معهد التخطيط القومي نظم احتفالية بمناسبة مرور 65 عاماً على تأسيسه لتسليط الضوء على دوره الحيوي في منظومة التخطيط والتنمية الشاملة، مع إبراز إسهاماته العلمية والتدريبية والاستشارية التي ساهمت في تعزيز جهود الدولة المصرية وصياغة السياسات العامة بشكل مستمر عبر العقود الماضية.
الرؤية الثاقبة ودور معهد التخطيط القومي في التطوير الوطني
تجلّت أهمية معهد التخطيط القومي منذ تأسيسه في أوائل الستينيات باعتباره أول معهد تخطيط في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وذلك بفضل الرؤية الثاقبة والتخطيط الذكي لمؤسسه الدكتور إبراهيم حلمي عبد الرحمن، الذي استجاب للحاجة الملحة لإنشاء قاعدة علمية متينة للتخطيط والتنمية. وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، خلال كلمته في الاحتفالية، أن المعهد كان ولا يزال منبعاً رئيسياً للكوادر القيادية المؤثرة التي ساهمت في إيجاد مسيرة وطنية متينة، مشدداً على أهمية تعزيز مكانة المعهد كمركز فكر وطني مماثل لأكبر مراكز الفكر العالمية في مجال صنع السياسات واتخاذ القرارات التي تدعم التنمية المستدامة وترفع من مستوى معيشة المواطنين. وشدد على التركيز في خطة المعهد الاستراتيجية 2023-2030 على مجالات متعددة منها التنمية الحضرية، التعامل مع تحديات تغير المناخ، التغيرات القيمية في المجتمع، توطين التنمية المستدامة، الإصلاحات الهيكلية، وسلاسل القيمة العالمية مع تسليط الضوء على الدور الإقليمي والجيوسياسي لمصر. وفي هذا السياق، عبرت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة رانيا المشاط عن تقديرها للدور المتميز الذي يقدمه المعهد كباحث إقليمي وعربي رائد، مثنيةً على جهوده المستمرة التي تربط بين المعرفة الأكاديمية وصناعة السياسات، ومتوجهة بالشكر لفريق العمل لتنظيم هذا الحدث القيم.
تطوير الإطار التشريعي والهيكل التنظيمي للمعهد والتأثير الممتد
احتفى المعهد بجهوده المتواصلة في تحديث الإطار التشريعي والهيكل التنظيمي، ضمن دعم ورعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أولى اهتماماً كبيراً بتعزيز دور مراكز الفكر والبحث العلمي، مما نتج عنه إصدار القانون الجديد للمعهد عام 2015 الذي عزز مكانته كمركز رائد على الصعيدين المحلي والإقليمي والدولي في مجالات البحث والتدريب والتعليم في التنمية والتخطيط. وأكدت الدكتورة رانيا المشاط أن القانون الجديد ساهم في ترسيخ دور المعهد كرافد أساسي لصنع السياسات التنموية ونشر المعرفة العلمية، إضافة إلى رفع الوعي بأهمية التخطيط لتحقيق التنمية المستدامة، مع إعداد عدة خطط استراتيجية متتالية من 2015 وحتى 2030 التي ترسّخ المرجعية الأساسية لكافة أنشطة المعهد. من جانبه، استعرض الدكتور أشرف العربي أبرز محطات ومسيرة المعهد التي شملت دعم تجربة التخطيط التنموي عبر الخطة الخمسية الأولى في القرن الماضي، وتطبيق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة مع تحديثاتها، وصولًا إلى الإسهامات في “السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية” الصادرة عن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي.
استراتيجية معهد التخطيط القومي ودعمه المتواصل للوزارة
تبنى معهد التخطيط القومي رؤية استراتيجية طموحة للمرحلة المقبلة ضمن خطة 2023-2030، تركز على تطوير أنشطته في البحث العلمي والتدريب والاستشارات والدراسات العليا وخدمة المجتمع، ما يضمن استدامة الدعم للمخططين وصناع القرار عبر بدائل وهياكل مدعمة بالأدلة وبالكوادر المؤهلة لقيادة مسيرة التنمية على جميع المستويات. وحرص المعهد على الاضطلاع بدور داعم متكامل لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في إعداد وتنفيذ السياسات وتطوير نظم المتابعة والتقييم. وختم الدكتور أشرف العربي حديثه موضحاً شكر المعهد للدكتورة رانيا المشاط ومجلس الإدارة على دعمهم المستمر، وكذلك تقديره لجميع الكوادر العلمية والإدارية التي بذلت جهداً ملحوظاً لإتمام مهام المعهد على أكمل وجه. عكست فعاليات الاحتفالية عقد ندوة بعنوان “مستقبل التخطيط في ظل عالم متغير” بمشاركة نخبة من المفكرين مثل المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة التنمية المستدامة 2030 عبر تقنية الفيديو كونفرنس، بالإضافة إلى أساتذة مختصين من داخل المعهد وخارجه، كما شهد الحفل تكريم رموز وقيادات بارزة في مجال التخطيط على مستوى مصر.
- مشاركة معهد التخطيط القومي الفاعلة في صياغة السياسات العامة
- تطوير الإطار القانوني والهيكلي بما يتواءم مع التطورات المستجدة
- تعزيز التعاون المستمر مع الأجهزة الحكومية وبالأخص وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية
- تقديم برامج بحثية وتدريبية متميزة لدعم التنمية والتخطيط الوطني