سرطان المرحلة صفر: كيف يرصد الأطباء الخلايا الخطيرة قبل تحولها لورم خبيث؟

سرطان المرحلة صفر: كيف يرصد الأطباء الخلايا الخطيرة قبل تحولها لورم خبيث؟

تُمثل أعراض سرطان المرحلة صفر وأنواعه، المعروفة طبيًا بالسرطان الموضعي (CIS)، الإنذار الأول لبداية تطور المرض؛ حيث تظهر خلايا شاذة في نسيجها الأصلي لكنها لم تغزُ الأنسجة العميقة أو تنتشر لأعضاء أخرى، ورغم أن السرطان الموضعي لا يُصنف كمرض خبيث في هذه المرحلة، إلا أنه يُعتبر مرحلة ما قبل السرطان؛ لأن إهمال هذه الخلايا قد يؤدي إلى تحولها لورم غازٍ مع مرور الوقت.

يُعد فهم طبيعة سرطان المرحلة صفر أمرًا حيويًا، فهو يحدث عندما تبقى الخلايا الشاذة، التي تبدو سرطانية تحت المجهر، محصورة في مكان نشأتها الأول دون التوغل في الأنسجة السليمة المجاورة، ومع ذلك، فإن هذه الخلايا تمتلك القدرة على أن تصبح خبيثة وتتوسع لاحقًا، وتتعدد أنواع سرطان المرحلة صفر بناءً على النسيج الذي تنشأ فيه؛ فوفقًا لدراسة صادرة عن المعاهد الهندية للصحة، تشمل الأنواع الشائعة سرطان الغدد الموضعي الذي قد يظهر في عنق الرحم أو الرئتين، وسرطان القنوات الموضعي الذي يصيب الثدي، بالإضافة إلى سرطان الخلايا الحرشفية الموضعي الذي يستهدف الجلد أو الفم أو الحنجرة، ويعتبر التعرف السريع على هذه الحالة وإدارتها بفعالية حجر الزاوية للعلاج الناجح والوقاية طويلة الأمد.

كيف تكتشف أعراض سرطان المرحلة صفر في بدايتها؟

في الغالب، لا تتسبب الأورام في هذه المرحلة المبكرة في ظهور أي علامات واضحة، خصوصًا عندما تكون في الأعضاء الداخلية للجسم، مما يجعل الفحص الدوري أداة لا غنى عنها للكشف المبكر، ولكن في بعض الحالات، عندما يصيب السرطان الموضعي أنسجة مرئية مثل الجلد أو الفم، قد تظهر بعض المؤشرات الأولية التي تستدعي الانتباه، وتتفاوت أعراض سرطان المرحلة صفر بشكل كبير اعتمادًا على العضو المصاب، ومعرفة هذه العلامات تساعد في طلب الرعاية الطبية في الوقت المناسب، مما يعزز فرص الشفاء بشكل كبير ويمنع تطور المرض إلى مراحل أكثر خطورة، وبالتالي فإن الوعي هو خط الدفاع الأول.

علامات محددة تكشف أعراض سرطان المرحلة صفر في الجسم

تعتبر التغيرات الجلدية من أبرز مؤشرات سرطان الجلد الموضعي، خاصةً في المناطق التي تتعرض لأشعة الشمس باستمرار كالوجه والذراعين، وقد تظهر على شكل بقع متقشرة أو حمراء لا تزول، أو آفات لامعة ولؤلؤية لا تلتئم، أما في الفم، فقد تكون البقع البيضاء أو الحمراء التي لا يمكن إزالتها، أو وجود مناطق خشنة على اللثة واللسان، من العلامات التحذيرية التي قد ترتبط بعادات مثل التدخين، وفيما يخص الثدي، عادةً ما يتم الكشف عن سرطان القنوات الموضعي (DCIS) عبر التصوير الشعاعي الروتيني دون وجود أعراض، لكن أحيانًا قد تظهر كتلة أو إفرازات من الحلمة، وبالنسبة لعنق الرحم، يتم اكتشاف الخلايا غير الطبيعية عادةً عبر مسحة عنق الرحم أو اختبار فيروس الورم الحليمي البشري، أما أعراض سرطان المرحلة صفر في المثانة فقد تشمل:

  • ظهور دم في البول (بيلة دموية).
  • زيادة وتيرة التبول أو الشعور بحرقان أثناء ذلك.

وهذه العلامات، رغم خفتها أو غيابها أحيانًا، تؤكد على الدور المحوري للفحوصات الدورية في الكشف المبكر والتعامل الفعال مع المرض.

أبرز الأماكن الشائعة لظهور أعراض سرطان المرحلة صفر

يمكن للسرطان الموضعي أن يظهر في أي جزء من الجسم يبدأ فيه تحول الخلايا، ولكن هناك مناطق محددة يكون فيها أكثر شيوعًا، ويتطلب كل موقع طريقة فحص وتشخيص خاصة به للكشف عن وجود خلايا غير طبيعية قبل أن تتحول إلى سرطان غازٍ، إن معرفة هذه المواقع وأساليب الكشف المرتبطة بها تمثل خطوة أساسية في استراتيجيات الوقاية الصحية، وتحديد أعراض سرطان المرحلة صفر في وقت مبكر يرفع من معدلات النجاح في العلاج بشكل كبير ويمنع تفاقم الحالة.

الموقع الشائع طريقة الكشف الأساسية
عنق الرحم مسحة عنق الرحم الروتينية
الثدي التصوير الشعاعي للثدي (الماموجرام)
الجلد الفحص البصري (مرتبط بأضرار الشمس)
المثانة تحليل البول وتنظير المثانة
الفم الفحص السريري لتجويف الفم
العين فحص العين (يظهر كتهيج واحمرار)

إن مراقبة هذه التغيرات والفحص المنتظم يلعبان دورًا حيويًا في تحديد هذه الحالات مبكرًا، مما يتيح فرصة للتدخل العلاجي الفعال قبل أن يتطور المرض ويصبح أكثر تعقيدًا، فالفهم العميق لطبيعة هذه المرحلة هو المفتاح الأساسي للوقاية والحفاظ على الصحة العامة.

كاتبة صحفية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تتابع أحدث الابتكارات الرقمية وتبسط المعلومات للقارئ بأسلوب واضح وسهل الفهم.