يمثل البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين مبادرة استراتيجية أطلقتها وزارة التعليم بالشراكة مع مؤسسة موهبة والمركز الوطني للقياس، ويهدف بشكل أساسي إلى تحديد الطاقات الإبداعية الكامنة لدى الطلاب والطالبات في مختلف المراGinل التعليمية، حيث يُعد هذا المشروع ركيزة أساسية لدعم العقول الشابة وتوجيهها نحو المساهمة الفعالة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 وبناء اقتصاد معرفي متين.
أهداف البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين ودوره في التنمية
يأتي البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين كتجسيد حي لحرص القيادة الرشيدة على رعاية المواهب الوطنية وتمكينها من أداء دور محوري في مسيرة التنمية الشاملة، فهو يعكس إطار الدعم المتكامل للابتكار والبحث العلمي ويسعى إلى تطوير الكفاءات الوطنية الشابة، كما يرى المختصون أن استثمار هذه القدرات الواعدة يمثل خطوة استراتيجية نحو بناء اقتصاد معرفي يعتمد على الإبداع والتميز، مما يعزز من القدرة التنافسية للمملكة على الساحة العالمية، ويهدف البرنامج كذلك إلى تمكين هؤلاء الموهوبين من الإسهام بفعالية في القطاعات المستقبلية، وتعزيز مكانة المملكة في مجالات العلوم والتقنية والابتكار.
آليات عمل البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين ومعايير القياس
تم تصميم هذا المشروع الوطني وفق منهجية علمية دقيقة تراعي أعلى المعايير التربوية والنفسية لضمان دقة نتائج القياس وجودة عملية الاختيار، بما يحقق مبادئ العدالة والشفافية بين جميع المتقدمين، حيث تسعى الجهات المنظمة من خلال هذه المنهجية إلى بناء قاعدة بيانات وطنية ضخمة تضم جميع الطلبة الذين تظهر لديهم مؤشرات عالية على الموهبة في مختلف المناطق والفئات العمرية، وقد جرى تطوير أدوات ومقاييس بالغة الدقة بالتعاون مع خبراء دوليين وجهات وطنية متخصصة لضمان موثوقية النتائج، وتشمل عملية التقييم اختبارات متعددة تركز على:
- قياس مهارات التفكير الإبداعي لدى الطالب.
- تقييم قدرات التحليل المنطقي وحل المسائل المعقدة.
- فحص القدرة على إيجاد حلول مبتكرة للمشكلات.
- مراجعة مؤشرات الأداء الأكاديمي المتميز.
حرصت وزارة التعليم على توسيع نطاق المشاركة في البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين ليشمل الطلبة من مختلف المدارس الحكومية والأهلية، بهدف ضمان عدالة التمثيل بين جميع الفئات وإتاحة الفرصة للجميع.
رعاية فائقة وفرص مستقبلية يوفرها البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين
يركز البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين على توفير رعاية متكاملة للطلاب الذين يتم اكتشافهم خلال مراحل التعليم العام، حيث يتم تقديم مسارات متنوعة من الدعم الأكاديمي والتدريب والتأهيل لتنمية مهاراتهم وصقل قدراتهم، وتتولى مؤسسة موهبة تقديم برامج متقدمة للطلبة المقبولين في مراحل لاحقة، وتتضمن هذه البرامج دورات مكثفة ومشاريع علمية وأكاديمية متخصصة تفتح لهم آفاقًا واسعة، كما يجري تزويدهم بفرص ثمينة للمشاركة في مسابقات محلية ودولية، مما يساهم في صقل شخصياتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتوسيع مداركهم العلمية، وقد أثبت البرنامج نجاحه الباهر في السنوات الماضية من خلال اكتشاف آلاف الطلبة الذين أصبحوا نواة لمواهب سعودية رائدة.
يُعتبر البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين نموذجًا وطنيًا يحتذى به في هذا المجال، لأنه يجمع ببراعة بين خبرة المؤسسات التعليمية والتقنيات الحديثة في القياس والتقويم، كما ساهمت مخرجاته في دعم المبادرات الوطنية الخاصة بتطوير التعليم ورفع جودة مخرجاته بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل المستقبلية، ومن المتوقع أن يسهم التوسع في البرنامج هذا العام في اكتشاف جيل جديد من المبدعين الذين يشكلون الثروة الحقيقية للوطن.
يستمر التسجيل في البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين حتى الثالث والعشرين من ديسمبر، حيث يمكن للطلبة وأولياء أمورهم الدخول إلى المنصة الإلكترونية المخصصة لاستكمال خطوات التقديم بكل سهولة ويسر.