أرامكو تعتمد الذكاء الاصطناعي لتوفير مليارات الريالات وتحويل صناعة الطاقة في السعودية

أرامكو تعتمد الذكاء الاصطناعي لتوفير مليارات الريالات وتحويل صناعة الطاقة في السعودية
أرامكو تعتمد الذكاء الاصطناعي لتوفير مليارات الريالات وتحويل صناعة الطاقة في السعودية

النجاحات التي حققتها أرامكو السعودية في تقنيات خفض استهلاك الطاقة باستخدام حلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة باتت اليوم محط الأنظار دولياً لما توفره من مليارات الريالات وتعيد رسم خريطة صناعة الطاقة بأكملها؛ حيث حققت الشركة وفورات تقدر بنسبة 15% في استهلاك الطاقة والمواد، وهو رقم يُعادل توفير طاقة تكفي دولة بحجم النرويج لعام كامل.

أرامكو والذكاء الاصطناعي: ثورة في صناعة الطاقة السعودية

في معمل الغاز بالفاضلي، الذي يعالج 2.5 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز يومياً بما يكفي لإمداد 12 مليون منزل بالطاقة، دخلت أرامكو عصر التحكم الذكي الكامل بفضل حلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة المطورة بالتعاون مع شركة يوكوقاوا اليابانية؛ حيث أصبحت الأنظمة تدير العمليات بشكل ذاتي دون الحاجة إلى إشراف بشري مستمر. النائب الأعلى للرئيس للخدمات الهندسية في أرامكو، الأستاذ خالد بن يحيى القحطاني، يوضح أن “التطورات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي فتحت آفاقاً جديدة لتحقيق كفاءة تشغيلية غير مسبوقة”، بينما يصف رئيس الوردية في المعمل سلمان الدوسري هذه التجربة الفريدة، قائلاً: “المعمل بات يتحكم في نفسه كما لو كان كائناً ذكياً يفهم كل نبضة في الأنابيب”، مما يعكس مدى التحول الجذري في عمليات التحكم.

أثر الذكاء الاصطناعي في صناعة الطاقة: من التوفير إلى الابتكار والتوظيف

يُعد هذا التحول من نظم العمل التقليدية التي تعتمد على الإشراف البشري المستمر إلى التحكم الذكي الآني نقلة نوعية في تاريخ صناعة الطاقة تشبه اختراع خط الإنتاج في مصانع فورد عام 1913، حيث خوارزميات التعلم المعزز التي تستجيب بسرعة تعادل سرعة رد فعل العين للضوء باتت تتخذ آلاف القرارات في أجزاء من الثانية لضمان تعزيز الكفاءة وتحقيق الوفورات. بنتيجة ذلك، تصدرت أرامكو المملكة عالمياً بين 13 ألف شركة طاقة لتضم 5 مرافق ضمن شبكة المنارات العالمية، وهو إنجاز تاريخي يرفع المملكة إلى مركز الريادة التكنولوجية في مجال الطاقة. هذا الإنجاز يمتد تأثيره إلى نمط الحياة اليومية، ليشمل خفض تكاليف الطاقة، وخلق آلاف الوظائف التقنية الجديدة، بالإضافة إلى تحسين جودة البيئة التي تتنفسها العائلات السعودية في كل مكان؛ إذ صرحت المهندسة سارة الجهني، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، أن “الخوارزمية التي طورناها توفر مليوني ريال شهرياً في استهلاك الطاقة فحسب، تخيل قيمة تطبيقها عبر كل العمليات الصناعية”، في حين حذر استشاري التحول الرقمي الدكتور محمد الزهراني من أن “من يتجاهل التطور التقني الحالي سيجد نفسه خارج المنافسة خلال 5 سنوات فقط.”

  • خفض استهلاك الطاقة والمواد بنسبة 15%
  • تعزيز الكفاءة التشغيلية عبر التحكم الذكي الآني
  • زيادة فرص العمل التقنية والتوظيف.
  • بيئة أفضل وأنظف بفضل تقليل الهدر.

آفاق مستقبلية مع توسع الذكاء الاصطناعي في عمليات أرامكو

مع إعلان أرامكو عن خططها لتوسيع تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي ليشمل كامل شبكة معالجة الغاز وتطوير “المساعد التشغيلي” القائم على هذه التقنيات، تتجه المملكة نحو عصر جديد من الريادة التقنية العالمية؛ حيث يمثل هذا النهج ثورة في مفهوم الطاقة والصناعة تتطلب إعادة تعريف كاملة لطريقة العمل والإنتاج. يبقى السؤال المحوري: ماذا ستضيف هذه التقنية عندما تُطبق على كامل عمليات أرامكو، التي تغطي ربع احتياجات العالم النفطية؟ بلا شك، سيكون لها دور محوري في ترسيخ مكانة السعودية كقوة تقنية ونموذج عالمي في صناعة الطاقة الحديثة، مقدمين بذلك نموذجاً ناجحاً يحتذى به في الابتكار والكفاءة الصناعية.

كاتب صحفي رياضي يقدّم تغطية سريعة للمباريات والأحداث الرياضية، بأسلوب بسيط يوصّل المعلومة للجمهور بشكل جذاب ومباشر.