هل بيع الذهب الآن قرار صائب للمستثمرين، سؤال يتردد بقوة في ظل التقلبات الحادة التي تشهدها الأسواق العالمية والتصريحات المتضاربة من البنوك المركزية الكبرى، فبينما يميل البعض لجني الأرباح السريعة، يحذر خبراء المعادن النفيسة من اتخاذ قرارات متسرعة، مؤكدين أن التراجعات الحالية قد تكون مجرد استراحة مؤقتة قبل موجة صعود جديدة قد تغير قواعد اللعبة الاستثمارية.
لماذا لا يعتبر بيع الذهب الآن قرار صائب رغم التراجعات المؤقتة؟
يشير خبير المعادن النفيسة محمد صلاح إلى أن التراجعات التي شهدها سعر المعدن الأصفر خلال الأسبوع الماضي لا تعكس ضعفًا جوهريًا، بل هي رد فعل طبيعي ومؤقت على عوامل قصيرة الأجل؛ مثل التوقعات الخاصة بالخفض المرتقب لسعر الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي واللقاء المرتقب بين شخصيات سياسية واقتصادية عالمية، ويرى أن هذه التقلبات لا يجب أن تدفع المستثمرين للتساؤل بقلق حول ما إذا كان بيع الذهب الآن قرار صائب للمستثمرين، بل يجب النظر إليها كفرصة تصحيحية صحية في مسار صاعد طويل الأجل، فبحسب تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول وتقارير مجلس الذهب العالمي، فإن الطلب المؤسسي لا يزال قويًا، مما حد من الخسائر المحتملة وأكد أن الأسعار الحالية بين 3850 و3900 دولار للأونصة هي مجرد مرحلة لالتقاط الأنفاس قبل تحقيق قفزات جديدة.
كيف يؤكد الطلب المؤسسي أن بيع الذهب الآن ليس قرار صائب؟
تعتبر تحركات المؤسسات المالية الكبرى بمثابة بوصلة توجه السوق، وفي هذا السياق، فإن الأرقام الأخيرة تدعم بقوة فكرة الاحتفاظ بالذهب بدلاً من التسرع في بيعه، حيث ارتفعت مشتريات البنوك المركزية العالمية بشكل لافت، مما يوضح أن التفكير في بيع الذهب الآن قرار صائب للمستثمرين قد يكون خاطئًا، فهذه المؤسسات تراهن على المعدن الأصفر كأداة تحوط استراتيجية طويلة الأمد ضد التضخم المتصاعد وعدم اليقين الاقتصادي؛ فالمشهد الاقتصادي الراهن الذي يجمع بين التضخم المرتفع والفائدة القياسية يجعل الذهب أحد الأصول القليلة القادرة على حماية القيمة الشرائية للثروات، وهو ما يجعل قرار بيع الذهب الآن خطوة محفوفة بالمخاطر.
| الجهة المشترية | نسبة الزيادة في المشتريات |
|---|---|
| البنوك المركزية العالمية | ارتفاع بنسبة 28% (تجاوز 220 طنًا) |
| صناديق الاستثمار العالمية | ارتفاع بنسبة 17% (عملات وسبائك) |
توقعات 2025 ونصائح الخبراء: هل بيع الذهب الآن قرار صائب حقًا؟
ينصح الخبير محمد صلاح المستثمرين بعدم الانسياق وراء الهبوط الحالي، مؤكدًا أن من يبيع الآن قد يفوت على نفسه فرصة الاستفادة من الموجة الصاعدة القوية المتوقعة في عام 2025، ويقدم نصيحة عملية للمستثمرين بناءً على أهدافهم؛ فالراغبون في استثمار طويل الأجل يُنصحون بالتوجه نحو صناديق المؤشرات المتداولة في الذهب (ETFs) لما توفره من سيولة عالية وتكاليف منخفضة، أما الذهب المادي كالسبائك والمشغولات، فيظل خيارًا جيدًا للحيازة الشخصية أو الاستثمار قصير المدى، ولكنه أقل كفاءة لتحقيق عوائد استثمارية كبيرة بسبب ارتفاع فارق السعر بين البيع والشراء، ومع استمرار الضغوط التضخمية وضعف الدولار المحتمل، فإن بيع الذهب الآن قرار صائب للمستثمرين هو أمر مستبعد جدًا في ظل هذه المعطيات.
- شهدت أسعار الذهب تراجعًا تصحيحيًا في نطاق 3850 دولارًا للأونصة.
- الاحتفاظ بالذهب حاليًا هو الاستراتيجية الأفضل بدلًا من البيع المتسرع.
- توجد احتمالات قوية بأن يسجل الذهب مستويات قياسية جديدة خلال عام 2025.
- يعزز لجوء المستثمرين للأصول الآمنة من فرص صعود أسعار المعدن الأصفر.
ويتوقع المحللون أن تشهد الأسواق “مرحلة ذهبية جديدة” مع تزايد حالة عدم اليقين الجيوسياسي وتباطؤ نمو اقتصادات كبرى، وهو ما يدفع المؤسسات والأفراد نحو الملاذات الآمنة، ويرى صلاح أن التراجع الحالي لا يدعو للقلق أبدًا، بل يمثل فرصة ثمينة للمستثمرين لإعادة تقييم محافظهم الاستثمارية قبل انطلاقة جديدة قد تكون الأقوى منذ سنوات، مما يؤكد أن بيع الذهب الآن مخاطرة مؤقتة كبيرة.
