تحرك عاجل.. استدعاء 6 آلاف طائرة يعمق أزمة إيرباص والطيران عالمياً

تحرك عاجل.. استدعاء 6 آلاف طائرة يعمق أزمة إيرباص والطيران عالمياً
تحرك عاجل.. استدعاء 6 آلاف طائرة يعمق أزمة إيرباص والطيران عالمياً

أزمة إيرباص والطيران ألقت بظلالها الثقيلة على جداول الرحلات العالمية مع نهاية الأسبوع، حيث سارعت شركات النقل الجوي لتنفيذ إصلاح برمجي إلزامي لطائرات «إيرباص إيه 320» واسعة الانتشار. جاء هذا التحرك الطارئ استجابة لتعليمات صارمة تهدف لمعالجة خلل تقني قد تسببه الإشعاعات الشمسية القوية في أنظمة التحكم، ما دفع الهيئات التنظيمية لفرض تحديثات فورية لضمان سلامة الركاب وتجنب أي مخاطر جوية محتملة. اضطرت الشركة الأوروبية المصنعة لاستدعاء ما يقارب ستة آلاف طائرة تشكل أكثر من نصف الأسطول العالمي لهذا الطراز، وذلك بعد تحليلات فنية دقيقة كشفت عن تأثر البيانات الحيوية لأنظمة التحكم في الطيران بالإشعاع الشمسي الشديد؛ وقد ربط خبراء السلامة الجوية هذا الخلل بحادثة الهبوط المفاجئ لإحدى طائرات شركة «جيت بلو» الشهر الفائت التي نتج عنها إصابة خمسة عشر راكباً، مما جعل عملية الاستدعاء التقنية هذه الأضخم في تاريخ الشركة الممتد لأكثر من خمسة عقود، وهو ما يفسر حجم أزمة إيرباص والطيران التي شملت مئات المشغلين حول العالم.

التدابير الدولية لاحتواء أزمة إيرباص والطيران

أصدرت الهيئات التنظيمية الكبرى، وعلى رأسها الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران وإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، تعليمات ملزمة للشركات بمعالجة البرمجيات المتحكمة في أسطح التوجيه مثل المصاعد والجنيحات قبل السماح للطائرات بالتحليق مجدداً؛ ويتطلب هذا الإصلاح التقني العودة إلى نسخ برمجية أقدم في إجراء يستغرق ساعتين تقريباً ويمكن تنفيذه بين الرحلات المجدولة أو أثناء الفحوصات الليلية، إلا أن توقيت هذه التعليمات جاء غير مثالي لتزامنه مع مواسم سفر مزدحمة، الأمر الذي عمق من أزمة إيرباص والطيران في المطارات الدولية المزدحمة. تباينت حدة الاضطرابات التشغيلية بين قارات العالم تبعاً لحجم الأساطيل المعتمدة على هذا الطراز ومدى سرعة الاستجابة، ففي اليابان اضطرت كبرى الشركات لإلغاء عشرات الرحلات الجوية بشكل فوري، بينما تسابق الشركات الهندية الزمن لإعادة ضبط مئات الطائرات، وفيما يلي أبرز إجراءات الشركات الدولية:

  • ألغت شركة «إيه إن إيه هولدينغز» اليابانية وشركاتها التابعة 65 رحلة جوية يوم السبت لضمان سلامة عمليات التشغيل.
  • تعمل شركات الطيران الهندية مثل «إنديغو» و«طيران الهند» بكامل طاقتها لإصلاح 338 طائرة متأثرة بالخلل.
  • حددت «الخطوط الجوية الأميركية» ما يقارب 340 طائرة من أصل 480 ضمن أسطولها للخضوع للتحديث الفوري.
  • صدرت توجيهات في كوريا الجنوبية وهونغ كونغ وتايوان للناقلات المحلية بضرورة المعالجة الفورية قبل إعادة الطائرات للخدمة.

استجابة الناقلات العربية لـ أزمة إيرباص والطيران

تعاملت شركات الطيران في منطقة الخليج والشرق الأوسط بمرونة عالية مع هذه المتغيرات المفاجئة، حيث سارعت الفرق الفنية لتنفيذ التحديثات المطلوبة مع الحرص على عدم إرباك جداول المسافرين بشكل كبير؛ وأكدت معظم الشركات الوطنية والاقتصادية في المنطقة جاهزيتها لاستيعاب هذا الخلل التقني عبر استغلال تنوع أسطولها وإعادة جدولة بعض الرحلات قصيرة المدى، مما ساهم في تخفيف وطأة أزمة إيرباص والطيران على المسافرين العرب. يوضح الجدول التالي ملخصاً للإجراءات التي اتخذتها أبرز شركات الطيران في المنطقة العربية للتعامل مع الموقف:

الشركة الإجراءات والمعلومات المعلنة
الخطوط الجوية السعودية باشرت فرق الصيانة التعديلات فوراً مع الحفاظ على التشغيل الكامل للرحلات
طيران ناس إخضاع الطائرات للتحديث خلال وقت وجيز وتنبيه المسافرين لتعديلات طفيفة
العربية للطيران إنجاز تحديثات لعدد كبير من الطائرات خلال 48 ساعة دون إلغاء واسع
طيران الخليج سير العمليات بشكل طبيعي بعد استكمال التحديث البرمجي الإلزامي

انعكاسات أزمة إيرباص والطيران على الأسواق الغربية

أوضحت التقارير الواردة من المملكة المتحدة أن التأثيرات كانت محدودة نسبياً مقارنة بمناطق أخرى، حيث صرحت الجهات الرسمية هناك بأن طبيعة الإصلاحات المطلوبة للأسطول البريطاني أقل تعقيداً من الناحية البرمجية، مما طمأن المسافرين بشأن رحلاتهم؛ وفي المقابل واجهت شركات الطيران في أوقيانوسيا تحديات أكبر أدت إلى تعطل عدد من الرحلات وإلغاءات وقائية، حيث أكدت شركة «جيت ستار» الأسترالية و«طيران نيوزيلندا» تأثر عملياتهام بشكل مباشر نظراً لضرورة تحديث البرمجيات قبل أي رحلة قادمة، وهو ما يعكس الامتداد الجغرافي الواسع لـ أزمة إيرباص والطيران وتأثيرها على خطوط الملاحة. تثبت الاستجابة العالمية السريعة لهذا الخلل الفني أن معايير السلامة تظل الأولوية القصوى في قطاع النقل الجوي رغم الكلفة التشغيلية العالية للاضطرابات المفاجئة، ومن المتوقع أن تتجاوز الشركات هذه العقبة التقنية بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة مع اكتمال عملية تحديث البرمجيات وعودة الأساطيل للعمل بكامل طاقتها الاستيعابية المعتادة في مختلف المطارات.

صحفية متخصصة في الشأن الرياضي والدولي، أتابع معكم أبرز الأحداث لحظة بلحظة، وأسعى دائماً لتقديم محتوى مهني يقرّبكم من كواليس الرياضة وما وراء الأخبار.