إيلون ماسك يحذر من زوال ثروته التي تجاوزت 600 مليار دولار ويكشف مخاطر المال في المستقبل
رغم وصول ثروته 600 مليار دولار، يرى إيلون ماسك أن اختفاء المال في المستقبل القريب أصبح احتمالاً واقعياً، خاصة مع تطور الذكاء الاصطناعي والروبوتات التي ستغير سوق العمل جذرياً، فحيث تختفي الرواتب، يتلاشى المال كمفهوم، مع إمكانية أن يصبح العمل نفسه اختيارياً وليس ضرورة للبقاء
كيف ستغير الروبوتات مستقبل المال وسوق العمل
يرى إيلون ماسك أن المال سيختفي في المستقبل بسبب قدرات الذكاء الاصطناعي والروبوتات على تلبية حاجات الإنسان الأساسية بدون الحاجة إلى أجور أو نقود تقليدية، وهذا ما أكده في حديثه لبودكاست “بيبول باي دبليو تي إف”، حيث قال: “المال سيختفي كمفهوم، والأمور ستصبح مختلفة تمامًا بعد أن تصل التكنولوجيا لمستوى يتيح لأي شخص امتلاك ما يحتاجه”، معتبراً أن هذا التغيير قد يحدث خلال أقل من 20 عاماً. وعندما تصبح الروبوتات قادرة على بناء المنازل وزراعة الغذاء وتصنيع السلع، بل وحتى تقديم الخدمات الصحية والتعليمية بتكاليف منخفضة جداً، فإن الأجور والمال لن تكون آليات لتوزيع الموارد، إذ كثير من حاجات البشر سيكون من الممكن توفيرها بدون مقابل مالي، مما يلغي مفهوم المال كقاعدة لتوزيع العمل والمكافآت
تحديات اختفاء المال ومستقبل الموارد النادرة في عالم الذكاء الاصطناعي
رغم التفاؤل برؤية اختفاء المال، يطرح ماسك تساؤلات تتجاوز حدود الخيال العلمي، إذ ما الذي سيحدد من يحصل على الموارد النادرة مثل المنازل في مواقع مميزة أو الطعام الفاخر؟ لم يحدد ماسك موعدًا دقيقًا لانتهاء استخدام المال، لكنه توقع أن يصبح العمل اختيارياً خلال 10 إلى 15 عاماً مع تقدم الذكاء الاصطناعي والروبوتات. وتعتمد هذه الرؤية على عدة عوامل منها قدرة المجتمع على تنظيم الموارد وتوزيعها بشكل عادل، حيث تظهر التحديات في كيفية إدارة الملكية الفردية وملكية الموارد النادرة، وهذا يتطلب نقاشاً مجتمعياً واسعاً حول تحديد الأولويات بين الأفراد
دور الحكومات والسياسات في جعل رؤية إيلون ماسك للمال والعمل واقعاً
جاء تحسين تقنيات مثل ChatGPT وGoogle Gemini ليخفف عبء الأعمال الإدارية ويعيد تشكيل مفهوم العمل التقليدي، حيث من المتوقع أن يوفر الذكاء الاصطناعي للعاملين وقت فراغ إضافياً يصل إلى 12 ساعة أسبوعياً بحلول 2029. لكن التاريخ يشير إلى أن زيادة الإنتاجية لم تؤدِ إلى تقليل ساعات العمل، فقد توقع جون ماينارد كينز في 1930 أن يعمل الناس 15 ساعة أسبوعياً بحلول 2030، لكنه لم يحدث. وحذرت أفيتال بالويت من أن معظم الوظائف قد تختفي خلال سنوات قليلة، مع احتمال استبدال مليون وظيفة بروبوتات بشرية خلال العقد القادم. ومع ذلك، أشارت إلى أن “السياسات الصحيحة” هي التي سيعتمد عليها تحقيق أمن مادي وحرية وقتية للعاملين، بحيث يحل وقت الفراغ مكان ساعات العمل، مستبدلاً التنقل والاجتماعات بأنشطة ترفيهية وهوايات وعلاقات اجتماعية
- توفير أساس مادي وآمن للعاملين مع تقليل نسبة البطالة
- تشجيع ثقافة العمل كخيار بدل فرضه كضرورة
- تنظيم توزيع الموارد النادرة بشكل عادل ومحكم
- توظيف التكنولوجيا لتلبية الاحتياجات الأساسية بتكاليف منخفضة
هذا المشهد يعيد التفكير الكامل في مفهوم المال والعمل في المجتمع، حيث يتصور ماسك عالماً تكون فيه احتياجات الناس المادية ملباة دون الحاجة إلى المال والعمل التقليدي، فيصبح الإنسان حراً في انتقاء أنشطته التي يحبها في زمن يتجاوز الاقتصاد القائم على النقود التقليدية
