تُعد أمراض مزمنة تتأثر بانخفاض درجات الحرارة تحديًا كبيرًا للمتعايشين معها، حيث يتطلب الأمر أكثر من مجرد العلاج الدوائي لإدارتها بشكل فعال، ومع قدوم فصل الشتاء، تصبح معرفة كيفية التعامل مع هذه الحالات ضرورة ملحة للوقاية من المضاعفات المحتملة التي يسببها الطقس البارد، وهو ما يستدعي اتباع نمط حياة صحي وإجراءات وقائية محددة للسيطرة على الأعراض.
كيفية التعامل مع أمراض مزمنة تتأثر بانخفاض درجات الحرارة مثل الصدفية والربو
يمكن أن تتفاقم أعراض الصدفية بشكل ملحوظ خلال أشهر الشتاء، حيث تظهر على هيئة بقع حمراء مرتفعة على سطح الجلد، مغطاة بقشور ذات لون فضي أو أبيض، والسبب الرئيسي لهذا التفاقم هو جفاف الجلد الشديد الناتج عن التناقض بين الهواء الساخن والجاف داخل المنازل وأنظمة التدفئة، والهواء البارد في الخارج؛ كما أن الاستحمام بالماء الساخن لفترات طويلة يساهم في تجريد الجلد من زيوته الطبيعية، وزيادة الجفاف، مما يجعل التعامل مع هذه الحالة ضمن فئة أمراض مزمنة تتأثر بانخفاض درجات الحرارة أمراً يتطلب عناية خاصة، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن جراثيم الشتاء الشائعة مثل العدوى الفيروسية أو التهاب الحلق العقدي يمكن أن تحفز نوبات الصدفية، بالإضافة إلى أن قلة التعرض لأشعة الشمس تقلل من مستويات الأشعة فوق البنفسجية (UVB) التي تعتبر علاجًا فعالًا لإبطاء نمو الجلد السريع المسبب للمرض.
- ينصح بتقصير مدة الاستحمام واستخدام ماء فاتر بدلاً من الماء شديد السخونة.
- يجب ترطيب البشرة بكميات وفيرة من المرطبات الكريمية الخفيفة مرة واحدة على الأقل يوميًا.
- يُفضل التعرض لأشعة الشمس الطبيعية لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة يوميًا كلما أمكن.
أما بالنسبة للربو، فإن فصل الشتاء يمثل فترة حرجة بسبب انتشار مسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح التي قد تستمر في بعض المناطق، مما يؤدي إلى زيادة وتيرة نوبات الربو، والأهم من ذلك أن استنشاق الهواء البارد والجاف يمثل تحديًا مباشرًا لمعظم المصابين، فهو يعمل على تبريد وتجفيف الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى تشنجها وتضيقها في حالة تُعرف طبيًا باسم “تضيق القصبات الهوائية”، وهذا يجعل إدارة الربو كأحد أبرز أمراض مزمنة تتأثر بانخفاض درجات الحرارة أولوية قصوى، وللوقاية من تفاقم الأعراض، ينصح بتجنب المحفزات المعروفة، وممارسة الأنشطة الخارجية خلال الساعات الأكثر دفئًا من النهار، واستخدام البخاخات الوقائية الموصوفة من قبل الطبيب بانتظام، كما أن ارتداء كمامة أو وشاح على الفم والأنف يساعد في تدفئة وترطيب الهواء قبل وصوله إلى الرئتين، مما يقلل من حدة الأعراض بشكل كبير.
