الانخفاض المتوقع في شحنات الهواتف الذكية العالمية وتأثير ارتفاع تكاليف الرقائق
تشير توقعات حديثة إلى أن شحنات الهواتف الذكية العالمية قد تنخفض بنسبة 2.1% خلال العام المقبل، نتيجة لتأثر الطلب بارتفاع أسعار الرقائق الإلكترونية، حسب تقرير شركة «كاونتربوينت» لأبحاث السوق الصادر اليوم الثلاثاء، وتأتي هذه التوقعات في ظل تعقيدات متزايدة بسلاسل التوريد الإلكتروني، ولا سيما نقص الرقائق التقليدية، إذ تحولت تركيزات الشركات المصنعة نحو رقائق الذاكرة المتطورة المصممة خصيصًا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي مما زاد من التحديات في سوق الهواتف الذكية.
تأثير ارتفاع تكلفة الرقائق على سوق الهواتف الذكية العالمية
شهدت سلاسل توريد الإلكترونيات حول العالم اضطرابات شديدة بسبب نقص الرقائق التقليدية خلال الأشهر الماضية، نتيجة لتحويل اهتمام الشركات المصنعة إلى رقائق متقدمة تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما انعكس سلبًا على تواتر شحنات الهواتف الذكية، وزاد من تعقيد الإنتاج عالميًا، خاصةً أن شركات مثل «إنتل» تقوم باختبار أدوات تصنيع رقائق من شركة صينية خاضعة لعقوبات أمريكية، مما يضيف أبعاداً جديدة للعقبات السوقية. وأشار التقرير إلى أن العلامات التجارية الصينية مثل «هونر» و«أوبو» تواجه خطرًا أكبر في فئة الهواتف البسيطة بسبب هوامش الربح الضيقة، وهذا يجعل تأثير ارتفاع تكلفة الرقائق واضحًا في هذا القطاع الهام، ما قد يؤدي إلى تباطؤ في النمو المتوقع للشحنات.
جهود إنتاج الرقائق لمواجهة الطلب العالمي على الهواتف الذكية
بينما تتصاعد تحديات سوق الهواتف الذكية، أعلنت شركة «سامسونغ للإلكترونيات» في نوفمبر الماضي عن خطتها لإضافة خط إنتاج جديد للرقائق في مصنعها بمدينة بيونغتايك، ضمن استراتيجيتها لتلبية الطلب المتزايد على هذه المكونات في ظل طفرة الذكاء الاصطناعي العالمي. تشمل هذه الخطة استثمارًا ضخمًا يقدر بـ450 تريليون وون (310.79 مليار دولار) على مدى خمس سنوات في كوريا الجنوبية. وتعكس هذه الخطوة محاولة لتقليل الاعتماد على المصانع في الولايات المتحدة، حيث توجد مخاوف من إضعاف قطاع التصنيع المحلي، مما دفع سامسونغ وبعض الشركات الكورية الأخرى إلى مراجعة خطط استثماراتها الخارجية.
| الجانب | التفاصيل |
|---|---|
| خط الإنتاج | جديد في مصنع بيونغتايك |
| الاستثمار المقرر | 450 تريليون وون (310.79 مليار دولار) |
| الهدف | تلبية الطلب العالمي المتزايد على الرقائق |
النمو المتسارع لسوق الهواتف القابلة للطي ودور «هواوي»
برزت سوق الهواتف القابلة للطي في الصين كواحدة من أسرع القطاعات نموًا، مؤلمة بذلك تراكم الطلب العالمي واتجاه الأسواق الأخرى لمواكبة هذا التطور. كشفت إحصائيات شركة (IDC) أن شحنات الهواتف القابلة للطي بلغت نحو 2.63 مليون وحدة في الربع الثالث من عام 2025، مع نمو نسبته 17.8% مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق، فيما تجاوز الإجمالي منذ بداية العام حتى الآن 7.62 مليون وحدة بنمو سنوي 14.3%. ويُتوقع أن تتجاوز الشحنات حاجز 10 ملايين وحدة بنهاية العام، مما يعكس تحول هذه الفئة من الهواتف إلى إحدى الركائز الأساسية في سوق الأجهزة الراقية عالميًا.
- تحكم «هواوي» في أكثر من 70% من سوق الهواتف القابلة للطي في الصين
- تجاوز إجمالي شحنات «هواوي» للهواتف القابلة للطي 15 مليون وحدة تاريخيًا
- ابتكارات تشمل نماذج طي ثلاثي وطي عريض مع تحسين متانة المفصلات
- خفض وزن الأجهزة مع الحفاظ على الأداء العالي
تمكنت «هواوي» من تأكيد ريادتها في هذا المجال من خلال التصاميم المبتكرة والمستدامة، الأمر الذي يعزز مكانة السوق الصينية كمؤشر على ما قد تشهده بقية الأسواق العالمية في قادم الأعوام، خاصة مع توجهات عالمية متنامية نحو تبني تقنيات الهاتف القابل للطي وتطويرها بشكل حثيث.
في ظل جميع هذه المعطيات، تظل شحنات الهواتف الذكية العالمية مرتبطة بشكل وثيق بتطورات صناعة الرقائق الإلكترونية وأسعارها، خاصة مع الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في توجيه صناعة المكونات واستراتيجيات الشركات الكبرى، مما يدعو إلى ترقب مستمر للتغييرات القادمة على هذا الصعيد.
