ليس علم الرينبو.. القصة الكاملة وراء علم السلام الذي رفعته شيرين طارق.

الفرق بين علم السلام وعلم قوس قزح أصبح موضوع جدل واسع بعد ظهور الفنانة شيرين طارق، سوبرانو حفل المتحف المصري الكبير، وهي تحمله في صور نشرتها على حسابها، مما أثار تساؤلات كثيرة حول قصة هذا العلم ورمزيته، فالكثيرون خلطوا بينه وبين علم آخر يستخدم ألوان قوس قزح ليرمز إلى المثلية الجنسية، وهو ما يستدعي توضيحًا دقيقًا للفروقات الجوهرية بين العلمين.

قصة علم السلام لفهم الفرق الجوهري بينه وبين علم قوس قزح

يعود أصل علم السلام إلى إيطاليا في عام 1961، حيث صممه الفيلسوف والناشط السلمي ألدو كابيتيني، مستلهمًا فكرته من أعلام مشابهة استخدمت في مسيرات السلام البريطانية؛ وكان الهدف من هذا العلم هو توفير راية موحدة ترفع في مسيرة السلام الأولى من بيروجيا إلى أسيزي، لتصبح رمزًا عالميًا للدعوة إلى نبذ العنف والحروب، وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين جميع شعوب العالم بغض النظر عن ثقافاتهم أو أديانهم، ومع مرور الوقت، اكتسب العلم شهرة عالمية وأصبح يرفرف في كل المظاهرات والفعاليات المناهضة للحروب والنزاعات، مؤكدًا على أن رسالته إنسانية بحتة لا ترتبط بأي توجهات أخرى، وهذا التاريخ العريق يوضح أن الفرق بين علم السلام وعلم قوس قزح ليس مجرد تفصيل بسيط بل هو فرق في النشأة والغاية والرسالة التي يحملها كل منهما للعالم.

تصميم فريد يوضح الفرق بين علم السلام وعلم قوس قزح

على الرغم من أن كلا العلمين يستخدم ألوان قوس قزح، إلا أن نظرة فاحصة تكشف عن اختلافات تصميمية حاسمة تجعل التمييز بينهما سهلاً، حيث أن علم السلام الإيطالي يتكون من سبعة ألوان مرتبة أفقيًا بترتيب مقلوب لقوس قزح الطبيعي، فيبدأ باللون البنفسجي في الأعلى وينتهي بالأحمر في الأسفل؛ والعنصر الأكثر تمييزًا هو وجود كلمة “PACE”، والتي تعني “سلام” باللغة الإيطالية، مكتوبة بحروف بيضاء كبيرة في منتصف العلم، وهذه الكلمة تؤكد بشكل مباشر وصريح على هوية العلم ورسالته، بينما علم فخر المثليين، الذي صممه جيلبرت بيكر عام 1978، يتكون عادةً من ستة ألوان تبدأ بالأحمر في الأعلى ولا يحتوي على أي كتابة، وهذا التفصيل البصري هو أحد أهم العوامل التي تبرز الفرق بين علم السلام وعلم قوس قزح وتمنع أي التباس محتمل بينهما.

رسالة عالمية تمثل الفرق بين علم السلام وعلم قوس قزح

يكمن الاختلاف الأكبر في المعنى والرسالة التي يهدف كل علم إلى إيصالها، فعلم السلام هو رمز إنساني شامل يتجاوز كل الانتماءات ليدعو إلى الوئام العالمي والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان للجميع؛ إنه صوت من لا صوت له ضد ويلات الحروب والدمار، وراية تتوحد تحتها كل الثقافات والشعوب في سبيل هدف مشترك وهو العيش في عالم آمن ومستقر، أما علم قوس قزح الآخر، فهويته ورسالته محددة ومعروفة، حيث يمثل فئة معينة ويدافع عن حقوقها وهويتها الخاصة، وبالتالي، فإن الخلط بينهما لا يقلل من قيمة أي منهما ولكنه يطمس الرسالة الأساسية لكل علم، وفهم هذا الفرق بين علم السلام وعلم قوس قزح ضروري لقراءة الرموز بشكل صحيح.

• الرسالة: علم السلام يدعو للسلام العالمي ونبذ العنف، بينما الآخر يمثل هوية مجتمع الميم.
• الشمولية: رسالة علم السلام إنسانية وعالمية للجميع، بينما علم الفخر يخص فئة مجتمعية محددة.
• الغاية: الأول يستخدم في المسيرات المناهضة للحروب، والآخر في مسيرات الفخر والفعاليات الخاصة بالمثليين.

إن إدراك هذه الفروقات الدقيقة لا يساهم فقط في زيادة الوعي الثقافي، بل يمنع أيضًا سوء الفهم الذي قد ينشأ على منصات التواصل الاجتماعي، ويضمن وصول رسالة كل رمز بشكلها الصحيح والنقي دون أي تشويش، فلكل علم قصته وهدفه الذي وجد من أجله.