زاهي حواس يعلن عن العديد من الاكتشافات الأثرية في ظلال معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري – الأقصر
الكشف عن بقايا معبد الوادي للملكة حتشبسوت
تم الكشف عن مقبرة المدعوة جحوتي ميس المشرفة على قصر الملكة تشيري الجدة الكبرى لملوك الأسرة الثامنة عشرة والتي توصف بالعصر الذهبي للحضارة المصرية القديمة.
الكشف عن عدد من المقابر الصخرية من عصر الدولة الوسطى
الكشف عن عدد من حفر الدفن من الأسرة السابعة عشرة
الكشف عن جزء من مقبرة بطلمية ممتدة
تشهد الضفة الغربية لمحافظة الأقصر، في محيط معبد الملكة حتشبسوت، حاليا مؤتمرا صحفيا دوليا بحضور الدكتور محمد إسماعيل خالد أمين عام المجلس الأعلى للآثار، وعالم الآثار الدكتور زاهي حواس، أعلن خلالها عن اكتشافات أثرية جنائزية ترجع إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة والدولة الحديثة. وتضم أعمال التنقيب مجموعة من الاكتشافات المهمة منها عدد من الأواني والمقابر واللوحات الحجرية الرائعة أهمها مقبرة جيهوتي ميس، وكذلك التوابيت المزخرفة التي تحمل نقوشًا دقيقة.
ألواح حجرية عليها نقوش دينية نادرة وتحف تظهر تفاصيل الحياة اليومية في تلك الفترة الزمنية
وأشار حواس إلى أن هذه الاكتشافات تسلط الضوء على أهمية الأرض الغربية كمركز ديني وجنائزي رئيسي خلال عصر الدولة الحديثة، مما يعزز فهمنا للمعتقدات والطقوس الجنائزية.
أعلن عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، رئيس البعثة الأثرية المشتركة لمؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار ووزارة السياحة والآثار، عن العديد من الاكتشافات الأثرية.
وأكد حواس أنه على مدار ثلاث سنوات من الأبحاث والحفائر العلمية التي بدأت في سبتمبر 2022، تمكنت البعثة من تحقيق عدد من الاكتشافات الأثرية المهمة في المنطقة الواقعة عند بداية الطريق الصاعد إلى معبد الملكة حتشبسوت في الدير البحري .
*معبد الوادي للملكة حتشبسوت (1479 – 1458 ق.م)*
وكشفت البعثة عن جزء من أساسات معبد الوادي الذي كان يقع على مشارف الوادي ويعتبر بوابة الدخول الرئيسية للمعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت المسمى “جسر جيسرو” والذي يعتبر أجمل معبد فرعوني على الإطلاق.
وأشار حواس إلى أن البعثة عثرت على عدد كبير من نقوش معبد الوادي، والتي تعد من أندر وأجمل نماذج النحت من عصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث. لا توجد أوجه تشابه في المتاحف المصرية باستثناء بعض الأمثلة في متحفي الأقصر والمتروبوليتان. وتعتبر مجموعة النقوش الملكية المكتشفة حديثا، هي أكمل بقايا معبد الوادي، الذي تم هدمه في عصر الرعامسة والأسرة التاسعة عشرة.
وقال الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن البعثة عثرت على أكثر من مائة لوحة حجرية مصنوعة من الحجر الجيري والحجر الرملي، مسجل عليها أسماء وخراطيش الملكة حتشبسوت (اسم الميلاد واسم التتويج على عرش). وهي جزء من رواسب الأساس التي تؤكد ملكية صاحب المعبد، وهي معروفة. مع اسم الحجر.
ومن بين هذه الألواح الحجرية لوحة فريدة من الحجر الجيري تحمل بشكل بارز اسم ولقب مهندس الملكة حتشبسوت، المهندس سنموت، ولقبه كمشرف على القصر. تعد المجموعة الكاملة من رواسب الأساس للملكة حتشبسوت أحد أهم اكتشافات البعثة، والتي تأتي بعد مرور ما يقرب من قرن من الزمان منذ أن كشف العالم الأمريكي هربرت وينلوك عن آخر مجموعة كاملة من رواسب الأساس للملكة حتشبسوت في موقع المعبد الجنائزي (1923 – 1931).
وأكد حواس أن البعثة عثرت على عدد من المقابر الصخرية من عصر الدولة الوسطى (2050 – 1710 قبل الميلاد)، وكشفت في موقع معبد الوادي التسلسل التاريخي للموقع الذي بدأ احتلاله في عصر الدولة الوسطى واستمر حتى بداية الأسرة الثامنة عشرة عندما أمر المهندس الملكي سنموت بإيقاف الدفن في المنطقة واختيارها كموقع لبناء معبد الوادي وجزء من امتداد الطريق الصاعد الذي يربط الوادي المعبد والمعبد الجنائزي. وقام سنموت بدفن هذه المقبرة تحت كميات كبيرة من الرمال ضمن أعمال تجهيز الموقع لبناء معبد الوادي.
