السلام الأوكراني بين زيلينسكي والولايات المتحدة: تطورات وخفايا خطة السلام الجديدة
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن خطة السلام الجديدة، التي جرت مناقشتها مؤخرًا مع الولايات المتحدة وأوروبا، شهدت تعديلات إيجابية مهمة، مع تأجُّل البحث ببعض القضايا الحساسة لنقاش منفصل مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن هذه الخطة تمثل خطوة مهمة في مسار السلام.
تعديلات خطة السلام الأوكرانية مع الولايات المتحدة وأوروبا وتأثيرها
تضمنت خطة السلام المطروحة بين أوكرانيا والولايات المتحدة وأوروبا تقليص عدد البنود من 28 نقطة في النسخة السابقة إلى 19 نقطة في النسخة الحالية، وفق ما أعلن نائب وزير الخارجية الأوكراني سيرجي كيسليتسيا، وذكرت صحيفة “فاينانشيل تايمز” ذلك بوضوح فيما زادت المصادر الأوكرانية لشبكة “إي بي سي” على أن الخطة الأمريكية أصبح ضغطها أقل شمولًا من السابق، مع تخفيض عدد البنود، وتأكيد إزالة شرط تحديد سقف أقصى لحجم الجيش الأوكراني، الذي كان محددًا سابقًا بـ600 ألف جندي؛ ما يعكس تنازلات جديدة في مسألة القدرات الدفاعية لأوكرانيا. أيضًا، تم حذف بند العفو عن الجرائم المرتكبة خلال الصراع الروسي الأوكراني من النسخة الحديثة لخطة السلام، مما يعكس حساسية الجانب الأوكراني تجاه هذه القضية، وتمسكه بمحاسبة المسؤولين.
محادثات جنيف والمفاوضات الفنية بين الوفدين الأوكراني والأمريكي
بدأت المفاوضات بين أوكرانيا والولايات المتحدة في جنيف بأجواء توتر ظاهرة، لكن سرعان ما انقلب الوضع إلى إيجابي بعد ساعات من الحوارات بين رئيس مكتب الرئاسة الأوكراني أندري يرماك والوفد الأمريكي، وبواسطة تهدئة الأجواء وإعادة الحوار إلى مساره الصحيح. خلال الجلسة الصباحية التي تميزت بالطول والإصرار، استطاع الجانب الأوكراني طرح مخاوفه وطلباته بشكل مفصل، تلتها استراحة قصيرة أتاحت مراجعة دقيقة لكل بند من بنود خطة السلام، ما أفضى إلى صياغة مسودة منقحة كانت مثمرة وأسفرت عن توافق إيجابي بين الطرفين، مع بقاء عدد محدود من بنود النسخة الأصلية دون تعديل. بعد ساعات من النقاشات الدقيقة والرصينة، جاء الاتفاق الأمريكي الأوكراني على العديد من القضايا، بينما تم وضع القضايا الأكثر تعقيدًا – كالعلاقات الإقليمية بين الناتو وروسيا والولايات المتحدة – ضمن إطار لمزيد من البحث، لتُحسم مشاوراتها من قبل الرئيسين ترامب وزيلينسكي.
التحديات الدستورية والأطراف المشاركة في نقاشات خطة السلام
أكد الوفد الأوكراني أنه لم يُمنح تفويضًا بالقبول بالتنازل عن الأراضي الوطنية كما ظهر في المسودة الأولى، حيث يستوجب الدستور الأوكراني إجراء استفتاء شعبي على أي قرار من هذا النوع لضمان شرعيته. وتولت قيادة المناقشات داخل مقر البعثة الأمريكية في جنيف شخصية بارزة، شملت أندري يرماك ومساعده روستيم أوميروف، إلى جانب دعم من سيرجي كيسليتسيا وضباط في الجيش والاستخبارات. أما الجانب الأمريكي فقد ضم وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الجيش دان دريسكول، والمبعوث الخاص لترامب لروسيا ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى صهر الرئيس جاريد كوشنر، مما يدل على الاهتمام الرسمي والخاص الكبيرين بالقضايا التي طرحت خلال الحوار.
- تقليص عدد بنود خطة السلام من 28 إلى 19
- إزالة سقف أقصى للجيش الأوكراني في الاتفاقية الجديدة
- حذف بند العفو عن الجرائم المرتكبة في النزاع
- تفويض عدم التنازل عن الأراضي إلا باستفتاء وطني
- المفاوضات في جنيف بين الوفدين الأوكراني والأمريكي
| البند | الوضع في النسخة القديمة | الوضع في النسخة المنقحة |
|---|---|---|
| عدد النقاط | 28 نقطة | 19 نقطة |
| حجم الجيش الأوكراني | محدود إلى 600 ألف جندي | غير محدد (إزالة الحد الأقصى) |
| العفو عن جرائم الحرب | مقترح إدراجه | تم حذفه من الصوت الجديد |
| التنازل عن الأراضي | مقترح دون شرط إلزامي | يتطلب استفتاء دستوري |
تعكس المناقشات الأخيرة حول خطة السلام الأمريكية الأوكرانية التطورات المشغولة والمعقدة التي تواجه مساعي إنهاء الصراع، حيث تنوعت وجهات النظر بين وجوب التنازلات والتشبث بالمطالب الوطنية، مع إدراك الفريقين أن القرار النهائي سيبقى مرتبطًا برؤية كلا الزعيمين ترامب وزيلينسكي، الذين سيقرران مصير النقاط الخلافية بناءً على المعطيات السياسية والأمنية المتاحة.
