دهس متطرفين إسرائيليين لشاب فلسطيني في نابلس بثلاث سيارات أثناء رحلة حج غير قانونية أثار غضباً واسعاً وأظهر مرة أخرى تصاعد الإرهاب الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، حيث تعيش العائلات في رعب مستمر والمستوطنون المتطرفون يفرضون تهديداً يومياً على حياة المدنيين الأبرياء. في ساعة مبكرة من فجر يوم جمعة بارد، تحولت شوارع نابلس إلى مسرح مأساوي، فقد طارد مستوطنون شاباً فلسطينياً ودهسوه بوحشية قبل أن يفروا تاركينه ينزف على الأرض، مشهداً كشفته كاميرات المراقبة وأحرج الجيش الإسرائيلي نفسه باعترافه الرسمي.
تفاصيل دهس متطرفين إسرائيليين لشاب فلسطيني في نابلس
الواقعة التي وقعت الساعة 2:22 فجراً في شارع عمان شرق نابلس، تبرز بشاعة المشهد حينما تعرض الطالب الجامعي أحمد المناضل، الذي كان يعمل ليلاً لتغطية مصاريف دراسته، لهجوم متعمد بثلاث سيارات، الأولى دفعت به والآخرى اصطدمته حتى سقط فاقداً للوعي على الأرض؛ فعل يعكس وحشية مستوطنين ينتمون لطائفة البريسلف الحريدية المتطرفة الذين قاموا برحلة حج غير قانونية إلى “قبر يوسف” في المنطقة “أ” المحظورة عليهم بموجب القانون. الأم فاطمة تصف ألمها العميق والدموع التي لم تفارقها منذ الحادث بينما ابنها يرقد مصاباً بكسور في الساقين، في حالة لا يعده سوى بداية رحلة صعبة للشفاء.
تصاعد الإرهاب الإسرائيلي وتأثيره على حياة الفلسطينيين
منذ أكتوبر 2023، ازدادت معدلات العنف والإرهاب اليهودي في الضفة الغربية، لتصل لمستويات مروعة حسب مسؤولين إسرائيليين، تشابه اعتداءات مستوطني الأقصى في 2000 ولكن بوحشية أكبر ودون محاسبة تذكر. هذا العنف ترك الفلسطينيين في حالة خوف دائمة، خصوصاً خلال الليل حين تقل حركة الناس في مدنهم. أبو محمد الناصر، سائق شجاع، تعرض لمشهد مثير للرعب حين شاهد المتطرفين وهم يختفون بسرعة كالأشباح بعد ارتكاب الجريمة. الدكتور سمير الحقوقي يؤكد أن هذه الاعتداءات تشكل انتهاكاً صريحاً لاتفاقية جنيف والقوانين الدولية، ويحث على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لمحاسبة هؤلاء الجناة.
الاعتراف الرسمي والواقع المرير للإفلات من العقاب
رغم إعلان الجيش الإسرائيلي أن مستوطنيه “دخلوا نابلس عن عمد ودهسوا فلسطينياً”، إلا أن الظاهرة تتكرر بلا حساب أو عقاب، ما يزيد من معاناة الفلسطينيين في مناطق “أ” التي تمثل 18% فقط من الضفة الغربية، وعلى الرغم من وجود تصاريح وقوانين، فإنها لا تحمي المدنيين من بطش المتطرفين الذين يتحركون بقوةٍ خارقة ثم يختفون. تسبب هذا المشهد في حالة ذعر واسعة دفعت الكثيرين للتساؤل عن موعد انتهاء هذه الحلقة الدموية التي لازالت تفتك بأرواح الأبرياء وسط انعدام العدالة.
- شهادة أبو محمد الناصر عن الأحداث وتأثيرها النفسي
- تقرير الدكتور سمير الحقوقي حول الانتهاكات القانونية
- انتقادات محلية ودولية لغياب المحاسبة عن المعتدين
هذا المشهد المرعب يضاف إلى سجل طويل من الأحداث المأساوية التي يواجهها الفلسطينيون يومياً، وسط تحذيرات متكررة من أن استمرار هذا “الإرهاب الإسرائيلي” سيدفع المنطقة نحو مزيد من دوامة العنف والخسائر البشرية التي تفوق الوصف.
