احتجاجات الروس ضد حظر منصة روبلوكس تعكس أزمة واسعة تمس مستقبل الأطفال الرقمي في البلاد، حيث تحدى 25 شخصًا فقط في سيبيريا القارصة البرد والقمع ليعبروا عن رفضهم لقرار حظر اللعبة، مؤكدين أهمية هذه المنصة التي تؤثر على ملايين الأطفال الروس وتشكّل جزءاً حيوياً من حرياتهم الرقمية.
الاحتجاجات في سيبيريا ضد حظر روبلوكس وصدمة العائلات الروسية
في مدينة تومسك النائية وسط سيبيريا، وقف 25 محتجًا تحت حرارة تصل إلى -30 مئوية، رافعين لافتات كتب عليها “ارفعوا أيديكم عن روبلوكس” و”روبلوكس ضحية الستار الحديدي الرقمي”، تعبيرًا عن رفض قرار حظر منصة روبلوكس الصادر من هيئة مراقبة الاتصالات الروسية “روسكومنادزور” في بداية ديسمبر. جاءت هذه الخطوة بحجة احتواء اللعبة على محتوى “غير لائق” يضر بالنمو الفكري والأخلاقي للأطفال، لكن بالنسبة لأليكسي، منظم الاحتجاج الذي يبلغ 28 عامًا، فإن الصمت عن هذه الخطوة يعني سرقة طفولة الأطفال الرقمية التي تبنى من خلالها أحلامهم وإبداعاتهم. وفي ظل أنفاس المتظاهرين التي تتصاعد وسط الصقيع، يظهر مشهد مقاومة رمزية لعاصفة الرقابة الرقمية التي قد تعيد تشكيل حال الإنترنت في روسيا.
مخاطر الحظر وتأثيره على مستقبل الأطفال والإنترنت في روسيا
هذا الحظر لا يأتي منعزلاً، بل هو جزء من موجة تضيق على حرية الوصول إلى الإنترنت منذ بداية الحرب الأوكرانية، حيث حجبت السلطات الروسية عدة منصات رئيسة مثل فيسبوك وإنستجرام ويوتيوب وواتساب وسناب شات، وهو ما يعزز مخاوف من “ستار حديدي رقمي” جديد يفرض عزلة رقمية مشابهة لما كان عليه الاتحاد السوفيتي سابقًا. ويشدد خبير الأمن السيبراني الدكتور إيفان بتروف على أن حرمان الأطفال الروس من روبلوكس، التي تستخدمها أكثر من 200 مليون شخص حول العالم، يشبه إغلاق “آخر ملعب في الحي” أمامهم، مما يهدد بتجميد فرصهم في التفاعل والاكتساب الرقمي الضروري لمستقبل تنافسي في العالم. وتأثير الحظر صار واضحًا في حياة الأطفال، مثل الطفلة ماريا ذات الثماني سنوات التي فقدت مساحة إبداعها، وسيرجي والد ثلاثة أطفال الذي يرى دموع ابنه تعبيرًا مؤلمًا عن الحصار الرقمي الذي يعيشه.
التحديات المستقبلية للرابط الرقمي بين الأطفال الروس والعالم الحر
مع التصاعد المستمر لاحتجاجات روبلوكس الرقمية وتوسّعها على المنصات البديلة، تواجه روسيا مفترق طرق مصيري، ما بين احتمال امتداد هذه الاحتجاجات إلى مدن أخرى أو إجبار الحكومة على التراجع تحت ضغط الشارع، أو استمرار الحظر الذي قد يؤدي إلى نشوء جيل رقمي معزول بالكامل. في هذا السياق، يلجأ البعض إلى استخدام شبكات VPN على الرغم من المخاطر القانونية، فكرة تحاول الحفاظ على ارتباط الأطفال بالعالم الرقمي بحرية. الجدير بالذكر أن هناك قائمة من الخطوات الأساسية التي يتبعها المحتجون للتعبير عن رفضهم ورفع صوتهم، وهي:
- التجمع في أماكن عامة رغم الظروف الجوية القاسية
- رفع لافتات تعبر عن مطالبهم بوضوح وجاذبية بصرية
- استخدام وسائل التواصل الرقمية لنشر الأخبار والتنسيق
- التأكيد على أهمية منصات مثل روبلوكس في نمو الأطفال الفكري والاجتماعي
| المنصة | سبب الحظر |
|---|---|
| روبلوكس | محتوى يؤثر سلباً على النمو الأخلاقي للأطفال |
| فيسبوك وإنستجرام ويوتيوب | مخاوف أمنية وسياسية مرتبطة بالحرب الأوكرانية |
ظاهرة احتجاز الإنترنت الحر في روسيا تستمر في التفاقم وسط تصاعد الغضب واعتماد المستخدمين على البدائل الرقمية، فما بين 25 شخصًا في سيبيريا يظهر تحرك شبابي جريء يرفض فقدان حقه في اللعب والتواصل عبر روبلوكس، يظل السؤال الشائك قائمًا: هل نشهد ولادة انتفاضة رقمية صامتة تدافع عن حرية الإنترنت أم بداية انغلاق رقمي حتمي يقطع الروس عن العالم؟
