السعودية تُمكّن الإعلاميين الأجانب من العربية لكتابة قصتها من الداخل.

السعودية تُمكّن الإعلاميين الأجانب من العربية لكتابة قصتها من الداخل.

يُعد برنامج تطوير اللغة العربية للإعلاميين الناطقين بغيرها مبادرة فريدة أطلقها مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ضمن مسار إعلامي متخصص، حيث يهدف هذا المسار إلى تقديم نموذج تطبيقي ومهني لتعليم اللغة العربية، ويعكس الجهود المستمرة للمجمع في خدمة لغة الضاد وتوسيع نطاق تأثيرها في المجالات الحيوية والتخصصية على مستوى العالم.

ويعمل البرنامج على بناء قدرات مهنية متقدمة قادرة على توظيف اللغة العربية في صياغة الرسائل الإعلامية بكفاءة ودقة عالية، كما يسعى إلى تمكين الإعلاميين من فهم الثقافة السعودية بعمق، وهو ما ينعكس إيجابياً على جودة المحتوى الإعلامي العربي الموجه للجمهور العالمي، ويسهم في تعزيز الصورة الحضارية للمملكة العربية السعودية من خلال لغتها وثقافتها الأصيلة.

كيف يسهم برنامج الانغماس اللغوي في تطوير اللغة العربية للإعلاميين؟

يمتد البرنامج المخصص لتطوير اللغة العربية للإعلاميين الناطقين بغيرها على مدار شهرين كاملين، ويرتكز على استراتيجية دمج المتدربين في المجتمع المحلي لمنحهم فرصة ثمينة لاكتساب اللغة من أهلها مباشرة في سياقاتها الطبيعية، ويستهدف هذا المسار المتخصصين في مختلف المجالات الإعلامية لتنمية مهاراتهم اللغوية وتعزيز مسارهم المهني، من خلال تمكينهم من التواصل الفعّال وفهم السياق المحلي للغة لأغراض إعلامية، حيث تتجسد أهدافه الرئيسية في:

  • بناء قدرات مهنية متقدمة قادرة على توظيف اللغة العربية بدقة.
  • تمكين المشاركين من التعرف على الثقافة السعودية بعمق.
  • رفع جودة المحتوى الإعلامي العربي الموجه إلى العالم.
  • تعزيز الصورة الحضارية للمملكة عبر لغتها وثقافتها.

يعتمد البرنامج على منهجية فريدة تشرح أساسيات اللغة العربية عبر مهارات الكتابة والقراءة والاستماع والمحادثة، بما يتناسب مع الاحتياجات العملية للإعلاميين في بيئات العمل المتنوعة، ويهدف إلى تعزيز استخدام اللغة العربية في الأداء المهني اليومي، وتطوير مهارات التواصل الفعّال، كما يعرّف المشاركين بجوانب متعددة من الثقافة السعودية والعربية عبر أنشطة لغوية وثقافية وإثرائية مصممة خصيصاً لخدمة المجال الإعلامي.

تجارب واقعية لتعلم لغة عربية سليمة للإعلاميين الناطقين بغيرها

سجل في البرنامج حتى الآن أربعة عشر متدرباً ينتمون إلى تسع دول مختلفة، ويشمل التدريب وحدات تعليمية متكاملة وأنشطة تطبيقية ميدانية ورحلات ثقافية، وجميعها تهدف إلى تمكين المشاركين من ممارسة اللغة العربية في مواقف واقعية وتفاعلية تعكس الثقافة المحلية، مما يعمق فهمهم للسياقات اللغوية الدقيقة في العمل الإعلامي، ويساهم بشكل مباشر في تطوير اللغة العربية للإعلاميين الناطقين بغيرها بطريقة عملية.

وقد أوضح الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الدكتور عبدالله الوشمي، أن هذا البرنامج يستهدف الإعلاميين الذين يقدمون محتواهم باللغة العربية السليمة في دول غير عربية، سواء كان المحتوى مكتوباً أو مسموعاً أو مرئياً، وأضاف أن البرنامج يعمل على دمج الطلاب في المجتمع المحلي ليتلقوا اللغة من أهلها في الأرض التي نشأت فيها العربية، وليستمعوا إلى السعودي وهو يتحدث ويتناقش في مواقف حياتية متعددة، كما يتم ترتيب زيارات ولقاءات داخل هيئات ووزارات ومراكز متنوعة لرفع مستوى الأداء اللغوي لديهم، وهو ما يدعم جهود تطوير اللغة العربية للإعلاميين الناطقين بغيرها.

وقد أكد محمد رامون من إندونيسيا، وهو أحد طلاب البرنامج، أن تجربة الانغماس اللغوي سهّلت عليه فهم قواعد اللغة العربية بشكل كبير بعد أن عاش تفاصيل الثقافة السعودية عن قرب، موضحاً أن التواصل المباشر مع أفراد المجتمع المحلي ساعده على فهم العادات والتقاليد وثقافة البلاد بعمق، الأمر الذي انعكس إيجابياً على قدرته اللغوية.

جهود مجمع الملك سلمان في تطوير اللغة العربية للإعلاميين والمجالات التخصصية

تأسس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية عام 2020 ليكون مرجعاً علمياً عالمياً في خدمة اللغة العربية وعلومها، ويقود جهود المملكة في تعزيز حضور العربية كلغة معرفة وهوية وثقافة راسخة، ويسعى المجمع إلى ترسيخ مكانة اللغة بين اللغات المهيمنة عالمياً عبر مبادرات نوعية تشمل الحوسبة اللغوية، وتعليمها للناطقين بغيرها، وصناعة المعاجم الحديثة، وهذا ما يدعم مسار تطوير اللغة العربية للإعلاميين الناطقين بغيرها.

يواكب المجمع التحولات التقنية الحديثة عبر برامج الذكاء الاصطناعي ومنصات الابتكار اللغوي، ويحتفي بالإبداع من خلال جوائز ومشروعات تستهدف العلماء والباحثين والمؤسسات، وهو ما يجسد رؤية 2030 في أن تكون العربية لغة عصرية قادرة على الإسهام بفعالية في الاقتصاد المعرفي العالمي.

كاتب صحفي يهتم بتقديم الأخبار والتقارير بشكل مبسط وواضح، مع متابعة مستمرة للتفاصيل وتقديم المعلومة للقارئ بصورة دقيقة وسريعة.