عواصف مغناطيسية تضرب الأرض خلال ساعات هي ظاهرة تستحق المتابعة، خاصة مع التحذيرات العالمية التي أطلقتها الجمعية الفلكية بجدة بشأن نشاط شمسي متزايد خلال الأيام الماضية، وهو ما أثار اهتمام الباحثين في علوم الفضاء والطقس الفضائي؛ نظراً لاحتمالية تأثير هذه العواصف على الأرض.
عواصف مغناطيسية تضرب الأرض خلال ساعات القادمة وتأثيرها على الأرض
كشف المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن الأقمار الصناعية المتخصصة برصد الشمس رصدت ثقبًا إكليليًا واسعًا في الغلاف الجوي الخارجي للشمس، يتميز بامتداد يشبه الوادي العميق؛ وهذا الثقب يتجه حالياً مباشرة نحو الأرض. وبين أبو زاهرة أن الثقوب الإكليلية من الظواهر الشمسية المعروفة، إذ تنخفض فيها كثافة البلازما ودرجة الحرارة مقارنة بالمناطق المحيطة، مما يسمح بانبعاث رياح شمسية بسرعة عالية جداً قد تصل الأرض خلال ساعات، مُسببة عواصف جيومغناطيسية من الفئة G1، وهي تصنيف يدل على شدة ضعيفة للعواصف لكنه لا يمنع حدوث بعض التأثيرات. هذه العواصف الجيومغناطيسية خفيفة التأثير على البنية التحتية، لكنها قد تؤدي إلى اضطرابات طفيفة في الاتصالات اللاسلكية عالية التردد، وتقلبات محدودة في دقة أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى زيادة فرص مشاهدة الشفق القطبي في المناطق القريبة من القطبين.
مدى تأثير العواصف المغناطيسية على المنطقة العربية
التأثيرات الناتجة عن العواصف المغناطيسية على الأرض في النطاق العربي تبقى ضئيلة جداً، بل قد تكون شبه معدومة، وذلك بسبب وقوع المنطقة ضمن خطوط العرض المتوسطة والمنخفضة التي عادةً ما تستقبل تأثيراً أقل للعواصف الجيومغناطيسية. كما لا يُتوقع أن تتسبب هذه العواصف بأي انقطاعات في الكهرباء أو اضطرابات جوية تؤثر على شبكات الاتصالات أو حركة الطيران، ما يجعل تأثيرها على السكان محدوداً للغاية، دون تعريض أي مخاطر صحية. هذا ويشير الباحثون إلى أن هذه الظواهر تقع في مجال طقس الفضاء، وهو الفرع العلمي الذي يدرس تأثير النشاط الشمسي على البيئة الفضائية المحيطة بكوكب الأرض.
كيف تؤثر العواصف المغناطيسية على الاتصالات اللاسلكية وعلوم الفضاء
العواصف المغناطيسية التي تضرب الأرض خلال ساعات تؤدي إلى تغيرات متواضعة في الاتصالات اللاسلكية، ولا سيما انخفاض جودة الإشارات عالية التردد، وهذا قد يؤثر بشكل طفيف على أداء بعض الأجهزة اللاسلكية وأنظمة الملاحة المعتمدة على الأقمار الصناعية. يمكن تلخيص تأثير العواصف الجيومغناطيسية الضعيفة من الفئة G1 بهذه النقاط:
- اضطرابات طفيفة في الاتصالات اللاسلكية عالية التردد.
- تقلبات بسيطة في دقة أنظمة تحديد المواقع والملاحة عبر الأقمار الاصطناعية.
- زيادة احتمال رؤية الشفق القطبي في المناطق القطبية المجاورة.
ويمثل طقس الفضاء الإطار العلمي الذي يربط بين هذه الظواهر الشمسية وتأثيراتها المحتملة على سطح الأرض، حيث تستمر الدراسات في هذا المجال لمتابعة النشاط الشمسي وتأثيراته على البيئة الفضائية المحيطة بالأرض، مؤكدين أن هذه العواصف ضعيفة الاستمرارية بشكل عام ولا تهدد سلامة التكنولوجيا أو البشر.
