في فحص عين الجثة، مما أحدث هزة في سجلات الطب الشرعي وأكد أهمية فحص العين في كشف القضايا المعقدة.
السم النادر ودوره في كشف لغز الجثة بفضل الطب الشرعي
عندما عُثر على الطبيب متوفياً داخل منزله، لم تكتشف الفحوصات وجود علامات عنف ظاهرة أو اعتداء مادي، ما دفع المحققين لاستبعاد فرضية الوفاة نتيجة للاعتداء المباشر، مما استوجب إعادة تحليل الأدلة الطبية والسمية بشكل دقيق، وأسفرت التحقيقات عن وقوف شقيقة الضحية، وهي طبيبة صيدلانية مطلعة على خواص المركبات السامة، وراء الجريمة. كانت هنالك خلافات قديمة بينهما دفعتها إلى استخدام سم نادر لا يمكن اكتشافه بالفحوصات الروتينية، لكن فحص العين كشف أثاره؛ الأمر الذي مكّن الطب الشرعي من توثيق الجريمة وتوجيه الاتهام للقتل العمد بالمادة السامة الخاصة.
ما هو السم وأنواعه المختلفة وتأثير كل نوع داخل الجسم البشري
السم هو عبارة عن مادة تسبب ضررًا كبيرًا لجسم الإنسان أو الحيوان عندما يتعرض لها بأي شكل من الأشكال، مثل الابتلاع أو الاستنشاق أو التلامس الجلدي أو عبر الأغشية المخاطية، ويؤدي السم إلى أمراض أو قد يسبب الوفاة اعتمادًا على الجرعة وطريقة التعرض وطبيعة المركب، بالإضافة إلى خصائص جسم المتعرض له. تصنف السموم بأنواع متنوعة حسب عدة معايير كالآتي:
- وفق الحالة الفيزيائية: غازية مثل أول أكسيد الكربون، سائلة كسموم بعض الثعابين، وصلبة مثل معادن نادرة ومشعة.
- حسب المصدر: طبيعية (نباتية، فطرية، حيوانية مثل سموم العقارب والأفاعي)، بكتيرية تفرزها بكتيريا معينة، معدنية مثل الرصاص والزرنيخ، وصناعة كيميائية تشمل مواد التنظيف والمبيدات.
فهم هذه الأنواع يتيح إجراء التحاليل المتخصصة اللازمة للكشف عن أنواع السموم الدقيقة التي قد تظهر فقط في فحوصات متقدمة تتجاوز الفحوصات الروتينية.
كيفية تأثير السم النادر داخل الجسم وطرق دخوله بحسب الطب الشرعي
عندما يدخل السم إلى الجسم، تختلف آثاره وطريقته بناءً على وسيلة التعرض، حيث يمر عبر الأعضاء بطرق متباينة منها:
– عبر القناة الهضمية، حيث قد يتسبب السم بقيء وإسهال يخفف من كميته الممتصة، ثم يتم امتصاصه عبر الغشاء المخاطي للمعدة والأمعاء، ويتوقف مستوى الامتصاص على قدرة السم على الذوبان في الدهون ودرجة تأينه.
– عبر الجهاز التنفسي، وتُعد هذه الطريقة الأخطر لأن السموم تدخل الرئتين وتنتقل سريعًا إلى الدورة الدموية دون معالجة أولية من الكبد، ويكون تأثيرها سريعًا في النسيج الرئوي مما يؤدي لموت محتمل.
– عبر الجلد، وتختلف قدرة السم على اختراق الجلد باعتماده على الذوبان في الدهون ومدى فاعلية المذيب في تسهيل دخوله.
– عن طريق الحقن أو الأغشية المخاطية، وهي أقل شيوعًا إلا بحالات خاصة كالحقن الدوائي أو بعض التعرضات.
وتُعد العين عضوًا حساسًا جدًا، حيث يلعب فحصها دورًا مهمًا في الطب الشرعي لكشف السموم النادرة التي قد لا تظهر نتائجها في الفحوصات التقليدية، ما يثبت أهمية فحوصاتها لتفسير أسباب الوفاة الغامضة.
| طريقة التعرض | تأثير السم وامتصاصه |
|---|---|
| القناة الهضمية | القيء والإسهال تقليل الامتصاص، يعتمد على ذوبان السم ودرجة تأينه |
| الجهاز التنفسي | انتقال سريع للسم إلى الدورة الدموية، تأثير سريع في الرئة |
| الجلد | اختراق أفضل للمواد الذوّابة في الدهون، يعتمد على المذيب |
| الحقن والأغشية المخاطية | غالبًا في حالات خاصة مثل تعاطي المخدرات أو التعرض المهني |
