لقاح إنقاص الوزن الشهير أثبت في دراسة جديدة أنه قد يقلل بشكل ملحوظ من خطر فقدان الوظائف الإدراكية ويبطئ تدهور مرض آلزهايمر، ما يعزز الآمال في توفير علاج آمن وسريع لهذا المرض المزمن مقارنة بتطوير عقاقير جديدة من الصفر. هذا اللقاح المعروف باسم ليراجلوتيد والمستخدم بالفعل لإنقاص الوزن ينتمي إلى فئة أدوية GLP-1 agonists، التي تساعد أيضاً في إبطاء تراجع القدرة الإدراكية وتقليل فقدان خلايا المخ بنحو 50% لدى مرضى آلزهايمر، مما يفتح آفاقًا لاستخدام لقاح إنقاص الوزن كعلاج محتمل للخرف وأنواع التدهور العقلي المرتبطة به.
تأثير لقاح إنقاص الوزن على بنية الدماغ وصحة الإدراك
أظهرت نتائج الدراسة أن لقاح إنقاص الوزن ليراجلوتيد يقدم تحسناً ملحوظاً في بنية الدماغ إذ يساهم في تقليل التدهور المعرفي لدى المرضى الذين يعانون من المراحل المبكرة إلى المتوسطة من مرض آلزهايمر. كشف البروفيسور بول إديسون، خبير علم الأعصاب في إمبريال كوليدج لندن، أن الدواء يعزز حيوية خلايا الدماغ ويعمل على إبطاء فقدان حجم الدماغ، معتمدًا بالفعل منذ فترة لعلاج مرض السكري، مما يجعله خيارًا أسرع لتطوير علاجات مرض آلزهايمر مقارنة بالعلاجات الجديدة التي تستغرق سنوات طويلة. لقاح إنقاص الوزن يعتمد على استراتيجية علاجية مختلفة، إذ لا يستهدف فقط بروتين الأميلويد المرتبط بأمراض الدماغ ولكن تشمل تأثيرات أعمق على الخلايا العصبية.
تفاصيل تجربة لقاح إنقاص الوزن «ليراجلوتيد» لمرضى الزهايمر
شملت تجربة لقاح إنقاص الوزن 169 مريضًا مصابين بمرض الزهايمر بمستويات خفيفة إلى متوسطة، بمتوسط عمر يبلغ 71 سنة، حيث قُسم المشاركون إلى مجموعتين، تناول 72 منهم دواء ليراجلوتيد، في حين حصل 82 آخرون على دواء وهميًا. على مدار عام كامل من المراقبة، أظهرت الفحوصات الدماغية أن لقاح إنقاص الوزن قلل من فقدان حجم الدماغ بما يقارب النصف مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي، كما سجل تحسنًا في الأداء الإدراكي نسبته 18%، مما يؤكد فعالية اللقاح في إبطاء تقدم المرض وتحسين جودة حياة المرضى.
كيف يمكن أن يحدث لقاح إنقاص الوزن فارقاً في علاج الزهايمر؟
لقاح إنقاص الوزن لا يقدم فقط تأثيرات إضافية على الدماغ، بل يُعد بديلًا واعدًا لعلاجات مرض آلزهايمر التقليدية التي تركز أساسًا على بروتين الأميلويد؛ حيث يعمل هذا اللقاح على تقليل التدهور المعرفي وتعزيز البنية العصبية بشكل عام. يمكن تلخيص فوائد استخدام لقاح إنقاص الوزن في علاج مرض الزهايمر كالتالي:
- إبطاء فقدان خلايا الدماغ بمعدل يصل إلى 50%
- تحسين الوظائف الإدراكية بنسبة ملحوظة تصل إلى 18%
- حقن يومي مرة واحدة يسهل الالتزام بالعلاج
- اعتماده سابقًا كدواء آمن لمرضى السكري والبدانة
يُعد لقاح إنقاص الوزن خطوة نوعية في مواجهة مرض الزهايمر، حيث يفتح المجال أمام تطوير أدوية فعالة تعتمد على آليات علاجية مختلفة، بعيدًا عن التركيز فقط على الأميلويد، وهذا يعزز فرص اكتشاف علاجات متكاملة لهذا المرض المعقد.
