الذهب يقترب من مستوى قياسي عالمي مدعومًا بقوة من تضخم الأسعار والتوترات الجيوسياسية التي تهيمن على الساحة العالمية، ما رفع الطلب على المعدن الأصفر باعتباره ملاذًا آمنًا. يتابع المستثمرون بترقب بيانات التضخم الأميركية المرتقبة، مع تصاعد التوترات في فنزويلا، مما يدعم معدلات التداول للذهب والفضة والبلاتين ضمن تحركات الأسعار العالمية.
ارتفاع الذهب قرب المستوى القياسي وسط تأثير بيانات التضخم والتوترات الجيوسياسية
نما تداول الذهب ليقترب من مستوى قياسي عالمي عند حوالي 4330 دولارًا للأونصة، مع تعافي المعدن من هبوط طفيف في جلسة سابقة كسر سلسلة مكاسب استمرت خمسة أيام، ويترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم الأميركية التي ستحدد توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمسألة خفض أسعار الفائدة. أشارت التطورات السياسية في فنزويلا إلى دعم إضافي للذهب، بعد أن أصدر الرئيس الأميركي قرارًا بحصار ناقلات النفط المرتبطة بالعقوبات، بينما يستمر التصعيد العسكري في المنطقة مع احتمالات ضربات برية، ما يزيد من حالة عدم الاستقرار ويعزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
ديفيد ويلسون، كبير استراتيجيي السلع في بنك «بي إن بي باريبا»، يؤكد أن التوترات الجيوسياسية والتضخم المرتفع، إلى جانب تباطؤ النمو العالمي وتقلبات أسواق الأسهم الأميركية، كلها عوامل تجتمع لدعم الذهب حاليًا، متوقعًا وصوله إلى 5000 دولار للأونصة خلال العام المقبل. هذا المستوى لا يبتعد كثيرًا عن أعلى سعر تاريخي للذهب الذي بلغ 4381 دولارًا للأونصة في أكتوبر الماضي، بعد ارتفاعه بنسبة 66% منذ بداية العام، وهو أفضل أداء سنوي يسجله المعدن النفيس منذ عام 1979، مدفوعًا بزيادة مشتريات البنوك المركزية وتراجع إقبال المستثمرين على السندات والعملات الرئيسية.
تسجيل الفضة والبلاتين لأرقام قياسية جديدة وسط دعم التيسير النقدي والتوترات العالمية
يواصل الذهب والفضة والبلاتين استقبال دعم ملحوظ من توقعات التيسير النقدي في الأسواق العالمية، بعد أن أجرى الاحتياطي الفيدرالي ثالث خفض متتالي لأسعار الفائدة الأسبوع الماضي، ما يعزز جاذبية المعادن النقية التي لا توفر عائدًا دوريًا. تشير التقديرات إلى احتمال بقرب 25% لخفض جديد في أسعار الفائدة خلال يناير المقبل، في ظل متابعة المستثمرين لأي مؤشرات على التيسير النقدي.
نيكي شيلز، رئيسة أبحاث المعادن النفيسة في شركة «إم كي إس بامب»، توقعت أن يبلغ متوسط سعر الذهب 4500 دولار للأونصة خلال عام 2026، مع احتمال حدوث تماسك سعري مؤقت قبل أن يستأنف المعدن مسيرته نحو مستويات أعلى وأكثر استدامة، مما يوضح الأفق الإيجابي للذهب على المدى الطويل.
أداء البلاتين والفضة والبلاديوم في ظل الدعم الجيوسياسي وتخفيف قيود الانبعاثات الأوروبية
شهد البلاتين ارتفاعًا قويًا بنسبة 4.6% مسجلاً أعلى مستوياته منذ عام 2008، بدعم من اقتراح أوروبي لتخفيف قواعد الانبعاثات الخاصة بالسيارات الجديدة، الأمر الذي يزيد الطلب على المعادن التي تُستخدم في المحولات الحفازة. كما ارتفعت الفضة بنسبة 3.3%، بينما صعد البلاديوم بحوالي 1%، في مؤشر واضح على تحسن أداء المعادن النفيسة بشكل عام.
| المعدن | نسبة الارتفاع | أبرز الدوافع |
|---|---|---|
| البلاتين | 4.6% | اقتراح أوروبي لتخفيف قواعد الانبعاثات |
| الفضة | 3.3% | زيادة الطلب كملاذ آمن |
| البلاديوم | 1% | التحسن الجزئي في الأسواق |
- تزايد الطلب على الذهب مع تضخم الأسعار وتوترات فنزويلا
- متابعة بيانات التضخم الأميركية وتأثيرها على قرارات الفيدرالي
- توقعات صعود الذهب إلى مستويات قياسية خلال السنوات القادمة
- تأثير السياسة الأوروبية على سوق البلاتين والفضة
