متغير الأنفلونزا K.. أنفلونزا قاتلة تسبب قلقًا كبيرًا للأطفال وكبار السن في أوروبا، نظراً لسرعة انتشارها وطبيعة تحوراتها التي تجعلها أشد حدة من الأنواع الأخرى، ويعد هذا النموذج من فيروس H3N2 شكلًا متطورًا ينتشر منذ الصيف في عدة دول مثل كندا واليابان والمملكة المتحدة، ويتسبب في زيادة ملحوظة في حالات الإصابة. في الولايات المتحدة، بات هذا المتغير الفرعي هو السائد وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، ويثير قلقًا خاصًا بفعالية اللقاحات الحالية، ما يجعل التطعيم رغم ذلك أمرًا ضروريًا.
تعريف وتحورات متغير الأنفلونزا K وأثره على اللقاحات
عرف العلماء متغير الأنفلونزا K بأنه سلالة فرعية جديدة من فيروس H3N2، تحمل طفرات جينية غير مسبوقة، ما يجعل هذا المتحور أكثر شدةً وفتكًا من السلالات السابقة؛ إذ تسببت هذه الطفرات أيضًا في تقليل فعالية لقاح الإنفلونزا التقليدي ضد هذا النوع. وأظهرت البيانات أن نحو أكثر من نصف العينات المصنفة ضمن H3 تعود للسلالة الفرعية K، مما يدعم كون هذا المتغير السبب الرئيسي للزيادة في حالات الإصابة مؤخرًا. ومع أن التطعيم قد لا يشكل تطابقًا كاملًا مع المتغير K، تؤكد الجهات الصحية أن استمرار التطعيم يحفز تكوين أجسام مضادة قادرة على تقليل المضاعفات الخطيرة، حيث تستغرق المناعة وقتًا يقارب أسبوعين لتتطور بعد الجرعة.
الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات متغير الأنفلونزا K وأسباب خطورة المرض
تشير الدراسات والتقارير الدولية إلى أن متغير الأنفلونزا K يسبب أعراضًا أكثر حدة، ويهدد بشكل أكبر فئات محددة منها كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا، والأطفال دون سن الخامسة، إضافةً إلى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، الحوامل، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري، وأمراض القلب والرئة. تحذيرات الأطباء تستند إلى أن عدوى هذا الفيروس تختلف جوهريًا عن نزلات البرد المعتادة؛ لأنها قد تؤدي إلى مضاعفات ثانوية شديدة تشمل التهابات الأذن والجيوب الأنفية، إلى جانب التهابات الرئة التي تتطلب في كثير من الأحيان دخول المستشفيات، وقد ينجم عنها الوفاة في حال تأخر العلاج. كما أشارت بعض الدراسات إلى أن أعراض H3N2 عمومًا أكثر حدة مقارنة بسلالات أخرى مثل H1N1.
الأعراض الرئيسية لمتغير الأنفلونزا K ومتى يجب السعي للطبيب
تبدأ أعراض متغير الأنفلونزا K بالظهور خلال فترة تتراوح بين يوم إلى أربعة أيام عقب التعرض للفيروس، وتتميز بشدة مماثلة لصدمة جسدية كبيرة. ومن بين الأعراض الشائعة: الحمى، آلام العضلات والعظام، الصداع، القشعريرة، التهاب الحلق، السعال، سيلان واحتقان الأنف، وقد تصل إلى القيء والإسهال أحيانًا. وتنصح الجهات الصحية بالبقاء في المنزل والراحة عند ظهور الأعراض، مع طلب العلاج الطبي سريعًا لتلقي أدوية مضادة للفيروسات التي تخفف شدة الأعراض وتقلل خطر التعقيدات الخطيرة. ويرصد الأطباء الحالات التالية كعلامات تدعو للجوء إلى الرعاية الطبية العاجلة:
- صعوبة التنفس أو شعور بضيق حاد في النفس
- ألم أو ضغط مستمر في الصدر أو البطن
- دوار مستمر أو ارتباك أو فقدان الوعي
- نوبات تشنجية غير مسبوقة
- عدم القدرة على التبول، مما يشير إلى جفاف شديد
- آلام عضلية حادة لا تحتمل
- ارتفاع في درجة الحرارة لا ينخفض بعد تناول الخافضات
- تحسن في الأعراض يعقبه انتكاس مصحوب بارتفاع حرارة وسعال متزايد
| عناصر | تفاصيل |
|---|---|
| الفترة الزمنية لتطور الأجسام المضادة بعد التطعيم | حوالي أسبوعين |
| السن الأكثر عرضة | 65 عامًا فأكثر و5 سنوات فأقل |
| الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا للأطفال في العام الماضي بالولايات المتحدة | حوالي 280 حالة وفاة |
تُعد الوقاية من متغير الأنفلونزا K أمراً ضروريًا، ويظل التطعيم خيارًا محوريًا للحماية من المضاعفات، بالرغم من أن اللقاح قد لا يغطي هذا المتغير بشكل مثالي؛ إذ يخفف التطعيم من شدة المرض ويدعم تقليل معدلات دخول المستشفيات والوفيات الناتجة عن الفيروس، خاصة في الفئات ذات الخطورة العالية، ويُشدد الأطباء على ضرورة مراقبة أعراض المرض بعناية، واللجوء إلى الرعاية الصحية عند ظهور علامات الخطر المبينة، ما يساهم في مواجهة هذا التحدي الصحي المستمر.
