معرض صلة ما تبقى لكم للتطريز الفلسطيني في مركز مرايا للفنون بالشارقة يقدم تجربة فنية غامرة تتجاوز حدود المألوف، حيث استقبلنا ضمن فعاليات أسبوع دبي للتصميم 2025 بعمل فني مبهر يجسد صورة “موناليزا فلسطين” الشهيرة، التي التقطت للفلسطينية وداد خوري عام 1939 وهي ترتدي ثوبها التقليدي، ليكون هذا العمل بمثابة بوابة الدخول إلى عالم يحكي قصة الهوية والصمود.
تجربة حسية فريدة في معرض صلة ما تبقى لكم للتطريز الفلسطيني
بمجرد أن تخطو داخل القاعة، تدرك أنك لست في معرض تقليدي؛ فهذا الفضاء الفني لا يقتصر على عرض قطع تراثية وأثواب فلسطينية مطرزة بغرز متنوعة تعكس جغرافية فلسطين وتاريخها، بل يغمرك في رحلة حسية متكاملة تتفاعل فيها مع المكان بكل حواسك، فالجدران الرمادية غير مكتملة التشطيب تحاكي بيوت اللاجئين بأسلوب رمزي عميق؛ بينما يغلف الضوء الدافئ والناعم المكان بهالة من الحنين، وتكتمل التجربة مع رائحة الزعتر المنبعثة من عمل الفنانة آية حيدر، التي حشت وسادة مطرزة بالزعتر لتفوح في الأجواء رائحة بيوت فلسطين الأصيلة، وهذا يجعل من **معرض صلة ما تبقى لكم للتطريز الفلسطيني** أكثر من مجرد مشاهدة بصرية. إنها تجربة حية تلامس الذاكرة والوجدان، وتقدم للزائرين فهماً أعمق لما يعنيه هذا الفن.
- البصر: أعمال فنية مبتكرة وأثواب تراثية.
- الرائحة: عبق الزعتر الفلسطيني يملأ المكان.
- الصوت: تحويل الغرز إلى نغمات موسيقية.
- الذاكرة: استحضار بيوت اللاجئين والتراث الفلسطيني.
| الحدث | التفاصيل |
|---|---|
| اسم المعرض | صلة.. ما تبقى لكم |
| الموقع | مركز مرايا للفنون، الشارقة |
| فترة العرض | سبتمبر 2025 – يناير 2026 |
أعمال فنية مبتكرة تحكي قصة الصمود في معرض التطريز الفلسطيني
يعد المعرض، الذي نظمته القيمتان الفنيتان سيما عزام ونور سهيل بالتعاون مع مؤسسة سلسلة صلة رولا العلمي، أرشيفًا حيًا للتطريز كأداة للمقاومة؛ حيث شارك فيه 25 فنانًا ومصممًا عربيًا أعادوا صياغة هذا الفن بلغة معاصرة، فالفنان عبد الرحمن قطناني استخدم بقايا الزينكو وقطع الحديد من مخيمات اللاجئين ليصنع لوحته “أمهاتنا وأخواتنا”، مصورًا امرأة تختنق بالركام لكنها تستمر في الحياكة كرمز للاستمرار في الحياة، وفي ركن آخر، يقف عمل “الحجاب أو تعويذة الرحم” تكريمًا للأمهات اللواتي يلدن الحياة وسط الحرب، وبجانبه عمل فني يطرز نباتات فلسطينية كالسماق والميرمية والزعتر على نسيج دقيق، مما يبرز كيف أن **معرض صلة ما تبقى لكم للتطريز الفلسطيني** يحول المأساة إلى فن.
كيف يجسد معرض صلة ما تبقى لكم التطريز الفلسطيني كلغة للمقاومة؟
لقد تجاوز هذا الحدث الفني فكرة عرض التراث ليصبح بيانًا عن فن البقاء، فالفنانة كريستيانا ديماركي عبرت عن قبور الشهداء بتجريد بصري من خلال وحدات هندسية دقيقة تحاكي حركة الخيوط المتقاطعة في عمل صامت لكنه مؤثر للغاية، بينما قدمت الفنانة نعيمة مجدوبة من قطر تجربة فريدة تحول فيها نقوش التطريز الفلسطيني إلى تكوينات صوتية رقمية، لتمكن الزوار من الاستماع إلى موسيقى الغرز التراثية، وبهذا التنوع في التعبير، يؤكد **معرض صلة ما تبقى لكم للتطريز الفلسطيني** على أن هذا الفن قوة ناعمة لا يمكن محوها، فهو لغة حية تتطور وتتكيف لتروي قصة شعب وهوية لا تموت.
بين الخيوط والألوان والأصوات والمواد غير التقليدية، تتجلى قدرة هذا الفن على التعبير عن الصمود والبقاء، فقد نجح معرض صلة ما تبقى لكم للتطريز الفلسطيني في أن يتحول من مجرد احتفاء بالتراث إلى منصة فنية معاصرة تؤكد أن التطريز ليس مجرد زينة، بل هو سلاح وهوية وسجل حي للتاريخ.
