انهيار صفقات الرياض بنسبة 50٪ وانفجار الصفقات في عسير بنسبة 78٪ يعيدان رسم خريطة السوق العقارية السعودية بشكل جذري، إذ شهدت قيمة الصفقات تبايناً واضحاً بين العاصمة والمناطق الأخرى، مما أحدث تحولاً غير مسبوق في توزيع الثروة الاستثمارية داخل المملكة؛ فقد سجلت الهيئة العامة للعقار نموًا إجماليًا للسوق العقارية تجاوز 71.8 مليار ريال، رغم تدني الصفقات في الرياض، بينما حققت عسير وحائل طفرة ملحوظة في نفس الفترة.
التحولات الكبرى في السوق العقارية السعودية وتأثير انهيار صفقات الرياض والنمو في عسير
شهدت السوق العقارية السعودية خلال عام تحولات مفاجئة؛ إذ انهارت صفقات الرياض بنسبة 50.2%، وهو انخفاض حاد يعكس تحديات جمة واجهت العاصمة، مثل ارتفاع تكاليف التمويل العقاري وتراجع القدرة الشرائية، بالإضافة إلى السياسات التصحيحية التي استهدفت أسعار العقار في المناطق المركزية، ما دفع المستثمرين والمشترين للبحث عن بدائل أخرى أكثر جذبًا. بالمقابل، انفجرت الصفقات في عسير بنمو مذهل بلغ 78.7%، مدعومًا بتحسن فرص الاستثمار والتطور العمراني، بينما سجلت حائل قفزة بلغت 44.6%، في ظل تزايد اهتمام السوق بالمناطق الأقل تمركزًا والهجرة العقارية نحوها. يعكس هذا التوزيع الجغرافي المتغير للصفقات تحركاً حقيقياً خارج المراكز العقارية التقليدية التي كانت تُصر على الريادة سابقًا.
الأسباب الدافعة خلف تحول خريطة السوق العقارية السعودية: انهيار الرياض ونمو عسير
يقع خلف هذا التحول معقد من العوامل الاقتصادية والسياسات الحكومية التي تستهدف توازن الأسعار، حيث أثرت سياسات التصحيح الحكومية على القدرة الشرائية في المدن الكبرى، خصوصًا الرياض، مما أدى إلى تراجع واضح في الصفقات هناك، في حين استفادت المناطق النامية مثل عسير من توجهات الاستثمار الجديدة. ارتفاع متطلبات التمويل العقاري مع الإجراءات الرقابية التي تعيد ترتيب أولويات المستثمرين، خلق موجة هجرة عقارية بحثًا عن فرص أكثر استقرارًا وربحية. هذا الواقع يعيد تذكيرنا بالموجات التصحيحية التي بدأت في 2022، إلا أن الوضع الحالي أكثر عمقًا وانتشارًا، مع ما يشبه أكبر إعادة توزيع للثروة العقارية منذ بداية رؤية 2030.
- ارتفاع تكاليف التمويل العقاري في المدن الكبرى.
- تطبيق سياسات تصحيحية تستهدف استقرار الأسعار.
- تدني القدرة الشرائية في المناطق المركزية.
- تزايد الإقبال على الاستثمار في المناطق الأقل مركزية مثل عسير وحائل.
- الانحراف العقاري نحو المناطق الواعدة والنامية.
توقعات مستمرة لنمو عسير مع تحديات إعادة جذب الرياض وسط التحولات العقارية
ينعكس هذا التغيير الجذري في السوق العقارية السعودية على واقع السكن وحياة المواطنين، إذ تظهر فرص مرضية للمقيمين في مناطق كانت مهملة سابقًا، كما توضح قصة فاطمة الغامدي التي حققت ارتفاعًا بنسبة 78% في قيمة استثمارها العقاري في عسير خلال عام واحد فقط، مما يؤكد جاذبية السوق المتغيرة في تلك المناطق. بالمقابل تواجه الرياض والمنطقة الشرقية تحديات حقيقية لاستعادة مواقعها السابقة ضمن خارطة الاستثمار العقارية. ورغم تحذيرات الخبراء من احتمالية نشوء فقاعات عقارية في بعض المناطق الصغيرة، إلا أنهم يشددون على أن الفرص الراهنة استثنائية ولا تتكرر بسهولة. يعكس هذا التحول قوة الاقتصاد السعودي وتوازن التنميّة الجغرافية، حيث بلغ النمو الإجمالي للسوق العقارية 10.6%، مما يؤكد قدرة المملكة على إعادة رسم خريطة الاستثمار العقاري باتجاه توزيع أكثر عدالة للفرص والثروات.
| المنطقة | نسبة التغير في قيمة الصفقات |
|---|---|
| الرياض | -50.2% |
| عسير | +78.7% |
| حائل | +44.6% |
يبقى التساؤل الملح: هل ستكون من الرابحين في هذا التحول التاريخي في السوق العقارية السعودية، أم ستترك الفرص تذهب مع من يسبقونك إلى مناطق الاستثمار الواعدة؟ هذا هو وقت القرار الذي قد يحدد مستقبل محفظتك الاستثمارية ومستوى السكن والرفاهية التي يمكنك تحقيقها في ظل هذه المتغيرات الجغرافية العميقة.
