أزمة في معسكر الأتزوري.. كييزا يصدم سباليتي ويرفض الانضمام لمنتخب إيطاليا.

سبب رفض كييزا الانضمام لمنتخب إيطاليا لا يزال يمثل لغزًا كبيرًا في الشارع الكروي، خاصة بعد أن جاء القرار بشكل مفاجئ عقب هزيمة فريقه ليفربول بنتيجة قاسية 3-0 أمام مانشستر سيتي يوم الأحد؛ حيث أثار هذا القرار موجة واسعة من التكهنات حول مستقبل اللاعب الدولي ودوافع هذه الخطوة التي فاجأت الجميع، من الجماهير إلى الجهاز الفني للمنتخب.

جاءت مشاركة فيديريكو كييزا في المباراة التي أقيمت على ملعب الاتحاد محبطة للغاية، إذ لم يمنحه المدرب سوى دقائق معدودة بعد دخوله كبديل في الدقيقة 83، وهي فترة لم تكن كافية على الإطلاق لإحداث أي تغيير في نتيجة المباراة أو ترك بصمة مؤثرة؛ وهذا الظهور الباهت دفع جماهير ليفربول للتساؤل بغضب عن سبب تهميش لاعب بإمكانياته وإبقائه على مقاعد البدلاء حتى وقت متأخر من مواجهة حاسمة كهذه، مما يضيف بعدًا آخر للضغوط التي قد يواجهها اللاعب حاليًا، وهو ما قد يكون جزءًا من سبب رفض كييزا الانضمام لمنتخب إيطاليا في هذا التوقيت الحساس.

هل كشف جاتوزو سبب رفض كييزا الانضمام لمنتخب إيطاليا؟

ألقى جينارو جاتوزو، المدير الفني للمنتخب الإيطالي، بظلال من الغموض حول الموقف خلال مؤتمره الصحفي يوم الاثنين، حيث أكد أن المنتخب سيخوض مباراتيه المقبلتين في تصفيات كأس العالم ضد مولدوفا والنرويج بدون خدمات جناحه الموهوب؛ وأوضح جاتوزو في تصريحاته التي نقلها موقع “فوتبول إيطاليا” أنه يتواصل باستمرار مع فيديريكو، مشددًا على ضرورة احترام قرارات اللاعبين وظروفهم الشخصية، وأضاف قائلًا: “ما يدور بيننا يبقى بيننا، ويجب أن أحترم ما يخبرني به اللاعب، لا أستطيع قول أكثر من ذلك”؛ وعندما تم الضغط عليه بسؤال مباشر عما إذا كان القرار نابعًا من اللاعب نفسه، أجاب جاتوزو بحسم: “نعم، لقد اتخذ قراره، وهذه بالفعل المرة الرابعة أو الخامسة التي أوضح فيها هذا الأمر”، مما يؤكد أن سبب رفض كييزا الانضمام لمنتخب إيطاليا هو قرار شخصي متكرر وليس وليد اللحظة.

تناقض غريب: كيف يؤثر وضع كييزا في ليفربول على قراره الدولي؟

يعيش اللاعب الإيطالي البالغ من العمر 27 عامًا مفارقة حقيقية في مسيرته مع ليفربول هذا الموسم، فعلى الرغم من أن جميع مشاركاته جاءت من مقاعد البدلاء، إلا أنه تفوق على أرقامه في الموسم الماضي؛ وهذا التناقض بين دوره كلاعب بديل وتأثيره الإيجابي يثير الحيرة، وقد يكون له علاقة مباشرة بقرار الابتعاد عن الساحة الدولية للتركيز على مسيرته مع النادي.

ورغم هذا الدور المحدود، فإن كييزا حظي بتقدير كبير من جماهير ليفربول التي صوتت له ليفوز بجائزة لاعب الشهر في سبتمبر، وهو ما علّق عليه لشبكة سكاي سبورتس قائلًا: “في الموسم الماضي لم ألعب كثيرًا، لذا كان دعم الجماهير دافعًا قويًا لي لأبذل مزيدًا من الجهد، أحاول دائمًا تقديم أفضل ما لدي”، وهذا الدعم قد يجعله يفضل البقاء في “ميلوود” لإثبات جدارته، وهو ما يفسر جزئيًا سبب رفض كييزا الانضمام لمنتخب إيطاليا حاليًا.

موقف إيطاليا الحرج وليفربول المستفيد الأكبر من رفض كييزا

يأتي قرار كييزا في وقت حرج للغاية بالنسبة للمنتخب الإيطالي الذي يواجه خطر الغياب عن كأس العالم، فالآتزوري يحتل حاليًا مركز الملحق في المجموعة التاسعة بفارق ثلاث نقاط خلف النرويج المتصدرة، مما يجعل المباراتين المقبلتين مصيريتين لآماله في التأهل المباشر؛ ولتحقيق ذلك، يواجه المنتخب الإيطالي تحديات معقدة تتطلب تحقيق نتائج مثالية وانتظار هدية من المنافسين.

• تحقيق الفوز في المباراتين المقبلتين أمام مولدوفا والنرويج.
• انتظار تعثر منتخب النرويج أمام إستونيا في أوسلو يوم 13 نوفمبر.
• تعويض فارق الأهداف الكبير الذي يصب في مصلحة النرويج (+26 مقابل +10 لإيطاليا).

على الجانب الآخر، يبدو أن ليفربول هو المستفيد الأكبر من هذا الوضع، فبقاء كييزا في مركز تدريبات الفريق سيمنح المدرب آرني سلوت فرصة للعمل معه بشكل مكثف، خاصة في ظل تراجع نتائج الفريق الذي خسر خمسًا من آخر ست مباريات في الدوري؛ وبالتالي، فإن سبب رفض كييزا الانضمام لمنتخب إيطاليا، مهما كان، يخدم مصالح النادي الإنجليزي الذي يسعى جاهدًا لاستعادة توازنه.

لم يظهر كييزا بقميص منتخب بلاده منذ أكتوبر 2024، وعلى الرغم من سجله مع الإصابات في السنوات الأخيرة، بما في ذلك غيابه عن 14 مباراة الموسم الماضي، إلا أنه يتمتع بحالة بدنية جيدة هذا الموسم، مما يجعل قراره أكثر غموضًا ويثير المزيد من التساؤلات حول مستقبله الدولي.