ظاهرة الضباب الوردي التي تحولت إليها سماء بريطانيا مؤخراً أثارت دهشة واسعة بين السكان، إذ تميزت هذه الظاهرة الجوية النادرة بتحول السماء إلى لون وردي جميل، ما دفع المواطنين إلى رفع أنظارهم نحو الأعلى متعجبين من المشهد المذهل المنتشر فوقهم، وهذا يحدث عندما يخترق ضوء الشمس مواد دقيقة كالتراب أو الرطوبة في الجو، وفقًا لما يوضحه خبراء الأرصاد في مكتب الأرصاد الجوية.
ما هي أسباب ظهور الضباب الوردي في سماء بريطانيا؟
يشرح جراهام مادج، المتحدث باسم مكتب الأرصاد الجوية، طبيعة هذه الظاهرة قائلاً إن ضوء الشمس يمر عبر عدة طبقات من الغلاف الجوي، خلالها يتشتت اللون الأزرق، الذي يُصفّى ويتلاشى، مما يسمح للون الأحمر بالظهور بوضوح، ما يجعل شروق الشمس يبدو وكأنه مُصفّى عبر الضباب، فيضفِي على السماء اللون الوردي الزاهي الذي شاهده البريطانيون في مناطق جنوب شرق إنجلترا. هذه العملية الضوئية هي التي تكمن خلف ظهور الضباب الوردي الذي لا يتكرر كثيراً، وقد حرص المواطنون على توثيق الحدث عبر منصات التواصل الاجتماعي لنشر صور المشهد الخلاب.
ظاهرة الضباب الوردي.. تجارب سابقة عالمية
ليست ظاهرة الضباب الوردي غريبة فقط عن بريطانيا، فقد شوهدت أيضاً في أماكن أخرى، منها كندا حيث شهدت مقاطعة كولومبيا البريطانية ضبابًا ورديًا غطى بعض المناطق في يناير من العام الماضي، وذلك وفق ما نشره تقرير لهيئة الإذاعة الكندية. ويتفق الخبير المناخي داريوس مهدوي مع وصف الظاهرة وبعدها النادر، مؤكدًا أن مرور ضوء الشمس عبر عدة طبقات من الغلاف الجوي، خصوصًا عبر قطرات الماء المعلقة التي تشكل الضباب، يسبب تشتت الألوان ولا سيما اللون الأزرق، فيظهر مزيج من ألوان الأحمر والبرتقالي والوردي ليصل إلى العين مشكلاً هذا المنظر الخلاب.
كيف تتشكل ظاهرة الضباب الوردي وما عوامل ظهورها؟
إن فهم الظاهرة يتطلب معرفة بعض العناصر التي تدخل في تكوين الضباب الوردي، فهو يعتمد أساسًا على مرور أشعة الشمس بزاوية خاصة خلال فترة شروق أو غروب الشمس، حينما يمر الضوء عبر جو غني بجزيئات صغيرة كالغبار أو بخار الماء. تلك الجزيئات تعمل كمرشحات تشتت الضوء الأزرق، مما يسمح للدرجات الحمراء والوردية بالسطوع على السماء، وهو ما يجعل الضباب يبدو وكأنه وردي اللون. كما تجدر الإشارة إلى أن هذه الظاهرة ليست شائعة ويمكن تصنيفها كواحدة من الظواهر الجوية النادرة التي تبهر المتابعين بجميل ألوانها.
- تعتمد الظاهرة على مرور ضوء الشمس عبر دقائق الغبار أو الرطوبة في الهواء.
- تتشتت الألوان الأزرق والأخضر، ويبقى الضوء الأحمر والوردي.
- تحدث غالبًا خلال شروق أو غروب الشمس عند وجود ضباب كثيف.
- تُعد الضباب الوردي تجربة نادرة ومتكررة في بعض المناطق المحدودة حول العالم.
