فنانون بنوا المتحف الكبير: لم يكن مجرد وظيفة.. كان “بيتنا” الذي نصنعه بأيدينا

فنانون بنوا المتحف الكبير: لم يكن مجرد وظيفة.. كان “بيتنا” الذي نصنعه بأيدينا

تُجسد حكاية حسام جمال في المتحف المصري الكبير قصة فريدة من الشغف والانتماء؛ فبينما ينتظر العالم بأسره الافتتاح الرسمي لهذا الصرح الحضاري المبهر ليشاهد كنوز مصر القديمة، يكشف الفنان التشكيلي حسام جمال عن وجه آخر لهذا الإنجاز، وجه إنساني يروي كيف تحولت جدرانه وأروقته على مدار خمس سنوات إلى بيت حقيقي ينتمي إليه بكل جوارحه.

تفاصيل حكاية حسام جمال في المتحف المصري الكبير: “شعرت أنه بيتي”

بدأت علاقة حسام بهذا المكان قبل خمس سنوات كاملة؛ فترة كانت كفيلة بتحويله من مجرد موقع عمل إلى جزء لا يتجزء من هويته الشخصية، فهو لم يكن مجرد عامل ينجز مهمة، بل فنان يعيش تفاصيل المكان ويتنفس عبق التاريخ في كل ركن من أركانه، وعندما يتحدث عن المتحف بعبارة “بيتي الذي أنتمي إليه”؛ فهو لا يبالغ إطلاقًا، بل يعبر عن ارتباط عميق نشأ من خلال اللمسة اليومية للآثار والتعايش مع عظمة الحضارة المصرية، وهذا الشعور بالانتماء هو السر الذي جعل حكاية حسام جمال في المتحف المصري الكبير مصدر إلهام للكثيرين؛ حيث يرى في كل قطعة أثرية جزءًا من ذاكرته وفي كل قاعة شاهدًا على رحلة كفاحه وفخره.

دور الفنانين في إنجاح حكاية حسام جمال في المتحف المصري الكبير

لم يكن دور حسام وزملائه مقتصرًا على مهمة عادية؛ بل كان مزيجًا دقيقًا من الفن والهندسة والحرص الشديد، فمسؤولياته كانت تتطلب دقة متناهية للحفاظ على كل قطعة أثرية وكأنها جوهرة فريدة، وقد تضمنت مهامه اليومية جوانب متعددة عمل عليها بتفانٍ بجانب خبراء الترميم والمهندسين، وكل ذلك كان يصب في بوتقة واحدة وهي ضمان عرض كنوز مصر بأبهى صورة، لقد كانت جهودهم تتجاوز مجرد النقل والتركيب؛ بل وصلت إلى حد التناغم الكامل مع القطع الأثرية وفهم متطلباتها للحفاظ عليها للأجيال القادمة، وهذا الجهد الفني والهندسي هو ما صنع قصة النجاح هذه في المتحف.

  • الإشراف الدقيق على أعمال الرخام وتجهيز القواعد التي ستحمل التماثيل والقطع الأثرية.
  • متابعة أدوات الرفع المتطورة وتوجيهها لضمان حمل ووضع الآثار بأمان مطلق.
  • تحديد المسارات الصحيحة وتوجيه القطع الأثرية لوضعها في مكانها النهائي المخصص للعرض.
  • التنسيق المستمر مع فرق الترميم للحفاظ على سلامة كل قطعة أثناء عمليات النقل والتركيب.

وكانت هذه الرحلة المليئة بالتحديات والدقة هي جوهر حكاية حسام جمال في المتحف المصري الكبير التي يرويها بفخر.

المرحلة الوصف التفصيلي للرحلة في المتحف
البداية والانضمام الانضمام إلى فريق العمل الفني والتقني قبل 5 سنوات من الافتتاح المرتقب.
التحدي والمسؤولية التعامل الدقيق مع الآثار الفرعونية الثقيلة وهشة، وتأمينها بأحدث التقنيات.
الانتماء والارتباط تحول مكان العمل إلى كيان روحي وشعور عميق بالانتماء لكل ركن فيه.

رسالة العمال خلف كواليس المتحف المصري الكبير وقصة حسام جمال

عندما قرر حسام مشاركة منشوره على مواقع التواصل الاجتماعي لتوثيق رحلته؛ لم يكن هدفه مجرد التعبير عن مشاعره الشخصية، بل كان يسعى لإيصال رسالة أعمق إلى العالم بأسره، وهي أن هذا الصرح العظيم لم يُبنى بالحجارة والخرسانة فقط، بل بني بشغف وعرق آلاف العمال والفنانين الذين شعر كل واحد منهم بالفخر والشرف لكونه جزءًا من هذا التاريخ، وأراد أن يوضح كيف أن حكاية حسام جمال في المتحف المصري الكبير هي في الحقيقة قصة كل عامل ومهندس ومرمم بذل قصارى جهده دون كلل أو ملل، مدفوعًا بحب لوطنه وحضارته ورغبة في الحفاظ على إرث لا مثيل له، فكل فرد في هذا المشروع كان بطلًا حقيقيًا، وسعادته بإنجاز العمل لا تضاهيها سعادة.

ومع اقتراب موعد الافتتاح، تتملك العاملين مشاعر متضاربة؛ فالفرحة الغامرة لرؤية ثمرة جهدهم تبهر العالم يمتزج مع شعور بالحنين لمكان أصبح جزءًا منهم، فهم يشعرون وكأنهم على وشك مغادرة بيتهم الذي تعلقوا بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة، وهذا الارتباط العميق يمثل الروح الحقيقية التي تسكن هذا الصرح العظيم.

كاتبة صحفية تهتم بمتابعة الأخبار وصياغة تقارير خفيفة وواضحة تقدم المعلومة للقارئ بسرعة وبأسلوب جذاب.