ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب نتائج محادثات السلام وزيادة المخزونات الأمريكية بات من أبرز الأحداث التي تشغل بال المستثمرين في الأسواق العالمية، مع مراقبة تأثير التطورات الجيوسياسية والإمدادات على توازن العرض والطلب، خاصة قبيل عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة، حيث تعافت الأسعار من أدنى مستوياتها خلال شهر وسط حالة من الحذر والانتظار.
ماذا يعني ارتفاع أسعار النفط في ظل ترقب نتائج محادثات السلام؟
شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات الأربعاء، حيث سجلت العقود الآجلة لخام برنت زيادة بلغت 65 سنتًا بنسبة 1.04% لتصل إلى 63.13 دولارًا للبرميل عند التسوية، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 70 سنتًا ما يعادل 1.21% ليصل إلى 58.65 دولار للبرميل، وهذا يعكس محاولة السوق لتصحيح الهبوط الحاد الذي شهدته الأسعار في الجلسة السابقة. ويرتبط هذا الارتفاع بتقييم المستثمرين المحتمل لتغير معروض النفط عالميًا، مع ترقب النتائج المرتقبة لمحادثات اتفاق السلام الروسية الأوكرانية، والتي تؤثر بشكل مباشر في حركة أسعار النفط. يُضاف إلى ذلك الظروف الجيوسياسية الراهنة التي تلقي بظلالها على مستقبل الإمدادات والطلب، مما يجعل ارتفاع أسعار النفط مرتبطًا بشكل وثيق بهذه العوامل.
زيادة المخزونات الأمريكية وتأثيرها على أسعار النفط
أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية مؤخرًا زيادة كبيرة في مخزونات النفط الخام، حيث ارتفعت بنحو 2.8 مليون برميل لتصل إلى 426.9 مليون برميل، وهو أمر يفوق توقعات المحللين التي كانت تشير إلى ارتفاع بسيط لا يتجاوز 55 ألف برميل فقط، ما يمثل إشارة واضحة على وفرة المعروض في السوق الأمريكية. وعلق جون كيلدوف، الشريك في شركة “أجين كابيتال”، بأن السوق تتجه نحو حالة “تخمة معروض” بسبب هذه الزيادة، مشيرًا إلى خفض شركات الطاقة الأمريكية عدد منصات الحفر بنحو 12 منصة هذا الأسبوع ليصل إلى أدنى مستوى منذ سبتمبر 2021، الأمر الذي يشير إلى تباطؤ وتيرة الإنتاج النفطية. يُبرز هذا التطور تعقيد المشهد، إذ ترتفع أسعار النفط على الرغم من ازدياد المخزونات الأمريكية، مما يدل على وجود عوامل أخرى تؤثر على السوق مثل المحادثات السياسية والتوترات الجيوسياسية.
توقعات تحالف أوبك+ ومفاوضات روسيا وأوكرانيا وتأثيرها على السوق
أكدت مصادر في تحالف “أوبك+” أن الدول الأعضاء، بقيادة روسيا، تعتزم الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية خلال الاجتماع المرتقب، في محاولة للحفاظ على استقرار السوق وسط تقلبات الأسعار المستمرة؛ حيث يمارس التحالف دورًا رئيسيًا في موازنة العرض العالمي. في الوقت نفسه، يتابع المستثمرون عن كثب تطورات محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، التي أعرب خلالها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداده للتقدم في إطار مبادرة تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء الصراع، ما أدى في السابق إلى انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها خلال شهر. يأتي هذا في ظل تحركات دبلوماسية أمريكية حيث أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب عن توجيه اجتماعات منفصلة مع الرئيس الروسي ومسؤولين أوكرانيين، بينما تشير تقارير إلى زيارة محتملة لزيلينسكي إلى الولايات المتحدة لاستكمال تفاصيل الاتفاق المرتقب، مما يبرز الزخم الدبلوماسي المتصاعد. وحذّر محلل الأسواق توني سيكامور من أن حل الصراع ورفع العقوبات الغربية بسرعة عن صادرات الطاقة الروسية قد يضغط بأسعار النفط، وخاصة خام غرب تكساس الوسيط، ليقترب من مستوى 55 دولارًا للبرميل إذا عاد الإنتاج الروسي بكامل طاقته إلى الأسواق العالمية.
| نوع الخام | سعر التسوية الأخير (دولار/برميل) | نسبة التغير (%) |
|---|---|---|
| خام برنت | 63.13 | +1.04% |
| خام غرب تكساس الوسيط | 58.65 | +1.21% |
- زيادة المخزونات الأمريكية تدل على وفرة المعروض المحلي
- خفض منصات الحفر يشير إلى تباطؤ الإنتاج النفطي
- ثبات إنتاج أوبك+ للحفاظ على استقرار السوق النفطي
- دور محادثات السلام يؤثر على توقعات الطلب والأسعار العالمية
يرصد المستثمرون عن كثب التفاعل بين المعروض النفطي والتطورات السياسية المتلاحقة، حيث تتداخل عوامل زيادة المخزونات مع تحركات تحالف أوبك+ ومفاوضات السلام، ما يجعل أسعار النفط تتسم بالتقلب لكنها تحقق تعافيًا نسبيًا وسط هذه الديناميكية المعقدة، التي تُعد مؤشرًا هامًا على مستقبل السوق في ظل تغيرات جيوسياسية حاسمة.
