الجزائر العاصمة تحجز المركز الخامس عالمياً في السياحة مع تدفق مليارات الدولارات وتأثيرها على السوق العربية
الترتيب العالمي للجزائر العاصمة ضمن أفضل مدن العالم السياحية يعكس تحولًا غير مسبوق في خريطة السياحة العربية، إذ تقدمت العاصمة لتصل إلى المرتبة الخامسة بين 85 مدينة وفق تصنيف شنغهاي، متفوقة على عواصم ذات مكانة أوروبية وآسيوية. هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة تطوير مكثف استمر لثماني سنوات فقط، تخللته مشروعات عمرانية عملاقة أبرزها المسجد الأعظم بمئذنته الشاهقة التي تعد الأعلى عالميًا بارتفاع 265 مترًا، ما يجعل من الجزائر العاصمة محطة جذب عالمية تقلب قواعد اللعبة السياحية للمنطقة.
التطور العمراني والاستثمار السياحي في الجزائر العاصمة
مجموعة من المشاريع العملاقة مثل منتزه دنيا بارك الذي يمتد على مساحة 1059 هكتارًا، أي ما يعادل نحو 1500 ملعب كرة قدم، والواجهة البحرية في باب الواد، تشكل شهادة حية على السرعة البرقية التي تسير بها الجزائر نحو الريادة السياحية. يرى الخبراء أن هذا التطور العقاري والاستثماري الساحق خلق بيئة جذابة للمستثمرين والسياح على حد سواء، خصوصًا بعد إعلان عدة مبادرات حكومية بدأتها من 2017 وتأخذ شكلاً متصاعدًا، أبرزها إنشاء واجهة بحرية بطول 50 كيلومترًا، أطول من ساحل إمارة دبي، مما يعزز من موقع المدينة كوجهة سياحية ريادية في العالم العربي.
فرص الاستثمار ودور السياحة في اقتصاد الجزائر
تعكس القفزات النوعية في تصنيف الجزائر العاصمة قوة الرؤية الحكومية ونتائج الاستثمار الضخم الذي استهدف تحويل المدينة إلى وجهة آمنة وجذابة للسياح الأثرياء، وهو العامل الأهم في اختيار وجهات السفر. يبرز في هذا السياق حديث د. رابح عليلش الذي يشير إلى أن التصنيف العالمي يعود أساسًا لشعور الأمان الذي يوفره الموقع، وهو ما ميز الجزائر عن مدن إقليمية أخرى. الأرقام السياحية تؤكد هذا النجاح بسرعة؛ إذ ارتفع عدد السياح من 3.5 مليون في 2024 إلى هدف طموح يصل إلى 4 ملايين هذا العام، مع توقع زيادة مساهمة السياحة لتصبح 10% من الناتج المحلي الإجمالي الذي يبلغ 400 مليار دولار.
- نمو عدد الزوار بشكل مستمر
- زيادة الاستثمارات السياحية والفندقية
- تحسين جودة الحياة والفرص الوظيفية للسكان المحليين
- تنوع الفعاليات الثقافية والدينية لتعزيز الجذب السياحي
الآفاق المستقبلية للجزائر العاصمة كوجهة سياحية عالمية
تشهد العاصمة تحولًا استثنائيًا بوصفها نموذجًا ناجحًا لتطوير المدن العربية، تستشرف الجزائر أمامها آفاقًا واسعة لتصبح “دبي المغرب العربي” بفضل الواجهة البحرية الضخمة والمعالم الدينية الاستثنائية والمساحات الخضراء الواسعة التي تعكس ثمرة استثمارات بمليارات الدولارات. شهادات زوار مثل أحمد من تونس تعكس ندماً على تأخر اكتشاف هذا الكنز، إذ يؤكد أن أسعار الفنادق كانت أقل بكثير من اليوم، وهو مؤشر قوي على الزخم الكبير الذي يشهده قطاع السياحة حاليًا بالجزائر. يبقى السؤال: هل ستلحق بجيل المكتشفين الأوائل لهذه الجوهرة أم تنتظر حتى تتحول إلى مدينة باهظة ومزدحمة كالمدن العالمية المرموقة؟
| العام | عدد السياح (ملايين) |
|---|---|
| 2024 | 3.5 |
| 2025 (مستهدف) | 4 |
حسام، العامل الذي شارك في بناء المئذنة، يعبر عن اعتزازه بالمساهمة في صناعة التاريخ، بينما يشهد محمد العاصمي، أحد سكان المدينة، على انفجار فرص العمل وتحسن جودة الحياة بشكل ملموس، ما يؤكد أن تصنيف الجزائر العاصمة ضمن أفضل مدن العالم السياحية ليس مجرد رقم، بل هو حقيقة تؤثر على حياة الملايين وتعيد رسم خريطة السياحة العربية بكل تفاصيلها.
