عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي تتجاوز الموروثات الجينية لتشمل منظومة متكاملة من نمط الحياة والتأثيرات البيئية والهرمونية؛ حيث يؤكد الخبراء أن عادات مثل التغذية السيئة وقلة النشاط البدني والتوتر المستمر قد ترفع من احتمالية الإصابة حتى في غياب أي تاريخ عائلي للمرض؛ لذلك فإن فهم هذه العوامل وتبني استراتيجيات وقائية مثل الفحوصات الدورية والحفاظ على وزن صحي والكشف المبكر يمثل حجر الزاوية لتقليل المخاطر بشكل كبير.
هل الجينات وحدها تحدد عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
على الرغم من أن سرطان الثدي مرض معقد وقد يتبادر للذهن أن التاريخ العائلي هو العامل الحاسم، إلا أن فهم الأبعاد الكاملة للمرض يتطلب نظرة أعمق تتجاوز الجينات؛ فالطفرات الوراثية الشهيرة مثل تلك الموجودة في جيني BRCA1 وBRCA2 تزيد من احتمالية الإصابة بلا شك، لكن الحقيقة الصادمة هي أن حوالي 85% من حالات سرطان الثدي التي يتم تشخيصها تحدث لدى نساء لا يحملن أي طفرة جينية معروفة؛ وهذا ما يؤكده الدكتور آشيش جوشي، أخصائي الأورام، الذي يشدد على أهمية النظر إلى خيارات نمط الحياة والبيئة المحيطة والتاريخ الطبي الشخصي عند تقييم مستوى الخطر، فالصورة الأكبر تتشكل من خلال صحة المرأة العامة وعاداتها اليومية وليس فقط من خلال جيناتها.
عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي التي يمكنك التحكم بها
العديد من المؤثرات الحاسمة تقع ضمن نطاق سيطرتكِ الكاملة، مما يمنحكِ القدرة على التأثير إيجاباً على صحتكِ؛ فعلى سبيل المثال، ترتبط السمنة بعد مرحلة انقطاع الطمث بشكل مباشر بارتفاع احتمالية الإصابة، وكذلك الأمر بالنسبة للعادات اليومية السلبية كالخمول والاعتماد على أنظمة غذائية غير صحية غنية بالدهون المشبعة؛ كما يمكن لبعض العوامل البيئية المحددة أو استخدام العلاج الهرموني البديل (HRT) بعد انقطاع الطمث أن يغير من مستوى المخاطر لديكِ؛ إن إدراك هذه الجوانب يوضح أن فهم وإدارة عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي هو عملية مستمرة تتطلب وعياً والتزاماً بنمط حياة صحي.
الفحص الذاتي وأبرز أعراض سرطان الثدي: خطوتك الأولى للوقاية
لأن عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي تتجاوز ما نرثه، يصبح الفحص الذاتي للثدي أحد أقوى الأدوات الوقائية التي يمكنكِ اتخاذها للحفاظ على سلامتكِ؛ فإجراء فحص شهري بسيط لا يستغرق سوى دقائق يزيد من فرصة اكتشاف أي تغيرات في مراحلها الأولى؛ فهذا الفحص ليس مجرد إجراء احترازي، بل هو وسيلة فعالة لتتعرفي على طبيعة جسمكِ بشكل عميق، فمن خلال المراقبة المنتظمة لملمس وشكل الثديين، ستصبحين قادرة على رصد أي تغيير طفيف فور حدوثه، مما يجعلكِ خط الدفاع الأول عن صحتكِ، وتشمل العلامات التي يجب الانتباه إليها ما يلي:
- ظهور تجعد أو تجويف على سطح جلد الثدي.
- وجود كتلة جديدة أو منطقة صلبة وثابتة بشكل غير معتاد.
- ملاحظة انتفاخ في الثدي أو جزء منه.
- الشعور بأي ألم في الحلمة أو انكماشها نحو الداخل.
- تغير في ملمس الجلد ليصبح أكثر صلابة على الثدي أو الحلمة.
- خروج أي نوع من الإفرازات من الحلمة.
ويؤكد الخبراء أن الفحص الذاتي لا يغني أبداً عن الفحص السريري لدى الطبيب أو التصوير الشعاعي للثدي (الماموجرام)، ولكنه يمنحكِ القدرة على اكتشاف أولى علامات الخطر المحتملة بسرعة، مما يضمن الحصول على أفضل فرصة للعلاج الناجح.
