مصر تقود عملية إنسانية ضخمة لإعادة آلاف العائلات النازحة إلى شمال قطاع غزة، في خطوة مهمة تركز على توفير النقل المجاني، المأوى، والطرود الغذائية التي تلبّي احتياجات النازحين الأساسية، بعد أشهر طويلة من النزوح القسري الذي خلفته الحرب المدمرة في القطاع، ما يفتح نافذة أمل جديدة أمام الأسر الفلسطينية للعودة إلى ديارها بأمان.
مصر تنفذ خطة نقل مجاني ودعم شامل للنازحين في شمال غزة
بدأت المبادرة المصرية بتوفير شاحنات مجهزة خصيصاً لنقل الأسر النازحة مجاناً من جنوب ووسط قطاع غزة نحو شماله، حيث تضررت المناطق الأصلية خلال الحرب بشكل كبير، وكان النازحون يواجهون أعباء مالية باهظة تعوق عودتهم، قبل أن تتدخل القيادة السياسية المصرية بتوجيهات واضحة لدعم الأشقاء الفلسطينيين، وتخفيف معاناتهم. ويوضح د. أحمد السيد، منسق اللجنة المصرية، أن هذه العملية تعكس نموذجاً حياً للتضامن العربي الحقيقي، مشيراً إلى أن نقل آلاف العائلات يحتاج إلى تنظيم محكم وشاحنات مجهزة لضمان سلامة النقل والراحة الأسرية.
توفير خيام وطرود غذائية تدعم الأسرة الفلسطينية في مواجهة تحديات النزوح
بالإضافة إلى النقل المجاني، تشمل المبادرة توزيع خيمة لكل عائلة عائدة، إلى جانب طرود غذائية غنية بالمواد الأساسية، ما يجعلها استجابة إنسانية متكاملة لاستعادة استقرار آلاف الأسر. وأفاد مراسل قناة القاهرة الإخبارية يوسف أبو كويك من ميدان الأحداث أن الخيام والطرود توزع في نقطة الانطلاق عند مفترق النابلسي، حيث تبدو مشاعر مركبة بين الأمل والقلق لدى النازحين، الذين فقد بعضهم منازلهم بدمار كامل. وفي مشهد مؤثر، عبّرت أم محمد، التي فقدت منزلها قبل ثلاثة أشهر، عن فرحتها بالقول: “شعرت أن الأمل عاد أخيراً… أطفالي يحلمون برؤية بيتنا مرة أخرى”، ما يبرز مدى الأهمية النفسية لهذه المبادرة.
تأثير المبادرة الإنسانية المصرية على أوضاع النازحين ومستقبل عودتهم
تأتي هذه المبادرة بعد معاناة صامتة دامت شهوراً محتدمة، حيث اضطر العديد من النازحين إلى مغادرة شمال غزة باتجاه الجنوب والوسط، بسبب الدمار الشامل الذي ضرب مناطقهم، مع عجز واضح عن تغطية تكاليف العودة، في ظل أوضاع اقتصادية قاسية. وبينما تستعد الشاحنات للانطلاق، يتردد سؤال محوري: هل تمثل هذه العملية خطوة أولى فقط، أو بداية لحل شامل لمعاناة النازحين؟ يصف محمد العائد المشهد قائلاً: “رأيت الدموع والابتسامات تختلط على وجوه الناس… إنها لحظة لن ننساها”، في إشارة إلى الأثر الإنساني العميق لهذه الخطوة. وفيما يلي أهم مكونات المبادرة:
- نقل مجاني وآمن لشاحنات مجهزة فقط للنازحين من وإلى شمال غزة
- توفير خيمة مستقلة لكل عائلة لضمان مأوى مؤقت مناسب
- توزيع طرود غذائية مجهزة بمستلزمات أساسية تدعم الأسرة في أول أيام العودة
هذه المبادرة الإنسانية التي تقودها مصر تعيد بناء الأمل لعشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين، مع تجهيز الأرضية لما هو أشمل في المستقبل، لكن تساؤلات الأمان والاستقرار والتعافي تبقى حاضرة، إذ ينتظر الجميع ما تحمله الأيام المقبلة من حلول أو تحديات للطريق الطويل الذي أمام هذه الأسر.
