للحد من خطر سرطان الرئة.. 4 إجراءات وقائية يتجاهلها معظم الناس

للحد من خطر سرطان الرئة.. 4 إجراءات وقائية يتجاهلها معظم الناس

طرق الوقاية من سرطان الرئة وعلاماته المبكرة تمثل حجر الزاوية في مواجهة أحد أخطر الأمراض عالميًا، ومع حلول شهر نوفمبر من كل عام، تتجدد الدعوات العالمية للتوعية بأهمية العناية بصحة الرئتين؛ حيث تركز هذه المبادرة الصحية على الكشف المبكر وتشجيع العادات السليمة التي تحدث فارقًا حقيقيًا في تقليل معدلات الإصابة بهذا المرض الصعب عند اكتشافه متأخرًا.

أبرز طرق الوقاية من سرطان الرئة: من التدخين إلى تلوث الهواء

يظل الإقلاع عن التدخين الخطوة الأولى والأكثر فعالية ضمن أهم طرق الوقاية من سرطان الرئة، إذ تشير الإحصاءات الطبية الموثوقة إلى أن ما يزيد عن 80% من حالات الإصابة ترتبط بشكل مباشر بهذه العادة المدمرة؛ والأمر الإيجابي هو أن التوقف عن التدخين في أي مرحلة عمرية يبدأ فورًا في تقليل المخاطر، حيث تنطلق الرئتان في رحلة تعافٍ تدريجية حتى لو استمر التدخين لسنوات طويلة، ولا يتوقف الخطر عند المدخن النشط؛ بل يمتد ليشمل من يتعرضون للتدخين السلبي في الأماكن المغلقة، مما يستدعي ضرورة توفير بيئات عمل ومنازل خالية تمامًا من دخان التبغ لحماية صحة الجميع دون استثناء.

يمثل تلوث الهواء عامل خطر بيئيًا لا يمكن إغفاله، وقد صنفته الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) كأحد المسببات المؤكدة للمرض، خاصة الجسيمات الدقيقة الناتجة عن عوادم السيارات والمصانع؛ لذا فإن مراقبة جودة الهواء المحيط تصبح ضرورة، وينصح الخبراء بتجنب ممارسة الأنشطة الرياضية في الخارج خلال الأيام التي ترتفع فيها معدلات التلوث، خصوصًا بالقرب من الطرق المزدحمة، ويمكن تعزيز جودة الهواء داخل المنزل من خلال استخدام أجهزة التنقية المتخصصة، والحرص على تهوية الغرف بشكل دوري، مع زراعة بعض النباتات المنزلية التي تساهم في تنقية الجو طبيعيًا، كما أن ارتداء الكمامة يبقى إجراءً وقائيًا بسيطًا لكنه فعال جدًا.

عامل الخطورة الرئيسي استراتيجية الوقاية الموصى بها
التدخين (أكثر من 80% من الحالات) الإقلاع الفوري وتجنب مجالسة المدخنين
تلوث الهواء والجسيمات الدقيقة مراقبة جودة الهواء وارتداء الكمامة
التقدم في العمر (فوق 50) الفحص الدوري بالتصوير المقطعي منخفض الجرعة

علاماته المبكرة التي لا يجب تجاهلها ضمن طرق الوقاية من سرطان الرئة

غالبًا ما يتسلل سرطان الرئة بصمت في مراحله الأولى، حيث تكون أعراضه غير واضحة أو بطيئة الظهور، وهو ما يجعل الوعي بها جزءًا لا يتجزأ من طرق الوقاية من سرطان الرئة وعلاماته المبكرة؛ فالتنبه لهذه الإشارات التحذيرية قد ينقذ حياة الإنسان، ومن أهمها ما يلي:

  • سعال مستمر ومتواصل لا يستجيب للعلاجات المعتادة ويزداد سوءًا مع الوقت.
  • صعوبة أو ضيق في التنفس عند القيام بمجهود بدني بسيط كان معتادًا في السابق.
  • ألم متكرر أو مزمن في منطقة الصدر أو الكتف أو الظهر دون سبب واضح.
  • شعور عام بالإرهاق والتعب الشديد الذي لا يتناسب مع حجم النشاط المبذول.
  • ظهور دم مع السعال (نفث الدم)، حتى لو كانت الكمية قليلة جدًا.

إن اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة يرفع من فرص الشفاء بشكل كبير، ولهذا السبب تشدد الحملات التوعوية على أهمية إجراء فحوصات طبية دورية، لا سيما للأفراد الأكثر عرضة للخطر مثل المدخنين الحاليين أو السابقين ومن تجاوزوا سن الخمسين؛ حيث يُعد الفحص باستخدام التصوير المقطعي المحوسب بجرعة منخفضة (Low-Dose CT Scan) أداة فعالة للكشف عن أي تغيرات غير طبيعية في الرئة قبل أن تتطور الأعراض وتصبح أكثر حدة، مما يجعل استشارة الطبيب أمرًا حتميًا عند ملاحظة أي من هذه العلامات.

نمط الحياة الصحي كأقوى طرق الوقاية من سرطان الرئة

إن تطبيق أفضل طرق الوقاية من سرطان الرئة لا يقتصر على تجنب المسببات المعروفة فحسب، بل يمتد ليشمل تبني أسلوب حياة صحي متكامل يعزز من مناعة الجسم وقدرة الرئتين على أداء وظائفهما بكفاءة، فالنظام الغذائي المتوازن والغني بالفواكه والخضروات الطازجة يلعب دورًا محوريًا في حماية خلايا الرئة من التلف التأكسدي، وينصح الأطباء بالتركيز على الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة القوية مثل الجزر والبروكلي والتفاح؛ كما أن ممارسة الرياضة بانتظام، وشرب كميات وفيرة من الماء، والحفاظ على وزن صحي، كلها عوامل مجتمعة تساهم في تقوية الجهاز التنفسي.

إلى جانب ذلك، يوصى بالحد من التعرض للمواد الكيميائية الضارة والمنظفات القوية التي قد تترك آثارًا سلبية على الرئتين مع الاستخدام المتكرر؛ ويمكن لتمارين بسيطة مثل اليوجا أو جلسات التنفس العميق أن تساعد بشكل ملحوظ في تحسين سعة الرئة وتقوية عضلاتها، مما يعزز طاقتك اليومية ويحافظ على توازنك الجسدي والنفسي.

كاتبة صحفية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تتابع أحدث الابتكارات الرقمية وتبسط المعلومات للقارئ بأسلوب واضح وسهل الفهم.