التحرش والتنمر والابتزاز الإلكتروني يمثلون أخطر التحديات التي تواجه الأطفال اليوم، مما جعل أهمية مناقشتهم في ندوة توعوية ضرورية جدًا بحضور متخصصين وأهلية واسعة من المجتمع. هذه الندوة التي نظمتها داليا الحزاوي تحت مظلة مجلس الشباب المصري، ناقشت بعمق سُبل حماية الأطفال من هذه المخاطر التي تتطلب تعاون الأسرة والمدرسة والمؤسسات المختلفة لحماية الأجيال الصغيرة.
دور الندوة في تسليط الضوء على التحرش والتنمر والابتزاز الإلكتروني لدى الأطفال
ناقشت الندوة التي أقيمت بحضور الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري، أهمية مواجهة مخاطر التحرش والتنمر والابتزاز الإلكتروني بشكل جماعي. شارك في الندوة عدد من الخبراء والمختصين في الإرشاد النفسي والأسري، والأمن المعلوماتي، والقانون، والإعلام، الذين أكدوا ضرورة تبني أساليب متكاملة لحماية الأطفال بدءًا من الأسرة مرورًا بالمؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية، مشيرين إلى أن هذه الظواهر تهدد الطفولة بشكل مباشر وتتطلب تدخلاً فعّالًا.
وشملت المشاركات اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية السابق لأمن المعلومات، والدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، بالإضافة إلى الدكتورة نورهان النجار والمتخصصين الآخرين، كما أدار اللقاء الإعلامي أيمن عدلي باحترافية لاقت تقدير الحاضرين. تواجد أيضًا عدد من الشخصيات الإعلامية والتعليمية المرموقة، مما جعل الحوار ثريًا ومتنوعًا في الرؤى.
التوصيات والاجراءات العملية للتصدي للتحرش والتنمر والابتزاز الإلكتروني
خرجت الندوة بمجموعة توصيات أساسية تهدف إلى تعزيز الوعي والوقاية لهذه الظواهر المؤذية، منها:
- توعية الأطفال بالحدود الشخصية وتمييز اللمسات الآمنة من غير الآمنة، مع تدريبهم على قول «لا» بصوت مرتفع إذا شعروا بالانزعاج.
- تنبيههم بضرورة الكشف عن «الأسرار السيئة» وعدم الإبقاء عليها دون إفصاح.
- تمكين أولياء الأمور والمعلمين من التعرف على العلامات المبكرة للتحرش والتنمر والابتزاز، مع ضرورة التعامل بهدوء وتوفير الدعم النفسي للطفل المتضرر.
- تقويم سلوك الأطفال المتنمرين بطرق تربوية مناسبة.
كما أكد المشاركون على أهمية دمج التوعية الرقمية والمهارات الحياتية والتربية الجنسية بشكل منظم داخل المناهج الدراسية، بالإضافة لتنظيم ورش عمل داخل المدارس تساهم في بناء وعي شامل بين الأطفال وأطراف المجتمع التعليمية.
ضرورة مشاركة المؤسسات الدينية والإعلامية في مواجهة ظاهرة التحرش والتنمر والابتزاز الإلكتروني
أوصت الندوة بدور محوري للمؤسسات الدينية في نشر الوعي المجتمعي حول التحرش والتنمر والابتزاز الإلكتروني، مع أهمية تقنين استخدام الأطفال للإنترنت والألعاب الإلكترونية، وتشجيعهم على الانخراط في الأنشطة البديلة البناءة. بالإضافة إلى المطالبة بوضع تشريعات صارمة وأكثر فعالية لمكافحة الجرائم المتعلقة بهذه الظواهر.
وشددت التوصيات على الدور الإعلامي في تقديم محتوى توعوي هادف موجه للأطفال عبر البرامج والدراما، مع تشديد الإجراءات داخل المدارس لتعزيز بيئة تعليمية آمنة وخالية من المخاطر؛ كما أبرز الإعلامي أيمن عدلي ضرورة وجود قنوات اتصال آمنة تسمح للأطفال بالإبلاغ عن الانتهاكات بسرية تامة.
تعكس هذه الندوة ضرورة العمل المشترك بين الأسرة والمؤسسات التعليمية والدينية والإعلام لإنشاء بيئة حاضنة آمنة تساعد على نمو الأطفال بشكل سليم وتقيهم من مخاطر التحرش والتنمر والابتزاز الإلكتروني، محافظين على حقهم في طفولة آمنة ومحفزة للنمو الصحي والآمن.
