الكحة عند الاستحمام بالماء الساخن ظاهرة شائعة تثير تساؤلات عديدة حول أسبابها الطبية؛ إذ يشعر البعض بزيادة السعال أو صعوبة التنفس رغم اعتقادهم أن الدش الساخن يخفف التعب ويهدئ الجسم، وهذا التناقض يعود إلى عدة عوامل تؤثر على مجاري التنفس نتيجة استنشاق بخار الماء الساخن، سنوضحها بالتفصيل خلال هذا المقال.
كيف يسبب الاستحمام بالماء الساخن زيادة الكحة؟ تفسير طبي دقيق
تتسبب الكحة الزائدة أثناء الاستحمام بالماء الساخن في انزعاج غير متوقع، ويرجع السبب إلى أن البخار المتصاعد يجعل الهواء في الحمام حارًا ورطبًا للغاية؛ هذه الظروف تؤدي إلى تهيج مجاري التنفس العلوية كالحنجرة والحلق والشعب الهوائية، خاصة عند وجود حالات حساسية أو التهابات سابقة. يحدث هذا التهيج كردة فعل طبيعية من الجسم لمحاولة تنظيف الممرات الهوائية وطرد الرطوبة الزائدة أو المهيجات التي يحتويها البخار. بالإضافة إلى ذلك، تعيش العديد من الحمامات في بيئة رطبة تسمح بتكاثر العفن والغبار والعث، وهذا يزيد من تركيز الملوثات المجهرية في الهواء، وعندما يستنشقها الشخص فإنها تحفز السعال.
تشير الدراسات الطبية إلى أن بخار الماء الساخن يحمل أحيانًا مواد كيميائية ناتجة عن تسخين مياه السخان كالكلور ومخلفات تعقيم الماء، وقد تسبب هذه المواد تهيجًا إضافيًا للشعب الهوائية، ويرتبط الأمر أيضًا بالتغير المفاجئ في درجات الحرارة من داخل الحمام إلى الهواء الخارجي الأقل رطوبة وحرارة، مما يخلق ضغطًا على الجهاز التنفسي ويؤدي إلى ضيق مؤقت في الشعب الهوائية، وهو ما يظهر على هيئة كحة أو شعور بضيق في التنفس، خاصة للأشخاص الذين يعانون من الربو أو الحساسية الصدرية.
علاقة الكحة بالماء الساخن ومرضى الربو والحساسية الصدرية
الاستحمام بالماء الساخن يمكن أن يفاقم أعراض الأمراض التنفسية المزمنة مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية، حيث أن البخار الساخن والرطوبة العالية قد يحفزان الاستجابات الالتهابية في مجاري التنفس، مما يجعل الكحة أكثر وضوحًا وشدة. ولهذا السبب، يعتبر الاستحمام بالماء الساخن محفزًا لبعض مرضى الربو، خاصةً عند التعرض المفاجئ لتغيرات الحرارة والرطوبة في الهواء. لهذا ينصح الأطباء المرضى بضرورة الحذر عند اختيار درجة حرارة الماء وتفادي التعرض المكثف للبخار في الحمامات المغلقة دون تهوية، إذ لا تكون الكحة مجرد رد فعل عادي، بل جزءًا من استجابة الجسم المرضية للبيئة المحيطة المتغيرة.
متى يصبح الاستحمام بالماء الساخن ضارًا ومؤديًا لزيادة الكحة؟
تزداد خطورة الكحة المصاحبة للاستحمام بالماء الساخن في الحمامات التي تفتقر إلى التهوية الجيدة، حيث يتراكم البخار مما يؤدي إلى انخفاض بسيط في نسبة الأكسجين وزيادة تركيز الملوثات المجهرية، وهذا يؤدي إلى صعوبة في التنفس وأعراض دوار. تتفاقم هذه المشكلة عند الاستخدام الطويل للدش الساخن، خصوصًا في الشتاء، إذ يرفع ذلك من فرص الإصابة أو تفاقم التهابات في الجهاز التنفسي أو حساسية مزمنة ناجمة عن العفن المتكرر والغبار المتجمع. لذلك فإن الفئات التالية أكثر عرضة لمضاعفات بخار الحمام:
- الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة
- كبار السن
- مرضى الأمراض المزمنة في الرئة
ويُعد تهوية الحمام وتنظيفه بشكل منتظم من العوامل الأساسية للحد من هذه المضاعفات، كما يُفضل تقليل مدة الاستحمام بالماء الساخن للوقاية من تفاقم السعال أو الالتهابات.
| العامل | تأثيره على الكحة أثناء الاستحمام بالماء الساخن |
|---|---|
| درجة حرارة الماء | زيادة الحرارة تساعد على تكثيف البخار وتهييج مجاري التنفس |
| رطوبة الحمام | ارتفاع الرطوبة يعزز نمو العفن والملوثات الهوائية |
| وجود حساسية أو أمراض تنفسية | يزيد من استجابة الجهاز التنفسي وحدّة الكحة |
| التهوية | قلة التهوية تؤدي لتراكم البخار والملوثات مما يزيد الكحة |
