يُشكل تعزيز سياحة المذاق في المملكة محورًا رئيسيًا ضمن التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع السياحة، وفي هذا السياق، أطلقت شركة إنّار للاستشارات مبادرة نوعية بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية، حيث تم تنظيم ورشة عمل متخصصة في المكتب الإقليمي بالرياض، لتكون هذه الخطوة بمثابة حجر زاوية في دعم رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تنويع مصادر الاقتصاد الوطني وتطوير القطاعات الحيوية.
ورشة عمل مبتكرة من أجل تعزيز سياحة المذاق في المملكة
انطلقت فعاليات ورشة العمل التي جمعت نخبة من الخبراء والمختصين في العاصمة الرياض، حيث استهل الأستاذ سامر الخراشي اللقاء بكلمة ترحيبية جامعة، ضمّت أعضاء منظمة السياحة العالمية وممثلين عن هيئات تطوير المدن الكبرى، بالإضافة إلى حضور لافت من شركات القطاعين العام والخاص المهتمة بالاستثمار السياحي، وقد شكل هذا التجمع منصة حيوية لتبادل الرؤى والأفكار، ووضع استراتيجيات واضحة تهدف إلى وضع المطبخ السعودي على الخارطة العالمية، بما يتماشى مع أهداف تعزيز سياحة المذاق في المملكة وتحويلها إلى تجربة سياحية متكاملة ومؤثرة.
جهود تاريخية لإبراز المطبخ السعودي ودوره في تعزيز سياحة المذاق
أكد الدكتور إبراهيم الصيني خلال مداخلته على أن التجربة السعودية في تقديم المذاق الثقافي ليست وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها إلى عقود طويلة مضت، حيث كان مبتعثو المملكة في الخارج خير سفراء لثقافتها وتراثها الغني، ولعبوا دورًا محوريًا في تعريف المجتمعات العالمية بالمطبخ السعودي الأصيل، وهذه الجهود الفردية والجماعية ساهمت بشكل غير مباشر في نشر ثقافة الطعام السعودي، ومهدت الطريق أمام المبادرات المنظمة الحالية التي تسعى إلى تعزيز سياحة المذاق في المملكة بشكل احترافي ومستدام، مما يبرهن على أن هذا الإرث يمتلك المقومات اللازمة ليصبح منتجًا سياحيًا عالميًا.
كيف يساهم تعزيز سياحة المذاق في المملكة في تحقيق رؤية 2030؟
تعتبر سياحة المذاق أحد أهم المسارات السياحية التي تجسد الهوية الوطنية للمملكة، وتعمل الورشة على ترسيخ هذه الفكرة من خلال التركيز على المطبخ السعودي كمكون ثقافي واقتصادي فريد، فعملية تعزيز سياحة المذاق في المملكة تتجاوز مجرد تقديم الطعام لتشمل خلق تجارب لا تُنسى للزوار، وهذا التوجه يدعم بشكل مباشر الأهداف الوطنية الطموحة لرؤية 2030، والتي تسعى إلى زيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، وتتمثل الأهداف الرئيسية لهذه المبادرة في عدة نقاط محورية:
- إبراز التنوع الثقافي والتراثي للمملكة من خلال مطابخها الإقليمية.
- تحويل المطبخ السعودي إلى عنصر جذب اقتصادي يدعم المجتمعات المحلية.
- زيادة نسبة مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد الوطني بشكل ملموس.
- استقطاب شريحة جديدة من الزوار والسياح الباحثين عن تجارب ثقافية أصيلة.
إن الجهود المشتركة بين مختلف الجهات تمثل القوة الدافعة لتحويل الطعام من مجرد وجبة إلى جسر ثقافي واقتصادي، فمسيرة تعزيز سياحة المذاق في المملكة لا تزال في بداياتها الواعدة، وهي تحمل في طياتها فرصًا هائلة لتعريف العالم بأحد أغنى المطابخ وأكثرها تنوعًا، وتحويل كل طبق إلى قصة تروي تاريخ وهوية هذه الأرض المباركة.
إن تضافر جهود القطاعين العام والخاص يضمن تحقيق هذه الرؤية الطموحة، مما يجعل تجربة المذاق جزءًا أساسيًا من زيارة أي سائح للمملكة، ويعزز من مكانتها كوجهة سياحية عالمية رائدة.
