ضبط أكاديمية وهمية نصب عليها آلاف المصريين بوعد التوظيف في شركات كبرى

ضبط أكاديمية وهمية تنصب على آلاف المصريين بوعود العمل في الشركات الكبرى أثار جدلاً واسعاً في الشارع المصري، حيث استغل المحتالون أزمة البطالة المتفاقمة بين الشباب الباحث عن فرص عمل حقيقية، الذين وصل معدل بطالتهم إلى 24.5% بين خريجي الجامعات، ليقدموا لهم وعوداً كاذبة بشهادات مزيفة تضمن توظيفهم في كبريات الشركات. تعرض أحمد محمود، الشاب البالغ من العمر 28 عاماً وخريج كلية التجارة، لطعنة الخداع عندما كان على وشك دفع 15 ألف جنيه مقابل شهادة إدارة مشاريع زُعِم أنها تؤهله للعمل الفوري، مؤكدًا أن الإعلان الذي وصله عبر فيسبوك بدا موثوقاً للغاية بمكاتب أنيقة وشهادات معلقة على الجدران ووعود توظيف خلال شهرين، إلى أن كشفت تحقيقات الأجهزة الأمنية بقيادة الرائد أحمد سامي من مكافحة جرائم الأموال العامة حقيقة الشبكة التي استهدفت يأس المواطنين وحولت طموحاتهم إلى ضحايا.

تفاصيل ضبط الأكاديمية الوهمية واستغلال أزمات البطالة في مصر

انتشرت صفحات إعلانية مماثلة بسرعة كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستفيدة من الأزمة العميقة للبطالة في مصر وصعوبة العثور على مؤسسات تعليمية معترف بها رسميًا، مما جعل الفئة الأكبر من الشباب عُرضة للنصب الإلكتروني والتدريب الوهمي. هذا لا يختلف عن حوادث التسعينات حين كانت شهادات دبلومات الإدارة المزيفة سبباً في خداع آلاف الأشخاص، لكن مع تطور التكنولوجيا الرقمية، أصبحت وسائل الاحتيال أكثر تطوراً وشراسة. وفي هذا السياق، يحذر الخبير الأمني د. محمود عبدالعزيز من انتشار هذه الظاهرة بشكل وبائي نتيجة ضعف الرقابة على المنصات الرقمية واستغلال حاجة الشباب الماسة للعمل والحياة المستقرة.

عمليات المداهمة وكشف تفاصيل شبكة النصب الخاصة بالأكاديمية الوهمية

داهمت السلطات الأمنية الموقع الوهمي في منطقة النزهة، حيث وجد فريق الضبط مكتباً متواضعاً يضم شهادات مزيفة حديثة الطبع، بالإضافة إلى شاشات تعرض إعلانات مضللة تشجع على التسجيل ودفع مبالغ مالية كبيرة مقابل شهادات مزورة. تحكي مها السيد، فتاة تبلغ من العمر 25 عاماً، أنها كانت على وشك دفع كامل المبلغ ولكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة بفضل تحذير صديقتها. تشير التوقعات إلى احتمالية تفشي هذه الأنواع من عمليات النصب في محافظات أخرى خلال الفترة القادمة ما يستدعي زيادة تشديد الرقابة وتفعيل دور الجهات القانونية لمتابعة ومحاسبة تلك المؤسسات التعليمية غير المرخصة.

كيفية الوقاية من النصب التعليمي وأهمية التحقق من التراخيص الرسمية

بينما تسعى الأجهزة الأمنية جاهدة لدرء مخاطر مجموعات النصب على المواطنين، يظل الدور الأكبر على الأفراد في التحقق من مصداقية المؤسسات التعليمية قبل الالتحاق بها أو دفع أي مبالغ، ويشدد الخبراء على ضرورة اتباع عدة خطوات أساسية للحماية من الوقوع في فخ الأكاديميات الوهمية:

• التأكد من ترخيص المعهد من الجهات التعليمية المختصة
• عدم دفع أي مبالغ مالية مقدماً قبل استيفاء شروط القبول والتسجيل
• التحقق من آراء الطلاب السابقين وتجاربهم بشكل مباشر أو عبر الإنترنت
• الابتعاد عن العروض المبالغ فيها والوعود بالتوظيف السريع غير الموثقة

تُظهر الواقعة الأحدث مدى الجدية التي يجب اتباعها في اختبار ومراجعة مصادر التدريب والتأهيل المهني، خصوصاً للأجيال الشابة التي تحلم بتحسين مستقبلها الوظيفي، وتساؤلًا مهمًا يتردد حول مدى توفير الحماية اللازمة لهم من الوقوع في شرك المحتالين الذين يستغلون آمالهم وطموحاتهم.