خبراء يحذرون من تداعيات هجوم سيدني وتأثيره العميق على القضية الفلسطينية

خبراء يحذرون من تداعيات هجوم سيدني وتأثيره العميق على القضية الفلسطينية
خبراء يحذرون من تداعيات هجوم سيدني وتأثيره العميق على القضية الفلسطينية

في ظل ما يشهده العالم من تصاعد التوترات، يظهر أن هجوم سيدني الإرهابي أصبح فخاً مدبراً يهدد القضية الفلسطينية التي لطالما كانت محوراً للنضال والتعايش، حيث تبين أن 157 دولة اعترفت بفلسطين دون تسجيل أي عملية إرهابية واحدة؛ بينما يعيش الغرب حالة من الاحتراق الداخلي نتيجة الفتنة والتفرقة. وإلى جانب هذه الوقائع، برزت قصة مسلم أسترالي أنقذ حياة عدد من الضحايا في يوم الاعتداء الذي ربطت وسائل الإعلام ديانته بالإرهاب بشكل سلبي، ما يضعنا أمام مفترق طرق حاسم بين البناء أو الهدم.

كيف كشف هجوم سيدني الإرهابي خداع الربط بين الإرهاب والقضية الفلسطينية؟

انفجار هجوم سيدني جاء ليُفجّر قنبلة موقوتة تهدد أساس التعايش المشترك بين المجتمعات، ويُعيد إلى الواجهة نقاشات وزعزعات كانت تكاد تنحسر. في هذا السياق، تصدّر أحمد، المسلم الأسترالي من أصول لبنانية، المشهد كرمز إنساني حدّد نقمة الإرهاب بدلاً من تأجيجها؛ حيث أنقذ عائلة بأكملها مخاطر الموت رغم تعرضه للخطر بنفسه، فيما حاولت وسائل الإعلام الربط بين الحدث وتنميط ديانته، في محاولة لتعزيز السردية التي تخدم أهدافاً محددة. ويؤكد الكاتب السياسي عبد المنعم سعيد أن هذه الهجمات تخدم بشكل سلبي السردية الإسرائيلية، معتبرًا أن صفر عمليات إرهابية وقعت في 158 دولة تعترف بفلسطين، مما يدحض جميع الادعاءات التي تحاول تشويه صورة القضية الفلسطينية.

تحليل أسباب تصاعد التوترات وتأثيرها على دعم القضية الفلسطينية

تُعيد الأحداث الراهنة كتابة تاريخ مليء بالدم والخوف، في مسار مشابه لبدايات ثلاثينيات القرن الماضي التي شهدت تفشي الكراهية في أوروبا. يساهم صعود التيارات المتطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية وتراكم الانتهاكات عبر السنوات، إلى جانب غياب التنظيم السياسي الغاضب، في تغذية دوامة التطرف من جميع الاتجاهات. أشار الدكتور حسني عبيدي، أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن نسبة العرب والمسلمين في المظاهرات الأوروبية تبقى محدودة مقارنة بالحضور الأوروبي، ما يفضح أسطورة “استيراد الصراع” التي تُستخدم لتبرير التشدد ضد الفلسطينيين.

في الوقت نفسه، تتزايد المخاوف في المجتمعات الغربية من تداعيات تلك التطورات، حيث يعيش المسلمون في سيدني وغيرها حالة من القلق والخوف؛ فطالبة الجامعية فاطمة، البالغة من العمر 22 عاماً، تشهد كيف تحولت نظرات جيرانها من الابتسامات إلى ذعر مرعب، بينما تخشى الأمهات إرسال أطفالهن إلى المدارس، ويتعرض الطلاب العرب لشكوك ونظرات تشكل جرحًا نفسيًا عميقًا، مع تصاعد الإجراءات الأمنية وتحرك اليمين المتطرف، مما يُهدد تراجع مكتسبات القضية الفلسطينية التي تجسدت في مشاهد المعاناة المستمرة في غزة.

خيارات العالم اليوم بين تعزيز الحوار وتحول هجوم سيدني لفخ مدمر

تتركز المعركة الحقيقية في مدى قدرة العقول والقلوب على اختيار الحكمة بدل الجنون، بعيداً عن المواجهات العنيفة التي عايشها الناس في شوارع سيدني وغزة؛ بالإرهاب آفة يؤثر على الجميع والتطرف وحش يلتهم أبناءه ويُشعل نيران الكراهية حيثما حل. يبقى الطريق الواحد المضي في درب الوحدة والاعتراف بالإنسانية المشتركة، والوقوف بوجه محاولات تحويل أي عمل إلى ذريعة لتقسيم المجتمعات وزعزعة السلم الأهلي.

  • ضرورة تبني حوار بناء يركز على القواسم الإنسانية المشتركة
  • رفض ربط أي ديانة أو عرق بالإرهاب بشكل تعميمي ضار
  • تعزيز فهم قضية فلسطين في سياقها الحقيقي بعيدًا عن التلاعب الإعلامي والادعاءات الكاذبة
عدد الدول المعترفة بفلسطين عدد الدول التي شهدت عمليات إرهابية
158 0

في هذه الاوقات الحرجة، يبرز السؤال العميق حول ما إذا كان العالم سيستغل هذه اللحظة لبناء جسر تفاهم وحوار حقيقيين، أم أنه سيغرق أكثر في فخ صدام الحضارات الذي يرعاه المتطرفون. مع استمرار التوترات، تبقى مواجهة الإرهاب والتطرف مسؤولية جماعية لا تتحقق إلا عبر تعزيز الوحدة والاحترام المتبادل، ومقاومة الوقوع في فخ الأجندة التي تسعى لتدمير القضية الفلسطينية وتهديد سلام المجتمعات. الزمن لا ينتظر، ويبقى الخيار في يد كل فرد يقرر ما إذا كان سيكون عامل بناء أو عنصر تحطيم في هذه المعادلة الحساسة.

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.