آلية بيولوجية فريدة تمنح الحيتان حصانة ضد السرطان وتلهم علاجات بشرية جديدة

آلية بيولوجية فريدة تمنح الحيتان حصانة ضد السرطان وتلهم علاجات بشرية جديدة

سر إطالة عمر الإنسان الكامن في حوت الرأس المقوس قد بدأ يتكشف أخيرًا بفضل اكتشاف علمي ثوري، فقد تمكن العلماء من فك شفرة جينوم أطول الثدييات عمرًا على وجه الأرض، والذي يعيش لأكثر من 200 عام، وكشفوا عن بروتين فريد يُدعى CIRBP يُعد بمثابة درع وراثي يحمي هذا العملاق البحري من أمراض الشيخوخة والسرطان ويمنحه قدرة فائقة على إصلاح حمضه النووي التالف.

بروتين CIRBP: كيف يكمن سر إطالة عمر الإنسان الكامن في حوت الرأس المقوس؟

يكمن اللغز وراء حياة الحوت المقوس الطويلة في بروتين استثنائي يُعرف باسم “بروتين ربط الحمض النووي الريبوزي القابل للتحريض بالبرودة” أو اختصارًا CIRBP، وهذا البروتين لا يمثل مجرد آلية دفاعية؛ بل هو مهندس صيانة جينية يعمل بكفاءة منقطعة النظير داخل خلايا هذا الكائن الذي يزن 80 طنًا، حيث يساعده على إعادة بناء الأضرار التي تلحق بالحمض النووي بدقة متناهية، مما يمنع الطفرات التي تؤدي إلى السرطان ويحافظ على سلامة الجينوم لعقود طويلة، وهو ما يفسر كيف يحافظ هذا الحوت على صحته المذهلة على مدى قرنين من الزمن، ويقدم للعلماء لمحة عن الآلية التي قد تخفي **سر إطالة عمر الإنسان الكامن في حوت الرأس المقوس**. لقد تطورت هذه القدرة الفريدة لدى الحيتان المقوسة، حيث تزداد مستويات هذا البروتين بشكل كبير استجابة لبيئتها الباردة، مما يمنحها أفضلية بيولوجية هائلة.

هل يمكن تطبيق سر إطالة عمر الإنسان الكامن في حوت الرأس المقوس على البشر؟

بعد عزل هذا البروتين الفعال، أجرى فريق من العلماء بجامعة روتشستر في نيويورك تجارب واعدة، حيث قاموا بإضافة بروتين CIRBP المأخوذ من الحوت إلى خلايا بشرية في المختبر، وكانت النتائج مذهلة؛ فقد أظهرت الخلايا البشرية قدرة معززة ودقة أكبر في إصلاح حمضها النووي، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن إضافة البروتين إلى ذباب الفاكهة أدت إلى إطالة متوسط عمرها بشكل ملحوظ، مما يفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول إمكانية استغلال **سر إطالة عمر الإنسان الكامن في حوت الرأس المقوس**، وصرحت قائدة الدراسة، البروفيسورة فيرا جوربونوفا، بأن البحث يثبت إمكانية عيش الإنسان لفترة أطول من متوسط عمره الطبيعي، مشيرة إلى أن استكشاف طرق لتعزيز نشاط هذا البروتين في الجسم البشري، ربما عبر تغييرات في نمط الحياة مثل التعرض للبرودة أو الاستحمام بالماء البارد، قد يكون خطوة أولى نحو تحقيق ذلك.

المقارنة حوت الرأس المقوس الإنسان
متوسط العمر أكثر من 200 عام حوالي 79 عامًا
البروتين الرئيسي للإصلاح CIRBP (نشاط عالٍ) نظائر بروتينية أقل كفاءة
مقاومة السرطان مرتفعة جدًا متوسطة

مفارقة بيتو وآلية إصلاح الحمض النووي: فك شفرة سر إطالة عمر الإنسان الكامن في حوت الرأس المقوس

لطالما حير لغز بيولوجي يُعرف باسم “مفارقة بيتو” العلماء، ويتساءل عن سبب عدم إصابة الكائنات الضخمة مثل الحيتان بالسرطان بمعدلات أعلى رغم امتلاكها عددًا هائلاً من الخلايا التي تنقسم باستمرار، والآن يبدو أن الإجابة تكمن في بروتين CIRBP، فعندما تنقسم الخلايا، يمكن أن تحدث أخطاء في نسخ الحمض النووي، مما يؤدي إلى طفرات خطيرة قد تتحول إلى أورام سرطانية، وهنا يظهر الدور الحاسم لهذا البروتين الذي يمثل **سر إطالة عمر الإنسان الكامن في حوت الرأس المقوس**، حيث يتخصص في إصلاح النوع الأكثر خطورة من الضرر الجيني المعروف بكسر الشريط المزدوج للحمض النووي (double-strand breaks)، وهذه القدرة الفائقة على الصيانة الجينية تسمح لخلايا الحيتان بالبقاء سليمة لفترات أطول بكثير مقارنة بالخلايا البشرية.

  • يعمل بروتين CIRBP على تعزيز دقة إصلاح الحمض النووي بشكل كبير.
  • يحمي من الطفرات الجينية التي تعد المسبب الرئيسي للأورام السرطانية.
  • يتعزز نشاط هذا البروتين بشكل طبيعي في درجات الحرارة المنخفضة.
  • يساهم في حل لغز “مفارقة بيتو” البيولوجي.

القدرة الفريدة للحيتان مقوسة الرأس على إصلاح خلاياها بكفاءة أعلى من البشر تسمح لجينومها بالبقاء مستقرًا لعقود طويلة، وهو ما يفسر طول عمرها الاستثنائي، وهذا الكشف المذهل يضع بين أيدينا هدفًا واضحًا وهو فهم ما إذا كان يمكننا تطوير استراتيجيات لزيادة وتنظيم هذا المسار البيولوجي لدى البشر.

ويعتزم الفريق البحثي الآن المضي قدمًا في تجاربه، حيث سيتم اختبار مدى فعالية بروتين CIRBP وقدرته على أداء نفس الوظائف الوقائية والإصلاحية في الثدييات الأصغر حجمًا والأقصر عمرًا، في محاولة للتأكد من إمكانية نقل هذه الآلية الفريدة من الحوت الذي يبلغ طوله 20 مترًا إلى كائنات أخرى.

كاتبة صحفية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تتابع أحدث الابتكارات الرقمية وتبسط المعلومات للقارئ بأسلوب واضح وسهل الفهم.