جبانات زاوية سلطان بالمنيا: تاريخ الأسرة الثالثة ومقابر نبلاء تُخلّد حضارة مصر القديمة

زاوية سلطان بالمنيا تضم واحدة من كبريات جبانات مصر القديمة، وهي موقع أثري مميز يعود تاريخ بعض مكوناته إلى الأسرة الثالثة من العصر الفرعوني؛ حيث تحتضن بقايا هرم إضافة إلى مقابر صخرية للأمراء والنبلاء، مما يجعلها مقصدًا هامًا للباحثين عن الحضارة المصرية القديمة. كما تشتهر طهنا الجبل بوجود معبد نيرو المشيد للآلهة أمون وسوبك، مما يزيد من قيمة المنطقة الأثرية.

زاوية سلطان بالمنيا وأهميتها كواحدة من أكبر جبانات مصر

تقع زاوية سلطان في مدينة المنيا على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 7 كيلومترات جنوب وسط المدينة، وتمتد جباناتها على طول 4 كيلومترات بمحاذاة النيل، ما يجعلها واحدة من أكبر وأبرز جبانات مصر. تضم الزاوية مقابر مختلفة تشمل دفنات تعود إلى فترات متعددة من التاريخ المصري، وتبرز فيها مقابر المسلمين التي تعتبر من المعالم الدينية والثقافية في المنطقة، حيث تعكس التنوع الديني والتاريخي لمدينة المنيا.

مقابر فريزر وكنسية الأنبا أباهور: معالم أثرية قرب زاوية سلطان بالمنيا

تكتسب مقابر فريزر أهميتها من موقعها شمال شرق المنيا على بعد خمسة كيلومترات، حيث تنتمي هذه المجموعة من المقابر إلى الدولة القديمة وتمثل جزءًا من الإرث التاريخي. بجانب ذلك تقع كنيسة الأنبا أباهور في قرية سوادة على بعد 4 كيلومترات جنوب شرق المنيا، وهي كنيسة تعود إلى القرن الرابع الميلادي، وتُعد شاهدًا على وجود المسيحية المبكرة في مصر بجوار المواقع الفرعونية. هذه المعالم تدعم القيمة التاريخية لزاوية سلطان بالمنيا، ما يجعلها منطقة جذب ثقافي وبحثي متكامل.

طهنا الجبل ومعبد نيرو: رموز التاريخ والتراث بالقرب من زاوية سلطان بالمنيا

تقع طهنا الجبل على الضفة الشرقية من نهر النيل على بعد 12 كيلومترًا من مدينة المنيا، وتتمتع بأهمية تاريخية كبيرة لاحتوائها على مناجم قديمة تمتد من العصر الفرعوني القديم إلى العصر الروماني. تضم المنطقة بقايا معبد نيرو الكبير المخصص لعبادة الإلهين أمون وسوبك، بالإضافة إلى مقابر صخرية تحمل نقوشًا تاريخية تعود لعصر الدولة القديمة. كما توجد جبانات من فترات تاريخية لاحقة، تشمل مواقع لدفن الحيوانات المقدسة كالتماسيح والكباش والقطط، مما يوضح علاقة المصريين القدماء بالطقوس الدينية.

بالقرب من هذه المواقع، تقع منطقة إسطبل عنتر الواقعة على بعد كيلومترين جنوب شرق بني حسن، حيث يوجد معبد منحوت في الصخر للإله باخت شُيد بأمر حتشبسوت وتحتمس الثالث. هذا المعبد يُعرف عند اليونانيين باسم كهف أرتميس، ولكن في التراث العربي يُطلق عليه “إسطبل عنتر” نسبة إلى البطل الشهير. أبرز ما يميز هذا الموقع هو النقوش التي تحكي جهود حتشبسوت في ترميم ما تم تخريبه أثناء فترة احتلال الهكسوس لمصر.

تُعد مدينة المنيا عاصمة المحافظة وأكبر مدنها، وهي مركز صناعي وتجاري هام يقع بين نهر النيل وترعة الإبراهيمية، على بعد 247 كيلومترًا جنوب القاهرة، واسمها مستمد من حقبة فرعونية قديمة. شهدت المنيا عبر تاريخها عصورًا متعددة منها الفرعونية والرومانية والإسلامية، كما تحظى بموقع حضاري هادئ يتضمن مركز المؤتمرات ومتحف الفن الحديث الذي يُعتبر ثاني أكبر متحف للفن الحديث في مصر، إضافة إلى كورنيش النيل الخلاب.

• جبانات زاوية سلطان: تمدد على طول 4 كيلومترات بمحاذاة نهر النيل
• مقابر فريزر: تنتمي إلى الدولة القديمة وتقع شمال شرق المنيا
• كنيسة الأنبا أباهور: تعود للقرن الرابع الميلادي وتقع جنوب شرق المنيا
• طهنا الجبل: تضم معبد نيرو والمقابر الصخرية وآثار من عصور مختلفة
• إسطبل عنتر: معبد منحوت في الصخر بُني في عهد حتشبسوت وتحتمس الثالث