نشتري الآن أم ننتظر؟ يظل هذا السؤال محط اهتمام الكثيرين مع تقلبات الأسعار والتخفيضات المتكررة التي تشهدها الأسواق، حيث يواجه المستهلك حيرة كبيرة بين اتخاذ قرار الشراء فورًا أو تأجيله إلى وقت لاحق، مع تساؤلات حول ما إذا كان من الأفضل دفع المبلغ كاملاً أو تقسيطه. ويكشف الخبير الاقتصادي الدكتور محمد فؤاد عن مؤشرات مهمة تساعد في اختيار التوقيت الأمثل للشراء.
فهم الركود وأثره في تساؤل نشتري الآن أم ننتظر؟
في ظل الركود الحاصل وتراجع المبيعات في قطاعات مختلفة، مثل الأغذية التي شهدت انخفاضًا بحوالي 35%، والأجهزة الكهربائية، أوضح الدكتور محمد فؤاد أن المشهد الحالي يعكس حالة من الترقب المتبادل بين البائع والمشتري، حيث لا يُقدم البائع على تخفيض الأسعار، ولا يشتري المستهلك، وذلك لأن كل طرف ينتظر أن يتحرك الآخر أولاً. وأضاف أن هذا الواقع لا يعني بالضرورة انخفاض الأسعار، فبعد فترة تضخم مرتفعة استمرت طويلاً، السوق يعاني من فقدان الثقة والمرونة المالية، وهناك طلب لكنه غير مدعوم بالقدرة الشرائية الكافية.
أسباب الركود وتأثيرها على قرار نشتري الآن أم ننتظر؟
يُعد الركود في الأسواق دافعًا رئيسيًا للحيرة التي تواجهها الأسر والمستهلكون في تحديد موعد الشراء، وأوضح الخبير الاقتصادي أن هذه الأسباب الأساسية أدت إلى تراجع القوة الشرائية وانخفاض النشاط الشرائي، وهي:
- انخفاض قيمة العملة بنسبة تجاوزت 60% خلال عامين
- ارتفاع معدلات التمويل والتكاليف التمويلية
- زيادة أسعار الطاقة وتأثيرها على تكلفة الإنتاج
- التضخم المستمر وتأثيره المباشر على دخول المواطنين
كل هذه العوامل ساهمت في تشكيل بيئة اقتصادية يصعب فيها اتخاذ قرارات الشراء بسهولة، مما يعقد التوازن بين العرض والطلب.
نصائح خبير اقتصادي عن نشتري الآن أم ننتظر؟
بحسب رؤية الدكتور محمد فؤاد، يفضل الانتظار لمدة ثلاثة أشهر قبل اتخاذ قرار الشراء؛ فخلال هذه الفترة من المتوقع أن تشهد الأسواق تغيرات واضحة إما عبر تخفيض سعر الفائدة من قبل البنك المركزي بنسبة 2% بدلاً من 1% خلال الاجتماع القادم، أو انخفاض الأسعار من جانب التجار لتحفيز حركة البيع. وأضاف أن هذه التطورات ستساعد في استعادة التوازن للسوق، وستوفر فرصًا مناسبة أكثر للمستهلكين للشراء بأسعار أفضل. لذا فإن سؤال نشتري الآن أم ننتظر؟ يحمل جوابًا واضحًا حين نأخذ بعين الاعتبار هذه المؤشرات الاقتصادية المهمة.
| العامل | تأثيره |
|---|---|
| انخفاض قيمة العملة | فقدان القدرة الشرائية الحقيقية |
| ارتفاع التمويل | زيادة تكاليف الاقتراض |
| زيادة أسعار الطاقة | ارتفاع تكاليف الإنتاج |
| التضخم | انخفاض القوة الشرائية بشكل عام |
في ظل هذه الظروف تتجلى أهمية اتخاذ قرار الشراء المناسب بعد تحليل الواقع الاقتصادي الراهن، إذ أن معرفة الوقت الأمثل للشراء لا تتعلق فقط بالأسعار الحالية، بل تتعلق أيضًا بظروف السوق ومعدلات الفائدة والقدرة الشرائية، وبالتالي فإن فهم سؤال نشتري الآن أم ننتظر؟ بعمق يمكّن المواطن من اتخاذ قرار اقتصادي مدروس يحقق له الاستفادة القصوى من أمواله.
