الذكاء الاصطناعي والديون تتصاعدان: بنك إنجلترا يحذر من خطر تفكك تريليونات الاستثمار في التكنولوجيا

الإنفاق التريليوني على بنية الذكاء الاصطناعي الممولة بالديون يثير مخاوف تفكك الفقاعة المالية

حذر بنك إنجلترا من أن الإنفاق المتصاعد الذي يصل إلى تريليونات الدولارات على بنية الذكاء الاصطناعي، والذي يُموَّل جزء كبير منه عبر الديون، قد يواجه خطر التفكك بسبب ارتفاع تقييمات الأسهم بشكل مفرط. وأوضح البنك أن أي تصحيح محتمل في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي قد يمتد ليشمل أسواق الدين بصورة أوسع، مستندًا إلى مؤشرات تحذيرية ظهرت في مقايضات التخلف عن السداد الخاصة بهذه الشركات المعتمدة على التمويل بالديون.

تداعيات تفكك فقاعة الإنفاق التريليوني على بنية الذكاء الاصطناعي الممولة بالديون

أشار بنك إنجلترا، في تقريره نصف السنوي عن الاستقرار المالي، إلى أن أي هبوط حاد في تقييمات سوق الأسهم لشركات الذكاء الاصطناعي قد يؤثر سلبًا على ثروة الأسر البريطانية ويحد من نشاط إنفاق المستهلكين، فضلاً عن إحتمالية تكبد خسائر في القروض الممنوحة لهذه الشركات التي تستثمر بقوة في التكنولوجيا والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي؛ مما قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض بشكل أوسع داخل الأسواق.

ويشدد البنك على أن ما يحدث اليوم يعكس مخاوف تشبه إلى حد ما فقاعة الدوت كوم التي انفجرت بداية الألفية، حيث يراقب المستثمرون بعناية هذه الفقاعة المحتملة، لكن رغم ذلك، تستمر الشركات في ضخ استثمارات ضخمة، خاصة في توسيع مراكز البيانات المطلوبة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مما يؤكد أن سوق الذكاء الاصطناعي لا يزال في طور النمو.

تأثير الإنفاق التريليوني على بنية الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد الأمريكي وأسواق الدين

يقدر بنك إنجلترا أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا رئيسيًا في دفع نمو الاقتصاد الأمريكي، حيث قاد ثلثي مكاسب مؤشر “إس آند بي 500” خلال العام الحالي، وشكل الاستثمار في هذه التقنية نصف نمو الاقتصاد الأمريكي في النصف الأول من عام 2025. ويشير البنك إلى أن تمويل تطوير الذكاء الاصطناعي يقترب من نقطة تحول هامة، حيث يعتمد نحو نصف الإنفاق المتوقع، والبالغ خمسة تريليونات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، على مصادر تمويل خارجية في الغالب عبر الديون.

ويحذر البنك من أن أي خسائر ائتمانية كبيرة في قرض الشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، يمكن أن تتسبب في تأثيرات واسعة على مواقف الائتمان في أسواق الدين عمومًا، بما يشمل المملكة المتحدة، الأمر الذي يرفع مستوى القلق تجاه الاستقرار المالي.

مخاطر زيادة ديون شركات الذكاء الاصطناعي وعوامل الإنذار المبكر

أشار بنك إنجلترا إلى ارتفاع إصدار الديون من شركات الذكاء الاصطناعي مؤخرًا، مع تنامي مؤشرات تحذيرية مثل اتساع هوامش مقايضات التخلف عن السداد لأجل خمس سنوات الخاصة بشركة “أوراكل” التي تعد من شركات الذكاء الاصطناعي البارزة، إذ ارتفعت هذه الهوامش من أقل من 40 نقطة أساس إلى نحو 120 نقطة أساس منذ نهاية يوليو، مما يعكس ازدياد مخاطر الإقراض لهذه الفئة من الشركات.

وهذا التفاؤل يتناقض مع ثبات هوامش مقايضات التخلف عن السداد للشركات الأمريكية ذات التصنيف الاستثماري على نطاق أوسع، حيث تُستخدم هذه المقايضات كأداة أساسية لحماية المستثمرين ضد مخاطر تعثر الشركات في دفع ديونها. وتبرز أوراكل كمؤشر لقضايا الذكاء الاصطناعي، إذ شهدت زيادة في شراء مقايضات التخلف عن السداد كتحوط ضد انهيار محتمل، وسط تراجع حماس المستثمرين نحو قطاع التكنولوجيا.

• الاستثمار التريليوني في بنية الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل كبير على التمويل بالديون
• هبوط أسهم شركات الذكاء الاصطناعي يؤثر على ثروة الأسر ويزيد تكاليف الاقتراض
• ارتفاع ديون شركات الذكاء الاصطناعي يثير مؤشرات إنذار مبكر في أسواق الدين
• شركات مثل “إنفيديا” وأوراكل تلعب دورًا محوريًا في تحديد مصير قطاع الذكاء الاصطناعي

وتبقى شركة “إنفيديا” الأكثر قيمة في السوق عالمياً، مدعومة بارتفاع الطلب على رقاقاتها المخصصة لتشغيل أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي، حيث أبرمت شراكات بمليارات الدولارات لدعم مختلف العملاء، من شركات كبرى وحتى منافستها “إنتل”؛ الأمر الذي زاد من قلق البعض إزاء احتمال تضخيم فقاعة مالية في القطاع وربط مصير عدة شركات ببعضها البعض بشكل وثيق.