تناول المكملات الغذائية بهذه الطريقة يعرّض قلبك لخطر مباشر

تناول المكملات الغذائية بهذه الطريقة يعرّض قلبك لخطر مباشر

علاقة الفيتامينات بتسارع ضربات القلب قد لا تكون واضحة للجميع، فبينما يسعى الكثيرون لتعزيز صحتهم عبر المكملات الغذائية، قد يغفلون عن أن الإفراط أو النقص في عناصر معينة يمكن أن يخل بالتوازن الدقيق الذي يحكم النبض الكهربائي للقلب؛ وهذا ما يحول أحيانًا علاجًا مفترضًا إلى سبب مباشر للخفقان واضطراب النظم القلبي، خاصة لدى من يعانون من حالات صحية مسبقة.

كيف تؤثر زيادة الفيتامينات والمعادن على تسارع ضربات القلب؟

إن فهم علاقة الفيتامينات بتسارع ضربات القلب يبدأ من إدراك أن “الأكثر” ليس دائمًا “الأفضل”، فالكالسيوم، الذي يعد حجر الأساس لصحة العظام، قد يتحول إلى عبء ثقيل على القلب عند تجاوز مستوياته الطبيعية في الدم، وهي حالة تعرف بفرط كالسيوم الدم؛ هذا الارتفاع يؤدي إلى تشويش الإشارات الكهربائية المنظمة لانقباض عضلة القلب، مما يسبب خفقانًا غير طبيعي، وغالبًا ما تنتج هذه الحالة عن استهلاك جرعات زائدة من مكملات الكالسيوم أو فيتامين (د) الذي يعزز امتصاصه، كما تلعب بعض أمراض الكلى والغدد دورًا في تفاقم المشكلة، لذلك يصبح الالتزام بالجرعات المحددة أمرًا حيويًا لتجنب هذا الخطر الخفي الذي يوضح الجانب السلبي في علاقة الفيتامينات بتسارع ضربات القلب.

العنصر الغذائي تأثير الزيادة المفرطة على القلب
فيتامين (د) يؤدي إلى ارتفاع الكالسيوم، مما يخل بنظم القلب (الجرعة الآمنة دون إشراف طبي لا تتجاوز 4000 وحدة دولية)
الكالسيوم يسبب فرط كالسيوم الدم الذي يعطل الإشارات الكهربائية للقلب مباشرة

إن فيتامين (د) يلعب دورًا لا غنى عنه في عملية امتصاص الكالسيوم، لكن هذه العلاقة الوثيقة تجعل الإفراط في تناوله محفوفًا بالمخاطر؛ فعندما تتجاوز الجرعات اليومية الحدود الآمنة، التي تبلغ حوالي 600 وحدة دولية للبالغين، فإنها تؤدي إلى تراكم الكالسيوم بشكل خطير، وهذا بدوره ينعكس سلبًا على انتظام إيقاع القلب، ويجب الانتباه إلى أن استهلاك أكثر من 4000 وحدة دولية يوميًا دون استشارة طبية لا يهدد القلب فحسب، بل يمتد خطره ليشمل الكلى أيضًا، مما يؤكد أن التوازن هو مفتاح الاستفادة من هذه العناصر دون ضرر.

نقص الفيتامينات وتسارع ضربات القلب: الوجه الآخر للمشكلة

لا تقتصر علاقة الفيتامينات بتسارع ضربات القلب على الجرعات الزائدة فقط، بل إن النقص الحاد في بعضها قد يكون له تأثير مشابه ومقلق؛ فعلى سبيل المثال، نقص حمض الفوليك وفيتامين B12 يؤدي إلى حالة من فقر الدم، حيث يضعف إنتاج خلايا الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الأكسجين، ونتيجة لذلك، يضطر القلب إلى العمل بجهد مضاعف وضخ الدم بسرعة أكبر لتعويض هذا النقص في الأكسجين الواصل إلى أنسجة الجسم المختلفة، وهو ما يشعر به الشخص على هيئة خفقان وتسارع في النبض، ويكون الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية صارمة أكثر عرضة لنقص B12 تحديدًا، لأن مصادره الرئيسية تتركز في المنتجات الحيوانية كاللحوم والأسماك ومنتجات الألبان.

بالمثل، يلعب المغنيسيوم دورًا محوريًا في استقرار النبض وتنظيم الإشارات العصبية للقلب، لكن انخفاض مستوياته في الجسم يمكن أن يسبب تشنجات عضلية واضطرابات خطيرة في نظم القلب؛ ويكثر هذا النقص بشكل خاص بين كبار السن، والمصابين بداء السكري، أو الذين يعانون من أمراض في الجهاز الهضمي تعيق امتصاصه، ويمكن الوقاية من هذا الخلل بتناول الأطعمة الغنية به مثل السبانخ والأفوكادو والمكسرات، أو عبر مكملات غذائية يصفها الطبيب بجرعات دقيقة، وهذا يوضح أن علاقة الفيتامينات بتسارع ضربات القلب معقدة وتتطلب فهمًا دقيقًا لاحتياجات الجسم.

ما وراء علاقة الفيتامينات بتسارع ضربات القلب: عوامل ومتى تزور الطبيب

يعتبر البوتاسيوم مثالًا حيًا على أهمية التوازن الدقيق، فهذا المعدن حيوي لتنظيم نبض القلب ونقل الإشارات العصبية، لكن أي اختلال في مستوياته، سواء بالزيادة أو النقصان، قد يتسبب مباشرة في خفقان مزعج ونبض غير منتظم؛ فالنقص يؤدي إلى ضعف عام وإرهاق وتقلصات عضلية، بينما الإفراط فيه قد يؤدي إلى تباطؤ خطير في ضربات القلب، ولهذا السبب، يُنصح دائمًا بالحصول عليه من مصادره الطبيعية كالموز والبطاطس والبقوليات، وتجنب المكملات إلا عند الضرورة الطبية القصوى، فالتعامل مع هذه العناصر يتطلب حذرًا شديدًا.

ليست علاقة الفيتامينات بتسارع ضربات القلب هي السبب الوحيد، بل توجد عوامل أخرى يجب الحذر منها، فالمنبهات مثل الكافيين والنيكوتين، وبعض أدوية البرد أو علاجات الغدة الدرقية، يمكن أن تسبب تسارعًا ملحوظًا في النبض؛ كما أن مشروبات الطاقة والمكملات العشبية التي تحتوي على منشطات مثل “الجينسنغ” أو “الجوارانا” قد تضاعف هذا التأثير عند استهلاكها بانتظام، لذا فإن مراقبة استجابة الجسم لهذه المواد أمر ضروري، ويوصي الأطباء بضرورة مراجعة الطوارئ فورًا عند الشعور بالخفقان المصحوب بأعراض أخرى مقلقة.

  • ألم مستمر في الصدر
  • دوار أو شعور بالإغماء
  • ضيق حاد في التنفس

قد تكون نوبات الخفقان العابرة غير خطيرة، خاصة إذا كانت مرتبطة بتناول منبهات أو مكملات معينة، وفي هذه الحالة يكفي تعديل الجرعة أو التوقف عن استخدامها، ولكن تكرارها أو تزامنها مع أعراض أخرى يستدعي استشارة طبية فورية لتحديد السبب الدقيق واستبعاد أي حالة قلبية كامنة.

كاتبة صحفية متخصصة في مجال التكنولوجيا، تتابع أحدث الابتكارات الرقمية وتبسط المعلومات للقارئ بأسلوب واضح وسهل الفهم.