تُعد جراحة إعادة بناء الإبهام باستخدام إصبع القدم إنجازًا طبيًا نادرًا يفتح أبواب الأمل لضحايا الحوادث، وقد تجسد هذا الإنجاز مؤخرًا في مستشفى سير غانغا رام بالهند؛ حيث نجح فريق من الأطباء في إعادة بناء إبهام شاب يبلغ من العمر 20 عامًا بعد أن فقده في حادث مروع، مستخدمين في ذلك إصبعًا من قدمه المبتورة في نفس الحادث.
تفاصيل جراحة إعادة بناء الإبهام باستخدام إصبع القدم في الهند
بدأت القصة عندما تعرض الشاب لحادث اصطدام مأساوي بين دراجته النارية وجرار، مما أسفر عن إصابات بالغة أدت إلى بتر جزء من ساقه وإحدى يديه، وبعد فحص دقيق للأعضاء المبتورة من قبل الفريق الطبي، تبين أن الإبهام والساق تعرضا لضرر شديد نتيجة السحق، لكن لحسن الحظ، بقي الإصبع الثاني من قدمه المبتورة سليمًا بشكل نسبي، وهنا اتخذ الجراحون قرارهم الجريء بتنفيذ **جراحة إعادة بناء الإبهام باستخدام إصبع القدم**، وهي عملية تُصنف ضمن أعقد الجراحات الدقيقة عالميًا، وأوضح الدكتور ماهيش مانجال، رئيس قسم جراحة التجميل بالمستشفى، أن العملية اعتمدت على تقنيات مجهرية فائقة الدقة لتوصيل الأوعية الدموية والأعصاب بين الإصبع المزروع واليد، بهدف ضمان استعادة الإحساس والحركة تدريجيًا، مشيرًا إلى أن المستشفى يمتلك سجلًا حافلًا بأكثر من 700 عملية إعادة زرع لأجزاء مختلفة من الجسم، لكن هذه الحالة كانت الأكثر تعقيدًا ونجاحًا في آن واحد، فالهدف لم يكن تجميليًا فحسب، بل كان وظيفيًا بالدرجة الأولى لاستعادة قدرة اليد على أداء مهامها وتحسين جودة حياة المريض.
ما هي طبيعة جراحة إعادة بناء الإبهام والعوامل الحاسمة لنجاحها؟
تعتبر **جراحة إعادة بناء الإبهام باستخدام إصبع القدم** نوعًا متقدمًا من الجراحات الترميمية التي تهدف إلى إعادة توصيل جزء مبتور من الجسم، مثل إصبع أو يد، بهدف استعادة أكبر قدر ممكن من الوظيفة الحركية والحسية، وتتضمن هذه العملية المعقدة ربط مكونات حيوية دقيقة تشمل العظام والأوتار والعضلات والأعصاب والأوعية الدموية، وكل ذلك يتم تحت المجهر باستخدام أدوات جراحية متناهية الصغر، ويؤكد الأطباء أن قرار المضي قدمًا في عملية الزرع يعتمد على مجموعة من العوامل الحاسمة التي يجب تقييمها بعناية، وتتضمن هذه العوامل:
- الحالة العامة للجزء المبتور ومدى الضرر اللاحق به.
- درجة نظافة الجرح وخلوه من الملوثات.
- المدة الزمنية التي قضاها الجزء المبتور خارج الجسم.
- الحالة الصحية العامة للمريض وقدرته على تحمل جراحة طويلة.
ويشدد الدكتور مانجال على أن عامل الوقت هو العنصر الأكثر أهمية لنجاح هذه العمليات؛ حيث يجب على المحيطين بالمصاب العثور على الجزء المبتور فورًا، ووضعه في كيس بلاستيكي نظيف، ثم وضعه في وعاء يحتوي على ثلج، ونقله مع المصاب إلى مركز متخصص في أسرع وقت ممكن، لأن كل دقيقة تمر تقلل من فرص نجاح **جراحة إعادة بناء الإبهام باستخدام إصبع القدم**.
نسب نجاح جراحة إعادة بناء الإبهام باستخدام إصبع القدم وأهميتها
يشير الخبراء إلى أن الأجزاء التي تخضع لعملية إعادة الزرع لا تستعيد وظائفها بنسبة 100%، لكن تحقيق نسبة تتراوح بين 60% إلى 80% من الاستخدام الطبيعي يعد نجاحًا باهرًا ومؤشرًا ممتازًا، وتزداد فرص نجاح **جراحة إعادة بناء الإبهام باستخدام إصبع القدم** بشكل ملحوظ لدى المرضى الأصغر سنًا الذين لم تتعرض مفاصلهم وأعصابهم لأضرار بالغة، كما أن نوع البتر يلعب دورًا محوريًا؛ فالحالات الناتجة عن قطع نظيف وحاد تكون فرص نجاحها أعلى بكثير من تلك الناتجة عن حوادث السحق أو الشدّ العنيف، ورغم أن معظم المرضى يستعيدون قدرتهم على الحركة بعد فترة من التأهيل، إلا أن بعضهم قد يعاني من زيادة الحساسية تجاه الطقس البارد، وهي ظاهرة شائعة في هذا النوع من الجراحات الترميمية المعقدة، وتبقى **جراحة إعادة بناء الإبهام باستخدام إصبع القدم** بارقة أمل حقيقية.
| العامل المؤثر | التفاصيل الرقمية |
|---|---|
| نسبة استعادة الوظيفة | 60% – 80% |
| مدة الجراحة التقديرية | 8 – 12 ساعة متواصلة |
تؤكد هذه العملية التقدم الهائل الذي وصلت إليه الجراحات الترميمية والمجهرية، والتي تمنح المرضى فرصة ثمينة لاستعادة حياتهم الطبيعية بعد حوادث مأساوية، وقد أشاد الخبراء بجهود الفريق الطبي الهندي، معتبرين هذا الإنجاز انعكاسًا لتطور القطاع الصحي في الهند وقدرته على تنفيذ عمليات معقدة مثل جراحة إعادة بناء الإبهام باستخدام إصبع القدم بنجاح.
وبحسب بيان المستشفى، فإن الشاب يتعافى الآن بصورة ممتازة، وقد بدأ يشعر بإحساس طفيف في إصبعه الجديد، وهو في طريقه لاستعادة الحركة الكاملة خلال الأشهر القادمة بفضل جلسات العلاج الطبيعي المكثفة التي يخضع لها حاليًا.
