نجحت الشركة السعودية للكهرباء في استعادة الخدمة الكهربائية لـ5 ملايين نسمة في المنطقة الشرقية بعد انقطاع مفاجئ استمر ساعات، مما يسلط الضوء على التحديات الكبيرة في مواجهة الظروف المناخية القاسية التي قد تضرب المنطقة في المستقبل القريب، ومدى استعداد الشبكة الكهربائية لمتطلبات الصيانة الطارئة وسط هذه التحديات.
كيفية تعامل الشركة السعودية للكهرباء مع انقطاع الكهرباء المفاجئ في الشرقية
واجهت الشركة السعودية للكهرباء اختباراً حقيقياً حين تعرضت المنطقة الشرقية لانقطاع كهربائي شامل أثّر على مساحة واسعة تعادل حجم دولة البحرين، إثر عاصفة جوية شديدة ضربت المنطقة دون سابق إنذار، مما تسبب في فقدان الكهرباء لدى ملايين السكان. في مواجهة هذه الأزمة، قام المهندس خالد العتيبي وفريق الصيانة الطارئة بالعمل المتواصل لأكثر من 12 ساعة وسط ظروف جوية صعبة، حيث كانت الرياح تعصف بقوة والمطر يهطل بغزارة، إلا أن فريق الصيانة أصرّ على إعادة التيار الكهربائي للمنازل والمنشآت بأقصى سرعة ممكنة. من جانب آخر، عانت الأسر مثل أم محمد في الدمام التي كانت تراقب ثلاجتها المتوقفة بحذر خشية فساد الطعام، معبرة عن مدى القلق الذي ساد خلال فترة انقطاع الكهرباء. هذه الجهود الدؤوبة أثمرت بإعادة النور إلى أكثر من 5 مليون شخص، مما يعكس جدية واستجابة الشركة في مثل هذه الظروف الطارئة.
دروس من انقطاع الكهرباء في الشرقية وأثره على القطاعات الصناعية والسكنية
لا يقتصر تأثير انقطاع الكهرباء المفاجئ على الجانب السكني فقط، بل يمتد ليطال القطاعات الصناعية التي تعتمد على استمرارية التيار الكهربائي في تشغيل معداتها ومصانعها. وفقاً لد. فهد الشمري، خبير الطاقة الكهربائية، تتزايد شدة الظروف المناخية بنسبة 15% سنوياً، ما يجعل إعادة تقييم أنظمة الحماية الكهربائية أمرًا ضروريًا ومُلحاً. المنطقة الشرقية، بحكم موقعها الحيوي كمركز صناعي ونفطي، تواجه خسائر مالية باهظة قد تصل إلى ملايين الريالات عند انقطاع الكهرباء لساعة واحدة فقط. أدت هذه الأزمة إلى تفعيل مولدات الكهرباء الاحتياطية بصورة مكثفة لتعويض انقطاع التيار، حيث شهدت الأسواق المحلّية مثل محل سعد البقمي، ارتياحاً لعودة الكهرباء قبل تلف البضائع المبردة، وحيث عملت فرق الصيانة باجتهاد وكأنها “نمل العامل” يصارعون الوقت والطبيعة معاً للحفاظ على استقرار الشبكة الكهربائية.
الاستعدادات المستقبلية وضرورة تعزيز البنية التحتية الكهربائية في الشرقية
تأتي استعادة الخدمة في المنطقة الشرقية بعد انقطاع الكهرباء المفاجئ كتحذير مهم لجميع الجهات المعنية وشركات الخدمات لإعادة النظر في جاهزية البنية التحتية الكهربائية وخطط الطوارئ. الخبراء يوصون بضرورة تعزيز الاحترازات المنزلية مثل الاحتفاظ بمصابيح الطوارئ وأجهزة الطاقة الاحتياطية، مع مراقبة مستمرة لشبكة الكهرباء من قبل الشركة السعودية للكهرباء التي تشجع المواطنين على الإبلاغ عن أي أعطال عبر الرقم 933 أو من خلال تطبيق الكهرباء. في ضوء زيادة ظواهر العواصف الشديدة والخسائر المحتملة، يمكن عرض التوصيات العملية في الخطوات التالية:
- تحديث وتدعيم محطات التوزيع الكهربائية لمواجهة الظروف الجوية الشديدة
- تدريب وتطوير فرق الصيانة الطارئة للتعامل مع الأعطال السريعة
- توعية السكان بسبل السلامة الكهربائية أثناء انقطاع التيار
- تشجيع استخدام مصادر طاقة بديلة وطاقة احتياطية للمنشآت الحيوية
| الجانب | التأثير |
|---|---|
| عدد المتأثرين | 5 مليون شخص في المنطقة الشرقية |
| مدة العمل المتواصل لفريق الصيانة | 12 ساعة تحت ظروف جوية قاسية |
| زيادة شدة الظروف المناخية | 15% سنويًا |
| تكلفة توقف المجمعات الصناعية | ملايين الريالات للساعة الواحدة |
تُظهر هذه الأحداث حجم التحدي الذي يواجه البنية التحتية الكهربائية في السعودية، خصوصاً في المناطق الحيوية مثل الشرقية، مما يحث على تبني استراتيجيات جديدة وقوية لضمان استمرارية الخدمة والتخفيف من حدة الأزمات المستقبلية، في ظل تغير المناخ المتصاعد ومخاطره المتزايدة.