وأضاف حواس أن البعثة عثرت على عدد من المقابر الصخرية ترجع إلى عصر الدولة الوسطى، كما عثرت على عدد من القطع الأثرية المهمة، منها طاولات قرابين مصنوعة من الفخار، ونماذج تحمل نماذج من الخبز والنبيذ، ورأس وفخذ ثور. . وتعد هذه الجداول من الآثار المميزة لعصر الدولة. المركزية.
وأوضح حواس أنه تم أيضًا الكشف عن عدد من حفر الدفن من الأسرة السابعة عشرة (1580 – 1550 قبل الميلاد)، منحوتة في الصخر وترجع إلى الأسرة السابعة عشرة، وعثر بداخلها على عدد من التوابيت الخشبية ذات المظهر البشري، المعروفة باسم التوابيت المصنوعة من الريش وهي من سمات العصر. الأسرة السابعة عشرة ومن أهم هذه التوابيت تابوت طفل صغير مغلق ومقيد بالحبال، وظل على حاله منذ دفنه قبل 3600 عام. وبجوار هذه التوابيت تم العثور على حصيرة ملفوفة لا تزال على الشكل الذي اكتشفت به. وتقوم البعثة حالياً بإعداد برنامج خاص لترميمه ونقله لعرضه في متحف الحضارة. نقلت البعثة المصرية أحد أهم اكتشافاتها، وهو سرير مصنوع من الخشب والحصير المضفر، إلى متحف الحضارة خلال موسم الحفائر الأخير 2023-2024، والذي يعود تاريخه إلى 2023-2024. وكانت حتى تلك الفترة مملوكة لأحد حراس المقبرة، حيث تم العثور عليها في غرفة صغيرة مخصصة لصيانة الحارس الجبان.
وأشار حواس إلى أنه تم العثور على أقواس رماية عسكرية، وهي من الاكتشافات المهمة للبعثة المصرية، والتي تدل على احتلال أصحاب هذه المقابر، وخلفيتهم العسكرية، ونضالهم لتحرير مصر من الهكسوس. كما تم العثور على مقبرة الملقب بجيهوتي ميس المشرفة على قصر الملكة تتشري جدة الملوك الكبرى. الأسرة الثامنة عشرة التي توصف بالعصر الذهبي للحضارة المصرية القديمة.
كشفت البعثة عن مقبرة المشرفة على قصر الملكة التيتيري، جدة الملك أحمس محرر مصر من الهكسوس، ووالدة والده الملك سقنن رع أول ملك شهيد في حرب النضال والتحرير. . وهو من أهم الاكتشافات الأثرية التي تلقي الكثير من الضوء على هذه الفترة المهمة من تاريخ مصر والتي لم يتم العثور عليها كثيرًا. ومن الآثار، يرجع تاريخ المقبرة إلى العام التاسع من حكم الملك أحمس الأول (1550 – 1525 ق. م)، كما يؤكد ذلك التاريخ المكتوب على اللوحة الجنائزية ليهوتي. ملكة جمال وجدت في المقبرة.
تخطيط المقبرة
تتميز المقبرة بتصميم بسيط، وتتكون من حجرة مربعة منحوتة في الصخر، تسبقها حجرة مصنوعة من الطوب اللبن ومغطاة بطبقة من الملاط الأبيض، ولها سقف مقبب. وداخل غرفة المقبرة، تم العثور على بقايا رسومات حمراء اللون على طبقة من الملاط الأبيض. وعثر في أرضية الغرفة على بئر مستطيل الشكل يؤدي إلى حجرتين للدفن. وعثر في البئر على مائدة قرابين من الحجر الجيري، بالإضافة إلى لوحة جنائزية لصاحب المقبرة دوتي ميس.
وعلى الرغم من اللقب المهم الذي يحمله صاحب المقبرة كمشرف على قصر الملكة تتشري، أهم وأقوى ملكات في التاريخ المصري القديم، إلا أن مظهر المقبرة وبساطتها يعطيان الكثير من المعلومات الاقتصادية عن بدايات القرن الثامن عشر. السلالة التي جاءت بعد حروب تحريرية مريرة استنزفت اقتصاد الدولة. .
وأكد حواس أنه تم الكشف عن جزء من مقبرة بطلمية ممتدة، كانت تشغل موقع طريق الصاعد ومعبد الوادي، ومقابرها مبنية من الطوب اللبن وأجزاء من أحجار معبد الملكة حتشبسوت. وقد كشفت البعثات الأجنبية عن بعض أجزائه في بداية القرن الماضي ولم يتم اكتشافها. توثيق ذلك بشكل مناسب.
كما عثرت البعثة المصرية على عدد كبير من الآثار من تلك الفترة، منها عملات برونزية تحمل صورة الإسكندر الأكبر وترجع إلى عصر بطليموس الأول (367-283). كما تم العثور على ألعاب أطفال مصنوعة من الطين المحروق على أشكال بشرية وحيوانية، بالإضافة إلى عدد من قطع الكرتوناج والأقنعة الجنائزية التي كانت تغطي المومياوات، وعدد كبير من الجعران المجنحة والخرز والتمائم الجنائزية.
التعليقات