مرض رينود والتهاب المفاصل: أمراض مزمنة تتأثر بانخفاض درجات الحرارة
يُصنف مرض رينود كاضطراب في الأوعية الدموية يتم تحفيزه بشكل مباشر بسبب الأجواء الباردة، ففي حين أن الاستجابة الطبيعية للجسم عند التعرض للبرد هي تضييق الأوعية الدموية بشكل طفيف لإعادة توجيه الدم والدفء نحو الأعضاء الحيوية، فإن المصابين بمرض رينود يعانون من رد فعل مفرط، حيث يحدث تشنج شديد ومفاجئ في الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في أصابع اليدين والقدمين، مما يمنع تدفق الدم بشكل كافٍ ويسبب ألمًا وتغيرًا في لون الجلد، لذا فإن فهم آلية عمل أمراض مزمنة تتأثر بانخفاض درجات الحرارة مثل رينود هو الخطوة الأولى للوقاية، ويوصي الخبراء بضرورة تجنب التعرض غير الضروري للبرد، مع التأكد من ارتداء ملابس دافئة عند الخروج، والتركيز بشكل خاص على تدفئة اليدين بارتداء القفازات، وفي بعض الحالات قد يصف الطبيب أدوية موسعة للأوعية الدموية للمساعدة في الحفاظ على تدفق الدم طبيعيًا.
| المرض المزمن | التأثير الرئيسي للطقس البارد |
|---|---|
| الصدفية | جفاف الجلد وتفاقم البقع الحمراء والقشور |
| الربو | تضيق القصبات الهوائية وزيادة نوبات الحساسية |
| مرض رينود | تشنج مفرط في الأوعية الدموية بالأطراف |
| التهاب المفاصل | زيادة الشعور بالألم والتيبس في المفاصل |
على صعيد آخر، يشكو الكثير من المصابين بالتهاب المفاصل من زيادة حدة آلام المفاصل وتيبسها خلال الطقس البارد، ورغم أن الأدلة العلمية التي تربط بين البرد وألم المفاصل ليست قاطعة تمامًا، إلا أن التجربة السريرية للمرضى تؤكد وجود هذه العلاقة، مما يضع التهاب المفاصل ضمن قائمة أمراض مزمنة تتأثر بانخفاض درجات الحرارة، وللتخفيف من هذه الأعراض، يوصى باللجوء إلى العلاج الحراري، مثل استخدام وسادة تدفئة أو أخذ حمام دافئ لتسكين الألم، كما يمكن ارتداء دعامة للمفاصل المصابة للمساعدة في تقليل الالتهاب وتوفير الدعم، والأهم من ذلك كله هو الحفاظ على النشاط البدني، حيث إن ممارسة الرياضة اليومية بانتظام تعمل على تقليل الالتهاب العام في الجسم وتحسين تدفق الدم إلى المفاصل، وكلاهما يساهم بفاعلية في تخفيف الألم وتحسين الحركة.
استراتيجيات وقائية لإدارة أمراض مزمنة تتأثر بانخفاض درجات الحرارة
إن الإدارة الناجحة لأي من هذه الحالات تتطلب نهجًا استباقيًا يتجاوز مجرد التعامل مع الأعراض عند ظهورها، فالتحضير المسبق لفصل الشتاء يمكن أن يحدث فرقًا جوهريًا في نوعية حياة المريض، ويعتمد هذا النهج على فهم طبيعة أمراض مزمنة تتأثر بانخفاض درجات الحرارة وكيفية تفاعلها مع البيئة المحيطة، وتبدأ الوقاية من خلال اتخاذ تدابير بسيطة وفعالة مثل الحفاظ على دفء الجسم بشكل مستمر، وتجنب التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة قدر الإمكان، وضمان ترطيب الجسم من الداخل بشرب كميات كافية من السوائل، وترطيب الجلد من الخارج، فكل هذه العوامل مجتمعة تشكل خط دفاع قوي ضد المضاعفات الموسمية.
إن التواصل المنتظم مع الطبيب المعالج قبل بداية فصل الشتاء لمناقشة الخطة العلاجية وتعديلها إذا لزم الأمر يعد خطوة حيوية، فقد تحتاج بعض الأدوية إلى تعديل جرعاتها، أو قد تكون هناك حاجة لإضافة علاجات وقائية مؤقتة، وهذا التخطيط يضمن السيطرة على أمراض مزمنة تتأثر بانخفاض درجات الحرارة بفاعلية.
