تحدي 50 ألف مصلٍ في المسجد الأقصى رغم أجواء القمع والاعتقالات يعكس الإصرار الفلسطيني على الصمود في وجه الاحتلال والقيود المفروضة عليه؛ حيث تزاحمت ساحات الأقصى المبارك بأرواح مؤمنة تتشبث بحرية العبادة رغم محاولات قمع الشرطة الإسرائيلية، وفي الوقت ذاته، يعاني فلسطينيون آخرون من الحقيقة المرة داخل خيام النزوح وفي المستشفيات، حيث تدهور الوضع الصحي والإنساني بشكل مروع.
تحدي 50 ألف مصلٍ في المسجد الأقصى وصمودهم أمام الاحتلال
في مشهد مذهل ومؤثر، تجمع 50 ألف مصلٍ داخل المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، متجاهلين كافة القيود التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي انتشرت كالأشباح بين المصلين تفتش وتعتقل في محاولة لعزل روح المقاومة؛ لكن إصرار الفلسطينيين على أداء صلاة الجمعة داخل الأقصى لا يزال رمزاً بارزاً لتحدي المحاولات الإسرائيلية لفرض السيطرة والقمع، مع تزايد الاعتقالات ومحاولات تقييد الحريات الدينية.
الأوضاع الصحية المتدهورة ووفاة المرضى أثناء انتظار العلاج في ظل الحصار
شهد قطاع غزة مأساة صحية متفاقمة، إذ أعلنت منظمة الصحة العالمية وفاة 1092 مريضاً منذ يوليو الماضي انتظاراً لفرص الإجلاء الطبي، وهو ما وصفه المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس بأنه بمثابة محو قرية كاملة من الوجود الصحي. تضمنت الوقائع المأساوية، وفاة رضيع يبلغ من العمر 29 يوماً فقط، إثر انخفاض حاد في درجة الحرارة داخل خيمة للنازحين، رغم وصوله لمستشفى ناصر بعد ساعتين فقط، وهو دليل صارخ على هشاشة الوضع الإنساني وعدم قدرة البنى التحتية على توفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية.
الاعتقالات والاعتداءات تزداد في الضفة الغربية وسط قصص معاناة الأسرى المحررين
لم تقتصر محاولات قمع الفلسطينيين على القدس وغزة، بل شملت الضفة الغربية حيث اقتحمت قوات الاحتلال منزل الأسير المحرر منصور الشحاتيت، الذي قضى 17 عاماً من عمره في السجون الإسرائيلية، معظمها في العزل الانفرادي المؤذي نفسياً، ليجد نفسه محرومًا من أبسط حقوق العودة للحياة الطبيعية بعد الإفراج عنه. هذه القصة هي واحدة من آلاف القصص التي توثق ثمن الحرية الذي يدفعه الفلسطينيون، في ظل استمرار الانتهاكات التي توثقها منظمات حقوق الإنسان التي تتحدث عن ظروف قد توصف بالإبادة الجماعية المستمرة.
- مليون و600 ألف فلسطيني في وضع غذائي حرج حسب تقارير الأونروا.
- ارتفاع عدد المرضى الذين لا يمكن إخراجهم للعلاج بسبب الحصار.
- تجميد النشاطات الإنسانية في كثير من الأحيان نتيجة القمع المستمر.
| المنطقة | عدد الوفيات منذ يوليو 2023 |
|---|---|
| قطاع غزة | 1092 مريضاً |
| الضفة الغربية | غير محدد بدقة |
تؤكد هذه المعطيات أن تحدي 50 ألف مصلٍ في المسجد الأقصى هو عنوان لإرادة لا تلين والرغبة العميقة في الحرية والكرامة، رغم مشاهد المعاناة التي تحيط بعشرات الفلسطينيين من مرضى وأسرى ورضع لا يزالون يعانون في خيام النزوح والمستشفيات، وسط صمت دولي يثير التساؤل عن مدى استعداد العالم لتحمل مسؤولياته تجاه هذه الكارثة الإنسانية.
