عيد الحب المصري لم يؤسس للعشاق.. قصة الشرط الذي وضعه مصطفى أمين ليحتفل به الجميع

عيد الحب المصري لم يؤسس للعشاق.. قصة الشرط الذي وضعه مصطفى أمين ليحتفل به الجميع

قصة عيد الحب المصري مصطفى أمين تبدأ بعبارة بسيطة لكنها عميقة، “دعوت إلى عيد جديد في بلادي.. وهو عيد الحب”، فبهذه الكلمات التي خطّها الكاتب الكبير في عموده الشهير “فكرة” بجريدة أخبار اليوم، وُلدت مناسبة اجتماعية فريدة سرعان ما وجدت طريقها إلى قلوب المصريين، لتتحول من مجرد دعوة صحفية إلى احتفال سنوي يترقبه الأحباء ويعرف باسم عيد الحب المصري.

كيف بدأت قصة عيد الحب المصري مصطفى أمين بفكرة بسيطة؟

انطلقت شرارة الفكرة في عام 1974 عندما قرر مصطفى أمين تخصيص يوم للاحتفاء بالحب بكل معانيه وأشكاله، فلم تكن دعوته مقتصرة على العشاق فقط؛ بل كانت نداءً شاملاً لإعادة إحياء المشاعر الإيجابية في المجتمع، وقد لاقت هذه الدعوة استجابة واسعة وغير متوقعة، حيث تبناها الناس وتحولت سريعاً إلى تقليد مصري خالص، مما يثبت أن المجتمعات تتوق دائمًا إلى ما يجمعها على المودة والتراحم، وتُعد قصة عيد الحب المصري مصطفى أمين دليلاً على أن فكرة صادقة يمكنها أن تغير ثقافة مجتمع بأكمله وتغرس فيه قيمة جديدة تتوارثها الأجيال.

فلسفة الحب الشامل في عيد الحب المصري وموعده المحدد

رغم أن مصطفى أمين لم يكشف صراحة في كتابه “الـ 200 فكرة” عن سبب اختياره ليوم الرابع من نوفمبر تحديدًا، إلا أن رؤيته كانت واضحة تمامًا، فهو لم يكن يهدف إلى استنساخ عيد الحب العالمي؛ بل أراد تأسيس يوم مصري بروح مصرية خالصة، يوم يكون مخصصًا لتجديد كل أنواع الحب، فالحب الذي دعا إليه يتجاوز العلاقات العاطفية الضيقة ليشمل دائرة أوسع من المشاعر النبيلة، وقد أوضح أن التعبير عن هذا الحب يمكن أن يكون بسيطًا للغاية كإرسال زهرة أو بطاقة معايدة أو حتى إجراء مكالمة هاتفية لمن نحب، فجوهر الاحتفال يكمن في إظهار المودة، وهو ما يجعل عيد الحب المصري مناسبة فريدة.

العنصر التفاصيل
المبادر بالفكرة الكاتب الصحفي مصطفى أمين
تاريخ الاحتفال 4 نوفمبر من كل عام
المنبر الإعلامي جريدة أخبار اليوم (عمود فكرة)

لقد كانت دعوته بمثابة تذكير بأهمية المشاعر في حياتنا اليومية، وحث الناس على الاهتمام بتفاصيل صغيرة قد تعيد الدفء للعلاقات الإنسانية، ومن بين هذه العلاقات التي شدد عليها:

  • حب الأزواج والزوجات والحبيبات.
  • حب الأبناء والبنات وأفراد العائلة.
  • حب الأصدقاء والجيران وزملاء العمل.
  • حب الوطن والمجتمع والناس جميعًا.

شروط الاحتفال بعيد الحب المصري: دعوة للتسامح ونبذ الأنانية

وضع مصطفى أمين شرطًا واحدًا للمشاركة في هذا اليوم، وهو أن يكون المحتفل شخصًا قادرًا على حب الآخرين، فكتب أن “عيد الحب سيكون عيد كل الناس ما عدا الذين لا يحبون إلا أنفسهم”، وبهذا الشرط البليغ، ربط بين القدرة على الحب والبعد عن الأنانية، مؤكدًا أن من يفتقر إلى حب الآخرين لا يمكنه تحقيق النجاح الحقيقي في الحياة، لأن النجاح يتطلب فهم الناس، وهذا الفهم لا يتأتى إلا من خلال محبتهم، وتوضح قصة عيد الحب المصري مصطفى أمين كيف أن المشاعر الإيجابية هي أساس التعاملات الناجحة.

لقد قدم أمين فلسفة عميقة حول تأثير الحب والكراهية على نظرتنا للآخرين، فعندما نكره شخصًا ما، فإننا نراه من خلال عدسة مشوهة تحجب حقيقته عنا؛ فنراه ثقيل الدم وهو خفيف الظل، أو غير جدير بالثقة بينما هو أهل لها، وأعطى مثالًا بليغًا عن صاحب المتجر الذي يحب الناس فتجذب ابتسامته الزبائن إليه دون وعي منهم، وعلى النقيض، ينفر الناس بشكل لا إرادي من الشخص الذي يكرههم حتى لو لم يفصح عن ذلك، ففي داخل كل إنسان جهاز دقيق لا يخطئ في استشعار الحب الحقيقي من الزائف، وهو جهاز لا يمكن خداعه بالنفاق أو الكلمات المعسولة، وتلك هي الرسالة الأعمق في قصة عيد الحب المصري مصطفى أمين.

إن هذا “الجهاز الداخلي” الذي تحدث عنه هو بوصلة فطرية ترشدنا إلى حقيقة مشاعر الآخرين، فقد يخدعك إنسان بكلماته ويخبرك بأنه يحبك، لكن شيئًا في أعماقك سينبهك إلى زيفه وخداعه، وهذا التأكيد على الصدق في المشاعر هو ما يمنح دعوته عمقًا يتجاوز مجرد الاحتفال السطحي.

كاتبة صحفية تهتم بمتابعة الأخبار وصياغة تقارير خفيفة وواضحة تقدم المعلومة للقارئ بسرعة وبأسلوب جذاب.