عادات صباحية تضر بصحة الكلى قد نمارسها دون وعي، معتقدين أنها بسيطة وغير مؤثرة؛ لكن تراكمها اليومي يضعف هذه الأعضاء الحيوية بصمت، فالكلى، التي تعمل كمصفاة للجسم وتوازن السوائل وضغط الدم، تتأثر بشكل مباشر بتفاصيل روتيننا اليومي منذ لحظة الاستيقاظ، حيث يمكن لأمراضها أن تتطور دون أعراض واضحة، مما يجعل الانتباه لهذه الممارسات أمراً ضرورياً للحفاظ على سلامتها.
أبرز عادات صباحية تضر بصحة الكلى: من الجفاف إلى حبس البول
يأتي إهمال ترطيب الجسم في مقدمة الأخطاء التي نرتكبها، فبعد ساعات طويلة من النوم، يكون الجسم في حالة جفاف خفيفة، وتكون الكلى قد عملت بجد لتصفية الفضلات دون إمداد كافٍ من السوائل، وعندما يكون أول ما نتناوله هو القهوة أو الشاي، فإننا نزيد العبء عليها؛ بينما يساعد شرب كوب من الماء فور الاستيقاظ على طرد السموم ودعم وظائف الترشيح، وكما أوضح تقرير في مجلة “حقائق السمنة”، يلعب الماء دوراً محورياً في الوقاية من حصوات الكلى عن طريق تخفيف تركيز المعادن، كما يقلل من هرمون الفازوبريسين المرتبط بإجهاد الكلى، وحتى لو كان الجفاف طفيفاً، فإن تكراره يومياً يقلل من كفاءة الكلى ويسبب أعراضاً مثل التعب والصداع.
على الجانب الآخر، يمثل حبس البول لفترات طويلة خطراً خفياً، إذ يتجه الكثيرون إلى مهامهم اليومية مباشرة بعد الاستيقاظ متجاهلين حاجة الجسم للتخلص من الفضلات، وهذا يؤدي إلى تمدد المثانة وزيادة الضغط عليها وعلى الكليتين، ووفقاً لبحث في المجلة الكورية لطب الأسرة، فإن حبس البول لأكثر من ثلاث ساعات قد يرفع ضغط الدم، مما يشير إلى أن هذه الممارسة تؤثر على آليات الجسم في تنظيم الضغط، وهو مؤشر على إجهاد الكلى، وتعتبر هذه الممارسة من أخطر عادات صباحية تضر بصحة الكلى لأنها تضعف عضلات المثانة وتزيد من خطر العدوى.
- زيادة الضغط المباشر على المثانة والكلى.
- نمو البكتيريا وارتفاع خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية.
- إضعاف عضلات المثانة على المدى الطويل.
- التأثير السلبي على تنظيم ضغط الدم في الجسم.
هل تعلم أن هذه الأدوية والطعام ضمن عادات صباحية تضر بصحة الكلى؟
يعتاد البعض على تناول مسكنات الألم، خصوصاً مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين، لعلاج الصداع أو آلام العضلات في الصباح، لكن تناولها على معدة فارغة يسمح بامتصاصها السريع في مجرى الدم، مما يفرض ضغطاً إضافياً على الكلى، وقد أشار تقرير لمجلة “إنفورمد هيلث” إلى أن هذه الأدوية قد تتفاعل مع أدوية أخرى، خاصة المثبطة للمناعة، مما يضاعف خطر تلف الكلى، ويُعد الاستخدام المفرط أو غير الخاضع للرقابة الطبية لهذه المسكنات سبباً رئيسياً لإصابات الكلى الناجمة عن الأدوية عالمياً، لذلك ينصح أطباء أمراض الكلى بضرورة تناولها مع الطعام وتحت إشراف طبي، خاصة للمرضى الذين يعانون من السكري أو ارتفاع ضغط الدم، لتجنب هذه العادات الصباحية التي تضر بصحة الكلى.
كذلك، يُعد تخطي وجبة الإفطار بهدف توفير الوقت أو تقليل السعرات الحرارية من السلوكيات التي تنعكس سلباً على صحة الكلى، فعندما يُحرم الجسم من الطعام صباحاً، تنخفض مستويات السكر في الدم، مما يخلق رغبة شديدة في تناول وجبات خفيفة مالحة أو مصنعة لاحقاً، والتي تحتوي على نسب عالية من الصوديوم، وقد أوضح تقرير في المجلة الدولية لأمراض الكلى أن الإفراط في تناول الصوديوم يرفع ضغط الدم ويزيد من خطر تطور أمراض الكلى، ويؤكد خبراء التغذية أن وجبة إفطار متوازنة تعمل على استقرار مستويات الطاقة وتمنع الإفراط في تناول الطعام لاحقاً، مما يحمي وظائف الكلى على المدى الطويل.
كيف تتحول الرياضة إلى عادات صباحية تضر بصحة الكلى؟
التمارين الصباحية مفيدة للغاية، لكنها قد تتحول إلى عبء على الكلى إذا تم إهمال خطوة حيوية، وهي تعويض السوائل والأملاح المفقودة بعد التعرق، فالجفاف الناتج عن التمرين يضع الكلى تحت ضغط شديد، والتعويض لا يقتصر على شرب الماء فقط، بل يشمل استعادة الصوديوم والإلكتروليتات، وقد أظهرت دراسة في مجلة “Nutrients Journal” أن السوائل التي تحتوي على الصوديوم والكربوهيدرات كانت أكثر فاعلية في ترطيب الجسم بعد التمرين من الماء العادي، ويمكن للمشروبات الرياضية أو محاليل الإماهة الفموية أن تسرّع من استعادة توازن السوائل، خاصة خلال الساعتين الأوليين بعد التمرين.
إن عدم تعويض السوائل بشكل صحيح، خاصة بعد التمارين المكثفة في الطقس الرطب، يقلل من تدفق الدم إلى الكلى ويزيد من تركيز البول، مما يجبر الكليتين على العمل بجهد أكبر لتصفية الفضلات، ولذلك، يجب أن يكون شرب الماء قبل وبعد التمرين روتيناً أساسياً، مع التفكير في تناول وجبة خفيفة أو مشروب متخصص لتعويض الأملاح المفقودة، وبذلك تتجنب تحويل نشاط صحي إلى واحدة من أبرز عادات صباحية تضر بصحة الكلى.
