فجوة 300% في أسعار صرف الدولار بين عدن وصنعاء تهدد الاستقرار المالي وتزيد الضغط على الاقتصاد اليمني

فجوة 300% في أسعار صرف الدولار بين عدن وصنعاء تهدد الاستقرار المالي وتزيد الضغط على الاقتصاد اليمني
فجوة 300% في أسعار صرف الدولار بين عدن وصنعاء تهدد الاستقرار المالي وتزيد الضغط على الاقتصاد اليمني

ارتفاع أسعار الدولار في عدن وصنعاء يصنع فجوة اقتصادية صارخة بحوالي 300%، حيث وصل سعر الصرف في عدن إلى 1633 ريال مقابل 540 ريال في صنعاء، ما يدل على عمق الانقسام الاقتصادي بين المدينتين اليمنيتين رغم ارتباطهما بوطن واحد، وهذا الفارق الكبير في أسعار الدولار يجعل قيمة رواتب الموظفين في صنعاء أقل بكثير مقارنة بنظرائهم في عدن.

يمثل الفرق في سعر الدولار بين عدن وصنعاء، والذي يبلغ 1098 ريال، انعكاسًا للأوضاع الاقتصادية المتأزمة التي يشهدها اليمن نتيجة الانقسام السياسي والاقتصادي، ويروي أحمد المحويتي، أحد موظفي الحكومة من تعز، معاناة يومية شديدة بسبب تدهور قيمته المالية حيث يقول: “راتبي 50 ألف ريال لا يكفي لشراء كيس أرز لأطفالي الثلاثة، وأجد نفسي أعد الأوراق النقدية المهترئة بيدين ترتجفان من الجوع والخوف”. هذا المشهد يتكرر باستمرار في صفوف المواطنين أمام مكاتب الصرافة، الذين يترنحون أمام آلات عد النقود التالفة، مما يعكس واقع انهيار استمر لعقد كامل.

أسباب فجوة أسعار الدولار بين عدن وصنعاء وتأثيرها على الاقتصاد اليمني

يعود الانهيار الحاد في أسعار الصرف وفجوة الدولار بين عدن وصنعاء إلى انقسام البنك المركزي اليمني منذ بداية الحرب ونفاد الاحتياطيات النقدية التي كانت تدعم الريال اليمني، وقد حذر الخبير المالي د. محمد الأكوع من أن الانهيار الحالي لا مثيل له منذ الوحدة اليمنية عام 1990، واصفًا الحالة بأنها سقوط متسلسل يشبه لعبة الدومينو، موضحًا أن التأخير في اتخاذ قرار حاسم قد يؤدي إلى فقدان العملة الوطنية بشكل كامل خلال شهر واحد. هذا واقع يعكس التأثير المدمر على كل بيت يمني، حيث ترتفع وتيرة الفقر لتصل إلى حد اضطرار الأسر للاكتفاء بوجبة واحدة يوميًا، كما يجد الطلاب أنفسهم مضطرين لترك المدرسة والالتحاق بأي عمل يدر عليهم دخلاً بالعملات الأجنبية.

فجوة الدولار وتأثيرها الإنساني في حياة اليمنيين

تظهر معاناة عميقة في حياة اليمنيين جراء تلك الفجوة، حيث تراها سارة الحداد، موظفة في إحدى الصرافات، التي تروي مآسي يومية تتمثل برؤية الرجال يبكون كالأطفال حاملين أكياس أوراق نقدية تالفة لا تكفي ثمن علبة حليب لأطفالهم، مما ينذر بتراجع حاد في مستوى التعليم والصحة، وترقب لهجرة جماعية قد تنقل الأزمة إلى أبعاد أوسع. ومع استمرار ارتفاع أسعار الدولار في عدن وصنعاء، تزداد معاناة المواطنين الذين يتكبدون أثمان حرب لم يختاروها.

كيف يؤثر ارتفاع سعر الدولار في عدن وصنعاء على مستقبل اليمن؟

اليمن يقف اليوم على شفير كارثة اقتصادية تهدد استقراره، حيث تتراجع قيمة الريال اليمني بلا هوادة ويغرق الشعب في معاناة لا متناهية، ولا تزال التحذيرات تتصاعد بضرورة التحول المبكر نحو الذهب والعملات الأجنبية تحسبًا لانهيار محتمل للريال، إذ يخشى الخبراء أن تفقد الدولة وحدتها النقدية وقد تصبح أول دولة عربية بلا عملة موحدة. من الضروري فهم الخطوات العملية التي قد تساعد في مواجهة هذا الواقع الاقتصادي:

  • تعزيز الاستقرار النقدي عبر توحيد وإعادة تنظيم البنك المركزي اليمني.
  • زيادة الاحتياطيات النقدية والعملات الأجنبية لدعم الريال اليمني.
  • دعم الأسر والأفراد المتضررين عبر برامج الدعم الغذائي والاجتماعي.
  • تشجيع القطاعات الاقتصادية لتوفير فرص عمل مدرة للعملات الأجنبية.
المدينة سعر الدولار (ريال يمني)
عدن 1633
صنعاء 540

ارتفاع سعر الدولار في عدن وصنعاء يوضح عمق الانقسام الاقتصادي الحاد وتأثيره المباشر على مستوى معيشة المواطن اليمني، مما يستدعي تحركاً عاجلاً للحفاظ على ما تبقى من العملة الوطنية وتأمين حياة كريمة للعائلات التي تعاني بشدة من هذه الأزمة المتفاقمة.

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.